بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
القواعد التي يصار إليها في التعامل مع الناس:
إن الحمد لله نحمده نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد ورسوله، صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
أسباب أهمية الموضوع:
فهذا الموضوع في غاية الأهمية؛ لأن مسألة التعامل مع الناس تشمل التعامل مع جميع البشر الذين قد يكون منهم المسلم والكافر والمنافق، والذمي والمعاهد والمستأمن والمحارب، وقد يكون من المسلمين السني والمبتدع ومَنْ بِدَعُهُ غليظة ومركبة، ومَنْ بِدَعُهُ يسيرة. وكل يحتاج إلى معاملة بحسب ما يقتضيه مقام الحال، وقد أمر الله –عز وجل– بحسن التعامل مع الآخرين، كيف لا وهو الذي وصف الله به رسوله –صلى الله عليه وسلم– في قوله – تبارك وتعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾[سورة آل عمران: الآية 159]، وفي مثل قوله – عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾[سورة النساء: الآية 94]، وكذا قوله سبحانه –في وصف نبيه– صلى الله عليه وسلم: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[سورة التوبة: الآية 128]، وقوله – جل وعلا: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[سورة القلم: الآية 4].
وقد أمر الله –عز وجل– نبييه ورسوليه موسى وهارون –عليهما السلام– وهما يقابلان أعتى مجرم على وجه الأرض، أمرهما أن يلينا القول معه: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾[سورة طه: الآية 44]، ويوجد من هدي النبي –صلى الله عليه وسلم– نماذج كثيرة في هذا السبيل، منها موقفه حين لقي قريشا يوم فتح مكة، وكانوا يظنون أنه سينتقم منهم فقال لهم: «ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم، قال: فإني أقول لكم ما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء»(1)، والنماذج كثيرة منها تعامله مع أصحابه، وتعامله مع المعاهدين ومنه زيارته إلى ذلكم الغلام اليهودي، والذي كان سببا في إسلامه عندما جاء ودعاه إلى الإسلام بعد أن مرض، فنظر إلى أبيه وكأنه يستأذنه فقال له: «أطع أبا القاسم فقال: أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله»(2)، فكان أنموذج عظيما في حسن التعامل مع الآخرين كل بحسبه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد