قواعد في التعامل مع العطايا والنعم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

‏١- سأتحدث عن قاعدة مهمّة في طريقة العمل والتعامل مع المواهب والنعم واللذائذ والعطايا الإلهيّة للإنسان.

‏٢- الأصل في الإنسان (التجرد) عن أي موهبة ، ونعمة ، ومكسب ، أي أنها ليست أوصافاً ذاتيّة لماهيّته، بل هي عوارض تطرأ عليه لا بد أن يفقهها ..

‏٣- وفقه هذه النعم والمواهب العارضة كالعلم ، والذكاء، والمال، والشباب، وإقدام النفس، واللذائذ المباحة: هو سبيل حفظها وصونها ..

‏٤- و"فقه النعمة" باب عظيم ومنسي من أبواب الفقه المراد به فهم شروط استحقاقها وإدراك ظروف دوامها ومعرفة كيفية نفعها والبُصر بأسباب زوالها

‏٥- القاعدة هي: أن حفظ النعمة مهما كان نوعها، يكون "بتهيئة الظروف والشروط البيئية التي تعيش وتنمو فيها"، وذلك بحسب نوع النعمة ..

‏٦- فنعمة العلم تعيش في بيئة الاستذكار والعمل والتعليم والمدراسة والإضافة، وتموت في بيئة النسيان وترك العمل والتعليم والمذاكرة والجمود ..

‏٧- ونعمة المال تعيش في بيئة الاستثمار الأخروي بالصدقة والبر والاستثمار الدنويي بترك الكنز وتحريك أصوله وفهم طرق تحصيله وتموت بالبخل والإسراف

‏٨- ونعمة الحب تعيش في بيئة الاهتمام والرعاية والسؤال والاتصال والبسط وتموت في بيئة الإهمال والقطيعة والبغض والأنانية ..

‏‏٩- ونعمة الذكاء تعيش في بيئة تشغيل الذهن وتحريكه ونفع الناس به وتموت في بيئة التقليد والخمول والانطواء.

‏١٠- وهكذا الأمر مع بقية النعم ، تعرف الشروط التي توجدها وتدوم بها، والأسباب التي تزيلها بمعرفة البيئة التي تناسبها، والظروف التي لا تناسبها.

‏١١- والملاحظ أن مجرد حيازة النعمة ، وابتداء طروئها على الإنسان لا يعني دوامها مالم يفقه تلك الظروف والأسباب ولا ننسى "ولئن شكرتم لأزيدنكم"

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply