بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من أين أبدأ! سأبدأ من عام 1351هـ حيث ولد العالم المربي الزاهد الورع الخفي القانوني الفقيه، تربى في كنف والده الشيخ الزاهد العابد الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عبدالرحمن، درس العالم الزاهد في المدرسة الابتدائية بشقراء، كان مديرها في ذلك الوقت الشيخ عبدالمجيد الجبرتي الذي أصبح إماما للحرم النبوي بعد ذلك، بعد أن أتم الشيخ الدراسة الابتدائية التحق بدار التوحيد بالطائف ثم دخل كلية الشريعة بمكة وفي السنة الثالث من الكلية طُلب للتدريس بالمعهد العلمي بالرياض فصار مدرساً وطالبا في نفس الوقت فكان يُدِّرس فإذا جاء وقت الاختبار ذهب إليه، حدثني بعض من زامله في الكلية أن الشيخ رحمه الله كان يأتي إليهم في محل إقامتهم بمكة ويطَّلع على المنهج المطلوب للاختبار وهو جالس القرفصاء فيمر على المنهج المطلوب على وجه السرعة ثم يدخل الاختبار ويأخذ الأول عليهم!
كان من طلابه في المعهد الشيخ المحدث عبدالمحسن العباد، وكان الشيخ عبدالمحسن يقول للشيخ صالح: أنت شيخي، درستني بالمعهد العلمي بالرياض.
وكان من زملائه في التدريس في المعهد جملة من العلماء منهم عبدالله الغديان رحمه الله، قرأ الشيخ صالح ما كتبته عن الشيخ عبدالله بن غديان في الصحافة فلما أتيت إليه قال: لقد نبهتني إلى أمور عن الشيخ عبدالله الله يرحمه عجيبة لم أكن أعرفها، كنت قد زاملته لمدة تزيد عن السنة في معهد الرياض العلمي.
لما أصيب الشيخ عبدالله الغديان رحمه الله بالحادث ذهبتُ بالشيخ صالح لزيارته ففرح الشيخ عبدالله بالشيخ صالح وأجلسه على سريره حتى أنه من فرحه بالشيخ صالح وحيث كنتُ سبباً في الإتيان به إليه، أمسك يدي وشدَّ عليها وقال: من عباد الله من هو مفتاح للخير مغلاق للشر وأنت منهم بإذن الله.
قال لي الشيخ عبدالله الغديان رحمه الله: لقد أُوتي الشيخ صالح والشيخ سعد ذكاء مفرطاً وفراسة لا يعرفها أكثر الناس عنهما وكانا لا يظهران ذلك، ولو انصرفا للعلم انصرافاً كلياً لما فاقهما أحد بعد توفيق الله.
بعد تخرج الشيخ رحمه الله من كلية الشريعة عام 1374هـ وحصوله على المركز الأول مع توفر الوظائف وكثرتها بالنسبة لمن يحصل على ما حصل عليه انصرف عنها وذهب إلى مصر والتحق بمعهد الدراسات العربية العالية، ودرس على الأستاذ عبدالرزاق السنهوري (أبو القانون) الذي كان له دور بارز في افتتاح ذلك المعهد.
أخبر الشيخ صالح عن نفسه بأنه: (تتلمذ على الأستاذ السنهوري لمدة سنتين في مادة الفقه المقارن، وتلقى عنه دروسه التي ألقاها... واشترك في الجلسة الأسبوعية التي ظل الأستاذ السنهوري يعقدها طوال تلك المدة باسم حلقة بحث، ويقصر حضورها على بضعة طلاب لبحث موضوعات في الفقه المقارن بطريق المناقشة الحرة)»خاطرة حول المصرفية الإسلامية ص60».
قال لي الشيخ: كنتُ أحضر جلسات السنهوري وكان لا يعرفني وبعد جلسات معدودة دخل ووزع علينا ورقة اختبار لينظر في مستوى الحاضرين، وكنتُ لست كبقية الحاضرين الذين أمضوا مدة في الحضور فهذه من أوائل جلساتي عنده ولم أكن أمضيتُ عنده مدة بعد، فاستحييتُ وأخذت ورقة الاختبار وأجبت عن الأسئلة فلما جاء الدرس القادم قال: أين صاحب هذه الإجابة فرفعت يدي على استحياء فأثنى على الإجابة بشكل ملفت! وبعدها كان يخصني بمزيد عناية جزاه الله خيراً.
قال الدكتور يوسف القرضاوي -أصلح الله حالنا وحاله- في مذكراته:(وكان يدرس في معهد الدراسات العربية العالية عدد من أبناء البلاد العربية النابهين المتميزين، بعضهم كانوا مبعوثين من بلدانهم، منهم: ...الشاب المتألق صالح الحصين في قسم القانون، وهو مبعوث من المملكة السعودية (معالي الأستاذ صالح الحصين بعد ذلك). وكان الدكتور السنهوري معنيًّا به، راجيًا أن يكون له شأن في المملكة، وقد كان).
كان الشيخ رحمه الله من أعلم الناس بالأنظمة والقانون بل كان يُعدُّ الرجل الثالث في العالم العربي والإسلامي من هذه الجهة بعد السنهوري ومحمد يونس من بنجلادش الذي حصل على جائزة نوبل، وفي ظني أن الشيخ رحمه الله قد فاق أستاذه السنهوري، ومن أراد معرفة مثال لذلك فليقرأ استدراكه على أستاذه في خاطرات حول المصرفية الإسلامية ص59 وما بعدها.
وكان للشيخ اجتهاد في وضع بعض الأنظمة كنظام الصندوق العقاري كما كان العضو الأبرز في المشاركة في وضع أكثر الأنظمة في ذلك الوقت.
بعد أن أمضى ما يقارب خمس سنوات أخذ الماجستير وكان عنوان بحثه (تصرف الفضولي)، وقد أطال مدة دراسته في مصر برغبة منه حتى يتمكن من قراءة ما يستطيع قراءته، حدثني الشيخ سعد عن أخيه غفر الله لهما قائلاً: كان شغوفاً جداً بالقراءة فقد قرأ ما يستطيع قراءته من الكتب بمكتبة الأزهر و دار الكتب المصرية، والكتب التي في سور الأوزبكية.
بعد رجوعه عمل مستشاراً قانونياً في وزارة المالية ليس بطلب منه بل بعض زملائه ألحّ عليه وأخذ ملفه!
كان يقول لي: لا أذكر البتة أني طلبتُ وظيفة الوظائف وكل الوظائف التي تقلَّدتها وعيّنتُ فيها هي في الحقيقة غصب عني وإكراه أدبي! من بداية أَخْذي من مقاعد الدراسة بكلية الشريعة لأكون مدرساً في المعهد العلمي إلى آخر الوظائف!
بل لم يُعيَّن في منصب وزير في عهد الملك فيصل رحمه الله إلا كارهاً وكان يحاول في التخلص من المنصب طيلة السنوات الثلاث فلما عجز تشفع بالأمير مساعد بن عبدالرحمن رحمه الله فأعفي بعد ذلك.
لما صدر قرار التعين اتصل أحد وجهاء شقراء على والدة الشيخ يبارك لها في تعيينه، فقالت: الله يخلف على هذه الدولة ولدي صالح لا يصلح إلا إمام مسجد وأخوه سعد المؤذن!
استخفاء الشيخ صالح رحمه الله عن المهنئين له بالمنصب في بيت أحد أقاربه؛ لئلا يظن أنه كان محتفلاً بالمنصب.
اقترح عليه اثنان من زملائه الوزراء أن يشترك معهما في شراء أرض من الدولة بالمنطقة الشرقية فلما رفع الأمر للجهة المختصة وكان رئيسها الملك فهد رحمه الله ذهب بالمعاملة للملك فيصل رحمه الله مقترحاً أن تعطى لهم منحة تقديراً لجهودهم، فلم ير الشيخ لا شرعاً ولا عقلاً ردها بل باع نصيبه منها وجعله فيما يعود على المسلمين بالنفع فصيَّره وقفاً في المدينة النبوية (وقف الأنصار) وجعل ريعه يصرف على مصالح المسلمين وطباعة الكتب وإغاثة المحتاج، وكتب على إخوته أن من أراد الانتفاع به سكناً أن يدفع أجرة المثل.
وحين طُلِب لرئاسة الحرمين امتنع فطلب منه خادم الحرمين الشريفين غفر الله له أن يمكث مدة سنتين فقط وكان يحاول في الإعفاء بلا فائدة حتى زاره الملك في المستشفى فرأى وضعه الصحي فقبل طلب إعفائه بعد أن أمضى اثنتي عشرة سنة.
قال لي: ذهبتُ إلى وزارة المالية مع صاحب أجرة فأوقف سيارته في الشارع المقابل للوزارة، يقول الشيخ فخشيت أن أقطع الشارع لضعف بصري، فقلت له: لعلك تذهب بي إلى باب الوزارة، فظهر عليه الغضب! فقلت ملطفاً الجو: بودي زملائي في الوزارة يروني وأنا راكب مع صاحب أجرة خاصة في مثل سيارتكم الجميلة فيغبطونني على الركوب في مثلها! فلما ذهب بي إلى باب الوزارة إلتفت إليّ قائلاً: هل تريدني أن أحملك إلى مكتبك!
أخبرني الشيخ سعد غفر الله له أن أخاه صالحاً لم يشتر سيارة في حياته قط!
من فرائد هذا العالم الزاهد رحمه الله أن العادة جرت حين يعين الشخص في منصب ذي شأن أن يشكر المسؤولين على التعيين لكن شيخنا بالعكس لما أعفي من المنصب شكر المسؤولين على الإعفاء، وأظهر امتنانهم عليه بالإعفاء، ولم يكتف بذلك بل جعل يعدد المزايا التي كان له دور بارز إما في اقتراحها أو العمل لأجل تحقيقها ونسبها كلها لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله وجزاه عن المسلمين خيراً- وجعل نفسه شاهد عيان عليها فقط وكان مما قاله في ذلك:(هذه المبادرات لم يكن أحد غير خادم الحرمين الشريفين مفكرٌ فيها، ولو وجد فلم يكن أحد يفكر أنها ممكنة، ولو وجد من يفكر أنها ممكنة فلن يقدم على تنفيذها، نظراً للتحديات المواجهة وسأسرد هنا بعضا منها: الأولى: تغطية زمزم، التي أنقذت المسلمين من أخطار محدقة، دل عليها موت عدة أشخاص فيما سبق، وما دفع الله أعظم.
الثانية: إزالة الانكسارات في ذروة سطح الحرم الشريف والدور الأول منه ، وتوسيع عنق الزجاجة الذي كان دائماً يحدد عدد الطائفين، فنتج عن ذلك إنقاذ الطائفين من أخطار على الحياة، وزادت نتيجة ذلك الطاقة الاستيعابية للمطاف أكثر من الضعف، بأقل جهد وتكلفة.
الثالثة: الإنقاذ من الحركة المتعارضة في ساحة باب أجياد والتي ظلت تمثل خطراً محدقاً، لولا أن الله يدافع عن الذين آمنوا، وهذه المبادرة لخادم الحرمين الشريفين في هذا لم يكن أحد يحلم بها أو يرى أنها ممكنة، بل لقد واجهت عند التنفيذ بعض المعارضات المبنية على أوهام وتخيلات لا حقيقة لها، فلما نفذت اعتبرت من الجميع، من أعظم الإنجازات في سجل الإنجازات عن السنة الأولى للاستفادة منها).
كان مخلصاً وناصحاً رحمه الله لدينه وولاة أمره وللمسلمين قال لي مرة: أني لا أدعو لهذه الدولة وولاة أمرها في كل صلاة بل أدعو لهم في كل سجدة من سجدات صلاتي .
ذهبتُ به مرة لشيخنا ووالدنا صالح الفوزان حفظه الله وكان مجلس الشيخ ممتلئا وكان بعض الحاضرين يجلس على الأرض فدخلتُ مجلس الشيخ ممسكاً بيد الشيخ صالح رحمه الله فقال لي: دعنا نجلس هنا يعني حيث انتهى المجلس على الأرض فقلت: أبداً ورفعت صوتي قائلاً الشيخ صالح الحصين فقام شيخنا الفوزان مبادراً إلى الشيخ صالح وأمسك يده وقدّمه وأجلسه بجواره وكان مما قاله الشيخ صالح الفوزان : يا شيخ صالح لقد درستني في المعهد العالي للقضاء، فأجابه الشيخ صالح: لستُ أهلاً لذلك لكن أتوا بي لسدِّ فراغ الجدول فقط... وحين أذّن المؤذن لصلاة العشاء خرج الحاضرون وقام الشيخان الصالحان غفر الله لهما بالخروج فركب الشيخ صالح الفوزان في المرتبة الخلفية خلف الراكب ولما فتح الشيخ صالح الحصين باب الراكب الأمامي التفت ونظر إلى المرتبة الخلفية وإذا بالشيخ صالح الفوزان قد ركب خلفه (ولم يكن الشيخ الحصين انتبه لركوب الشيخ في أول الأمر؛ لقيام أحد الحاضرين بتوديعه) فقال: والله ما يصير أعطي الشيخ صالح ظهري!! فنزل وركب بجواره، فصرتُ لوحدي أقود السيارة، فطرأ علي أن أذهب بهما غفر الله لهما لمسجد بعيد حتى أحظى بمزيد من الوقت معهما لكن هِبتُ الشيخ صالح الفوزان رفع الله قدره وكان مهيباً ولا يزال.
أخبرني الشيخ صالح رحمه الله أن الذي طلبه للتدريس في المعهد هو الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمه الله.
كان للشيخ رحمه الله محاضرة في كلية الشريعة عن القومية والوطنية فتشرفتُ بأخذه من منزل ابنه وذهبتُ به إلى المحاضرة، وتحدث في محاضرته عن القومية وعن أساتذتها وتدريسهم له في معهد الدراسات العربية كساطع الحصري وأمثاله وكانت محاضرة مفيدة جداً، وبعد انتهاء المحاضرة قمتُ إليه لأحمل الأوراق التي معه فرفض أشد الرفض فقلت له: شيخنا لن أسرق الأوراق سأسبقك بها إلى السيارة فرفض أشد الرفض!
لحقني بعض الناس بعد المحاضرة وأعطوني أوراقاً فيه طلب أموال لعل الشيخ أن يدفع إليهم شيئاً فقلت لهم: سأوصلها للشيخ، فلما ركب معي أخبرته عنها فقال: عندنا من هو أحوج منهم بكثير خاصة في أفريقيا هناك من يموت جوعاً وكثير من هؤلاء يريدون رفاهية العيش مجاراة لغيرهم.
علمتُ من الشيخ أن حفلاً لحلقة تحفيظ القرآن سيقام على شرفه رحمه الله فاتصلت به وحدّثته عن بعض الأمور فقال لي رحمه الله: هل تصحبني للحفل؟ فقلتُ: أتشرف بذلك، ولعلكم شيخنا تسمحون لي أن أذهب بكم إلى مقر الحفل، فذهبتُ به إلى الحفل وبعد الانتهاء منه إذا بأحفاده قد جاءوا إلى الحفل وطلبوا من الشيخ أن يذهب معهم فالتفت إليَّ ورأى أن باب الراكب قد فُتِح له، فالتفت إلى أحفاده وقال: على اليد ما أخذت حتى تؤديه!
يقصد غفر الله له أني قد أخذته من منزلهم فعلي أن أرجع به إلى المكان الذي أخذته منه.
لا أذكر أن ذهبتُ إلى مكة إلا وأقابله في اليوم مرة أو مرتين وكان يجلس بين العشاءين في صحن الكعبة بينها وبين مكان المؤذنين(المكبرية) فأجلس معه وكان يحدثني كثيراً في أمور المعتقد وأمور الفقه وغيرها سألته مرة عن وضع النعل أمام المصلي في الحرم خاص حيث إني أتحرج من ذلك، فقال: الشافعي رحمه الله يقول: (أجعلها تؤمُّني لا تغمُّني). يعني: أجعلها أمامي كالإمام ولا أجعلها خلفي قد تسرق أو تضيع فاغتم بفقدها أو بالتفكير فيها أثناء الصلاة.
جاءه رجل أفريقي يكلمه في موضوع ما وبعد الانتهاء من موضوعه لم يجد الشيخ رحمه الله أن يعطيه شيئاً إلا القماش الذي يضع فيه حذاءه فأخرج الشيخ حذاءه وأعطاه الأفريقي ليضع فيه حذاءه فأخذه الأفريقي مسروراً به.
كان يصر عليَّ كثيراً على تناول الغداء معه فاعتذر منه فكان يقول: لا أتكلف غداء البيت فاعتذر وكان يفعل ذلك مع غيري كما أشاهده دائماً.
مرة أصر علي مرة وقال: دائماً تعتذر! فقلت: أبشر اليوم الغداء عندك، فذهبت إلى شقته المتواضعة بجوار المسجد الحرام فجعل يشرح لي مساحتها وعدد الغرف فيها! مع أنها شقة صغيرة في برج الجوار مساحتها خمسون متر فقط! فسبحان من حابه الزهد والانصراف عن الدنيا.
مرة كنتُ خارج من الحرم من باب الصفا وكانت ابنتي لجين معي فإذا بالشيخ صالح رحمه الله يمشي لوحده فسلمتُ عليه فقام وقبّل ابنتي ودعا لها وقال: الآن عرفتُ سبب امتناعك عن إجابة دعوتي للغداء! وكان عمر لجين أربع سنين أصلحها الله وذريّات المسلمين.
فخطبها مني! فكان إذا رآني بعدها يسألني عنها ويقول كيف: عروستنا!
وكان يقول: لا تخبر الصحافة عن خطبتي لها فيقولون: ابن ثمانين يريد الزواج بمن تصغره بأكثر من سبعين سنة.
لم أطلب من الشيخ على طول صحبتي معه إلا أربعة أمور اثنان لي واثنان لرجلين طلبا مني الشفاعة عنده، طلبتُ منه أن يذهب معي ليكلم سماحة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله أن يعفيني من القضاء حيث مضى علي أكثر من ثلاث سنوات وأنا معلق على ذمة القضاء لعل الشيخ أن يقبل من الشيخ فقال: لي الشيخ صالح رحمه الله لو ذهبتُ معك لقلت تمسكوا به لا تتركوه! فقلت للشيخ: أجل ادع الله بأن يقدر لي الخير ويبعد عني الشر، وأعني به أن أتولى القضاء.
فكان الشيخ بعد ذلك يقول لي: ليتني ذهبتُ معك للشيخ اللحيدان فإن لا أذكر أحداً طلب مني الشفاعة في ترك وظيفته غيرك.
وكان كلما جاءه أحد وكنتُ عنده فبعد أن يعرّف بي بذكر اسمي يقول: هذا الرجل ويشير إليَّ ترك وظيفة القضاء سنوات حتى أعفي بعدها، فكنت أعجب من فعله حقيقة! ولا أعلم إلى الآن الداعي لذلك. رحمه الله شيخنا.
كان يشفع لكل أحد بل كان يشفع لأفراد وجماعات مع علمه أن بعضهم يستغلَّه لكن يستحي أن يرد أحداً فلا يُـحصى عدد الشفاعات التي كتبها .
ومع كثرة شفاعاته إلا أنه لم يكن يكتب لأقاربه الأقربين شفاعة في أمور طلب الوظائف أوغيرها من الأمور! بل لم يكتب طلباً لنفسه أو طلباً لأحد أقاربه الذين حوله.
أذكر أن المشرف على رسالتي الدكتوراه معالي مدير جامعة الإمام حفظه الله طلب مني أن يكون المناقش لرسالتي هو الشيخ صالح الحصين رحمه الله فقلت: لا أظنه يقبل، فقال: أصر عليه، فقلت: نعم. فاتصلتُ بالشيخ صالح وقلت له عن الموضوع فاعتذر بلطف، وقال: بودي لكني لستُ أهلا لذلك أنت تحتاج إلى عالم يناقشك! فقلت: أنت العالم، فقال: أنا لا أحسن المناقشة ولستُ متخصصاً في الفقه، وأخشى أن أُأَخرك كثيراً، قلتُ: لا بأس، قال: لا أنا لا أرضى بذلك، وأخبرته بأن الرسالة تقع في ثلاث مجلدات، فقال: اللهم بارك هذه لو ضُرِب بها كافر لأسلم! فقلتُ له رحمه الله: هل تحيلونني على ملئ يحل محلكم؟ فجاء ذكر الشيخ العالم الدكتور أحمد بن حميد حفظه الله فقال: ونعم الشيخ أحمد عالم وسيفيدك أعطني رقمه لأكلمه وأخبرك، فأعطيته رقمه، وبعد قليل اتصل بي الشيخ وقال: لم يرد علينا سنتواصل معه ثم أخبرك وبعد يوم اتصل بي الشيخ وقال : كلمنا الشيخ أحمد ووافق جزاه الله خيراً، فدعوتُ للشيخ وشكرته على حرصه.
كنتُ كلما ألفت كتاباً أو رسالة أعطيته نسخة منها قبل طباعتها في الغالب فكان يقرؤها ويفيدني، وكان آخر كتاب أعطيته إياه «الأحكام الفقهية المتعلقة بمنصب الإمامة».
وكان أحب كُتُبي إليه كتاب «مسائل صلاة الليل» وكان أحب شيء له فيه المقدمة! فكان يثني عليها كثيراً، وما أظن ذلك إلا لأنه من عباد الليل.
قال لي مرة ونحن خارجون من المسجد: ليتك حضرت محاضرتي البارحة، فقلتُ: كنت حريصا عليها لكن كان عندي محاضرات في الجامعة، فقال: لقد ضربتُ بك مثالاً! قلت: كيف ذلك؟ قال: ذكرتُ أن أحد المشايخ ألَّفت كتاباً عن صلاة الليل وأنه مكتوب على الكتاب حقوق الطبع محفوظة! فقلت: هذا الناشر للكتاب هو الذي فعل ذلك، وأنا لم آخذ عليه ريالاً واحداً إنما آخذ نسخاً أوزعها على طلبة العلم، وقد بحثتُ مسألة حقوق التأليف في رسالتي الماجستير، وخلصتُ إلى رأي أرجو أن أكون قد وفقت فيه.
وكان شيخنا له وجهة نظرة قوية في المسألة برهن عليها واستدل وفنَّد ما يثار حولها فكانت كتابة متميزة رحمه الله وكان يفرق بين حقوق الطبع وحقوق التأليف.
زرته مرة فإذا بيده قد وضعها كما يضع المكسور يده من رباط يحملها، فقلت: لا بأس عليكم، فقال: أبداً كنت على كرسي في العمل فأغمي علي فسقطتُ، الإغماء نعمة من الله حيث إن الجسم إذا بلغ غاية معينة لا يستطيع التحمل فيغمى عليه حتى يأخذ راحته فهو أحسن من النوم لأن كثيراً من الأجهزة تأخذ وضعها المناسبة بعد الإغماء!
ومرة أغمي عليه وهو في الهند أو باكستان في دورة المياه التي في محل إقامته وقد كان قائماً للوضوء فسقط وانكسرت منه بعض ضلوع صدره فلما استيقظ من الإغماء ربط على صدره بمحزم وأكمل المؤتمر الذي جاء من أجله!
كان يذكر لي مقولة ابن تيمية رحمه الله وأنها قاعدة ونظام للأفراد والجماعة والدول لا يجوز الإخلال به وهي:(العدل واجب لكل أحد على كل أحد في جميع الأحوال والظلم لا يباح شيء منه بحال)، فكان يختصرها ويقول:(العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال).
أُجريتْ له عملية صدر مفتوح قبل سنوات فذهبت إليه في المشفى فسألته عن حاله فحمد الله وأثنى عليه وقال: أبشِّرك ثلاثة شرايين مرة واحدة نعطي جملة!
قلت له مرة وهو معي في السيارة: إني أحبك في الله، وإني أحرص على الجلوس معكم، وصحبتكم، لا لأجل شيء من الدنيا إلا لطلب الفائدة منكم، فقال لي: ما عندي شيء من الدنيا حتى أُصحب لأجله!
كنتُ أسأله عن بعض العلماء سألته مرة عن الشيخ عبدالله بن جاسر رحمه الله صاحب كتاب مفيد الأنام فقال: نِعْم الرجل طيبة وخلقاً ولطافة، كنا نجتمع في لجنة مكونة من وزارة العدل ووزارة المالية وغيرها، واستفدتُ منه كيفية إخراج المال إذا كان مربوطاً بمطاط(مغاط) فكان لا يسحب مما يلي المطاط بل يسحب مما بعده فيكون أسهل في إخراج المال.
كان رحمه الله بصيراً بالرجال والجماعات الإسلامية، ومع ذلك كان يعاملها كلها على أحسن ما تُظْهِرُ له، وإن كان لا يرضى ما عندهم من ضلال ولذا لا يذكرها بعضها لا بخير ولا بشر! ذكر لي مرة أن جماعة التبليغ لا يحبون الجهاد؛ لأنه ليس على منهجهم وطريقتهم، ولذا لم يشاركوا في الجهاد الأفغاني.
وعلى ذكر الجهاد الأفغاني كان سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله مهتماً بموضوع اختلافهم القادة وكان قد حرص على تكوين لجنة لدراسة الأمر فكان مما كتبه رحمه الله: (اجتمعنا بأصحاب الفضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني، والشيخ صالح الحصين، والشيخ سعد الحصين في صباح السبت 19-7-1406هـ، وصباح يوم الأحد 20-7-1406هـ عبدالمجيد وسعد خاصة، واتفق الرأي على أن يسافر وفد إلى باكستان في 15 شوال 1406هـ للاتصال بقادة الجهاد الأفعاني المشايخ سياف، وقلب الدين، وبرهان الدين؛ للتوفيق بينهم وبين الشيخ جميل الرحمن، وجمع كلمتهم مع العناية بأمور الدعوة، والتعليم في المهاجرين، واهتمام الجميع بالعقيدة الصحيحة، والتحذير مما يخالفها بالطرق المناسبة التي لا يترتب عليها إن شاء الله تصدع، ولا خلاف.
واتفقنا على تكوين الوفد من الشيخ عبدالمجيد الزنداني، والشيخ صالح الحصين، والشيخ نزار الجربوع، وينضم إليهم الشيخ عبدالعزيز ابن عتيق مدير مكتب الدعوة في باكستان، ويعينهم بما يحتاجون إليه من سيارة وغيرها، واتفقنا على إعداد أربع رسائل لكل من الإخوة المشايخ سياف وقلب الدين، وبرهان الدين، وجميل الرحمن تشتمل على بيان أهداف الوفد، والنصيحة لكل منهم بما يشجع على التوجه إلى العقيدة الصحيحة، والجهاد؛ لتكون كلمة الله هي العليا.والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ملاحظة: نظراً لعدم تيسر توجه الشيخ نزار الجربوع فقد رأينا إرسال فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح القصير، العضو في إدارة الدعوة والإرشاد في الداخل بدلاً عنه، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز) ينظر: كتاب جوانب من سيرة ابن باز ص206.
قال لي الشيخ سعد غفر الله له: (لم أسمع أخي منذ أدركته ذكر أحداً بسوء فيما أعرف عنه وغاية ما سمعته منه أنه قال عن رجل أساء معه التصرف: أخلاقه تجارية!).
وبهذه المناسبة أقول من فاته الشيخ صالح رحمه الله فلا يفته الشيخ سعد غفر الله له فهو لا يقل عن صفات الشيخ صالح زهداً وديناً وصلاحاً.
كان من تواضعه وتشجيعه رحمه الله أن يعطيني مقالاته ويقول: أعطني رأيك فيها! قال لي مرة: هذا المقال لم يرتض بعض الإخوة نشره! فأعطني رأيك فيه، فقرأته وأعجبتُ به، فقلتُ له: ما أسباب عدم رضاهم؟ فأخبرني بسبب ذكروه لعله لم يقنع الشيخ فأخبرته برأيي أن هذا هو وقت نشره، فنشره بعد ذلك رحمه الله.
كان إذا خرج له كتاباً أعطاني منه نسخاً، مرة أعطاني نسخة واحدة من أحد كتبه وقال: هذه نسختي خذها، وسيأتي الله بنسخ أخرى، فرفضتُ، فقال: أنا لا أحتاجها الآن، فأخذتها جزاه الله عن أمة محمد خيراً.
كان آخر كتاب أهداه لي : (خاطرات حول المصرفية الإسلامية) بطبعته الثالثة في 20-1-1434هـ بالرياض وقال لي: أهم شيء هو أن تقرأ الملحق الأخير به فقلتُ له: أبشر.
فقرأته فرأيتُ في أحرفه الحزن والأسف إلى ما صارت عليه حال المصرفية الإسلامية فمما جاء في الكتاب ص126: (ظلت فكرة المصرفية الإسلامية في المملكة تقترب شيئاً فشيئاً من فكرة المصرفية الربوية حتى سهل على المصارف الربوية أن تتعايش مع فكرة المصرفية الإسلامية مع بقاء الربا أصلب عوداً وأعظم ازدهاراً وأبلغ حصانة عن النفي والزوال.
تتحمل الهيئات الشرعية في مصارف المملكة القسط الأكبر من هذه الخسارة العظمى التي منيت بها المملكة بل مني بها الإسلام، تلك الخسارة التي أجهضت لها مقاصد الحكومة وتوقعات منظري ورواد المصرفية الإسلامية.
تتحمل الهيئات الشرعية هذه المسؤولية؛ لأنها وإن كان ذلك بسلامة نية وجهل بالواقع ومآلات الأمور بدأت بإيجاد مخارج للتمويل عن طريق الإدانة لأجل بمقابل نظير الأجل، وكانت هذه المخارج تبدو من ناحية الشكل الفقهي مهيأة للقبول، ولكنها انتهت بالحيل الصلعاء التي لم يعد الفرق بينها وبين الربا كافياً لخداع المؤمنين الخاصة منهم أو العامة...).
عاش الشيخ عشر سنين في إحدى الهيئات الشرعية لأحد البنوك الإسلامية وكان يحدثني بلوعة عما يجري.
سألته ونحن ذاهبان للمسجد هل تنصحني بالدخول في الهيئات الشرعية في البنوك؟ فوقف والتفت إليَّ قائلا: لا، وحذّرني منها! فقلت: قد كنتم فيها يا شيخنا غفر الله لكم؟ فقال: كنا في موقف قوة، والآن لو قلت: لهم لا هذا ما يصلح أبعدوك بعد مدة!
قال لي: كان يعرض الموضوع علينا في الهيئة فأخبرهم بوجه المحرم والاحتيال فيه فيجمعون على تحريمه، ثم بعد ثلاث سنوات أعيد الموضوع فقلت لهم: هذا هو الذي حدثتكم عنه قبل ثلاث سنوات!
كان الشيخ يرفض أن يأخذ شيئاً مقابل عمله في تلك الهيئة الشرعية البنكية وحمل جميع الأعضاء على ذلك، فانسحب بعضهم بحجة كيف نعمل بلا مقابل! واستمر الشيخ عشر سنين ولم يقبض هو ولا من معه شيئاً مقابل عملهم، فلما ترك الهيئة صرفتُ الأموال مقابل العمل!
قلتُ له: لم تتركها وأنتم تستطيعون إصلاحها؟ فقال: إن البيت الآيل للسقوط لا يرمم!
سألته عن أسلم بنك إسلامي؟ فقال: وهل فيه بنك إسلامي!
كان يردد دائماً قول أيوب السختياني : يخادعون الله كأنما يخادعون الصبيان لو أتوا الأمر على وجهه لكان أهون .
كان يجيد اللغة الفرنسية والإنجليزية مرة دخلتُ رئاسة الحرمين فإذا بوفد من أوروبا أو أمريكا والشيخ يلقي عليهم في مكان مُعدٍّ لذلك، وكان المترجم يترجم ما يقول الشيخ، فترجم جملة من كلام الشيخ وأخطأ في الترجمة، فقال الشيخ: لعل المترجم لم يسمع ما قلته لضعف صوتي فاجتهد! والصواب من كلامي هو فقال الكلام باللغة الإنجليزية، ثم جعل يتكلم بالعربي فأخطأ المترجم مرة أخرى، فقال الشيخ: لعلي ثقلتُ عليك سأتكلم مباشرة معهم فبدأ يحدثهم باللغة الإنجليزية. والذي منع الشيخ من الحديث مباشرة معهم أن هذا المترجِم قال: سأترجم كلامك فاستحيا الشيخ أن يرده.
لا تسألني عن زهده ولا عن عبادته ولا عن بذله لماله وجاهه، كما لا تسألني عن ورعه ولا عن نصحه ولا عن علمه، ولا عن سعة ثقافته ولا عن خلقه ولا عن وفور عقله، ولا مسارعته في حاجات المسلمين فهو مضرب مثل فيها كلها.
لما كُلف بموضوع قسمة تركة الملك سعود رحمه الله هو ومن معه أُعطوا على القسم الأول مبلغاً كبيراً جداً فرفض أن يأخذ منه شيئاً .
لما كان في المدينة اشترى أرضاً تبعد عنها سبعين كيلو فغرس فيها نخلاً ؛ ليأكل منها الطير وغيرها ليكسب أجر ذلك، وجعل فيها غنماً ليسقي والدته من حليبها، وأخرج مديا لسقيا البهائم الأخرى، فلما استغنت والدته عن حليب الغنم باعها بقيمة الأرض قبل غرسها وعلى أن يقسم الثمن على سبع سنين، وفي السنة الأولى توفي المشتري ولم يسلم القسط الأول، فجاء الورثة إلى الشيخ صالح ليردوا عليه المزرعة فقال: أبداً هي لكم بارك الله لكم فيها ولم يأخذ منهم شيئاً!
كان رحمه الله يصلي بين العشاءين ما يقارب اثنتي عشرة ركعة إذا لم يكن مسافراً رأيته مراراً يفعل ذلك في صحن الكعبة، بل إني لا أهتدي إليه مع كثرة الناس أحياناً إلا بمراقبة الذين يصلون فأجده بسهولة.
اتصلتُ بشيخنا سعد غفر الله له لأعزيه في وفاة الشيخ رحمه الله فكان مما قاله لي: كنتُ أحاول أن أسبق الأخ صالحاً ولو لمرة واحدة؛ حيث كنت أتبعه حين ذهب لدار التوحيد ثم لكلية الشريعة ثم لمصر ثم في بقية أمور من العبادات والعادات فلم أسبقه، وظننتُ أني سأسبقه ولو في الموت قبله! حتى أني قلت له: إن مت فاجعلوا دفني في مقبرة العدل فقد واعدتُ والدتي أن أقبر معها! فسبقني رحمه الله إلى لقاء ربه .
كان لأبناء الشيخ عبدالرحمن الحصين (الشيخ صالح والشيخ سعد والوزير عبدالله) حساباً واحداً ينفقون منه ويتصدقون، ولا يدخرون شيئاً فوق الحاجات الضرورية.
قال لي الشيخ سعد: (لا أذكر أنَّا أخرجنا زكاة المال؛ لأن كل المال الزائد يُـخْرج لمستحقه قبل حلول الحول عليه، وقد أخذ علينا أخي صالح ألا ندخر شيئاً فوق الحاجة فكان ذلك، وكان حسابنا مشتركاً).
أمَّ المصلين عليه سماحة شيخنا صالح اللحيدان حفظه الله بعد صلاة العصر يوم الأحد الموافق 25-6-1434هـ، ودفن في مقبرة النسيم شرق الرياض، وكان رحمه الله يأمل أن يموت في المدينة أو مكة وأن يقبر هناك لكنه مات في الرياض ولم يوص بنقله؛ لعدم وروده عن السلف الصالح.
سلمتُ على ابنه الأخ الوقور المهندس عبدالله في المقبرة وقلت له: أحسن الله عزاءكم وجبر مصابنا جميعاً، الله يحلله ويبيحه، قدم على رب كريم، ومن خلّف أمثالكم لم يمت، فقال: والدي أوصاني أن أطلب التحليل له من أصحابه وجزاك الله خيراً على تحليله!
فاتني الكثير وما كتبتُ إنما هو شيء مما رأيته بعيني أو حدثني به رحمه الله أو أخبرني به أخوه الشيخ سعد، ولا يفوتني أن أبوح بأنه أحد الرجال الستة الذين أثروا في شخصيتي.
أرى أن من الوفاء له أن تنشأ مؤسسة خيرية باسمه واسم إخوانه تطبع كتبهم وتشرف على دعاتهم وتدير وقفهم وأعمالهم الخيرية.
كما أقترح أن تجمع جميع كتب الشيخ ومقالاته وكلماته ورسائله وما هذَّبه من الكتب كتهذيبه لكتاب الاقتضاء لابن تيمية، وما ترجمه من الكتب ككتاب الطريق إلى الإسلام لمحمد أسد، وتطبع في مجلدات تكون: باسم مجموعة كتب ورسائل الشيخ صالح الحصين. وأقترح على الأقسام العلمية في الجامعات والمعاهد تسجيل رسائل علمية في البحث عن جهوده العلمية، والنظامية «القانونية»، والإغاثية، والدعوية، ومنهجه في الحوار والإدارة وغيرها.
قد عرفتُ من أين أبدأ كتابتي لكن هل أستطيع أن أعرف كيف أنهيها!
رحم الله شيخنا وغفر الله له، ورفع في الآخرة نزله، وأخلف علينا بخير منه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
نسيج وحده
-أبوعبدالكريم الفايز
21:10:35 2019-03-04