بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
حضرت جلسة ماتعة هذا اليوم للدكتور: بشار عواد، ذكر فيها بعض الفوائد في حياته العلمية فأحببت أن أشرككم فيها.
ذكر أنه نشأ بداية حياته فلاحا بسيطا مع والده، وكان يكره الدراسة فأجبره والده عليها فصارت خيرة وبركة [فلا تتأثر بضعف البدايات].
كان يعمل بالفلاحة نهارا وينكب على العلم ليلا، حتى وصل للماجستير، وكانت رسالته بعنوان: (المنذري وكتابه التكملة لوفيات النقلة) في ثمان مجلدات.
رحل كثيرا لتحصيل المخطوطات وعانى في ذلك، ومنها أنه ذهب للإسكندرية فلم يجد آلة تصوير ليصور المخطوط الذي سافر لأجله فجلس ثلاثة أشهر حتى نسخه كاملا ونفدت نفقته فلاقى مشقة شديدة، ثم سجل الدكتوراه في الأزهر وبعد سنة مات والده فترك الدراسة ورجع للعراق وسجل رسالة للدكتوراه فيها من جديد، يقول: أنهيت رسالة الدكتوراه في أربعة أشهر وصلت فيها الليل بالنهار، وهي بعنوان: (الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام).
ثم عقب قائلا: (أرى ألا تطبع رسائل الماجستير والدكتوراه، لأنها للتعلم وتدريب ملكة الطالب، وللأسف أن بعض الأساتذة إذا حصّل الدكتوراه كسر القلم ورمى الكتاب، مع أن مشوار العلم لتوه بدأ، وجل مؤلفاتي كتبتها بعد الدكتوراه).
وقال: (كتبت أكثر من 300 مجلد ما بين تأليف وتحقيق).
يقول: (أسعد عمل عندي صدور الموافقة على الجامعة الإسلامية في العراق)، وجاءت بعد محاولات ومضايقات، فكان رئيسا لها بعد ذلك، وكانوا يدرسون فيها شرح الطحاوية لابن أبي العز، وكانوا يضايقون ويلمزون بأنهم وهابية وسلفية من بعض أهل البدع.
يقول: (أجلس الآن أكتب وأبحث من صلاة الفجر إلى العصر متصلة لا يفصلها إلا الصلاة والأكل، لأني كبرت ومرضت وإلا ففي الشباب كنت أجلس أكثر من ذلك، والبعض يتعجب كيف كتبت كل هذه الكتب فأقول: لولا ما ذهب من الوقت لظروف صعبة لكانت أكثر من ذلك).
وأوصى طالب العلم ألا تقل قراءته عن ست ساعات وإلا فسينساه ويصعب عليه ضبطه، وذكر أن أعظم آفة هي الانقطاع ولو كان يسيرا، وأنه تشوش ذهنه لما انقطع أسابيع لظرف حصل له.
(سئل: كيف ينظم طالب العلم وقته؟ فقال: عندك 24 ساعة كثيرة جدا لو نظمتها لصفا لك وقت كبير، وقلل من الزيارات والجلسات فلا أخرج من بيتي إلا نادرا فانتفعت).
وأكد على تكريس الجهد بالتخصص وعدم التشتت، وذكر أن علل الأحاديث وأسماء الرجال تختمر في ذهنه فلا يحتاج لمراجعة الكتب إلا قليلا بسبب كثرة المطالعة والتركيز فيها.
ختاما: سيسعدنا الدكتور بعملين ضخمين سيخرجان قريبا بإذن الله (التمهيد لابن عبد البر، والمحلى لابن حزم) بارك الله جهده.
وأثنى على العناية بالعلوم الإنسانية في السعودية وذكر أنها بلا مجاملة أفضل بلد عربي يترقى في العلوم الشرعية حاليا، وأن قرابة 70% من المطبوعات الشرعية يمشي سوقها فيها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد