بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كثير ما نسمع عبارة (دعه أنه صغير، أتركه لا تسلمه أي مسؤولية.. لا تزوجوه مازال صغير). وليت شعري أريد أن أعرف ما هو تعريف الكبير وما تعريف الصغير! هل هو العمر الزمني الذي اتفق عليه البشر وكيف يستقيم وقد خبرنا أناس بلغوا الستين عاماً وهم أغبى من البهائم العجماء وقد فشل الفشل الذريع في أن يحمل مسؤولية نفسه فما بالك بغيره! ولا يخفى على أحد أن الإنسان بأصغريه قلبه ولسانه؛ فإن صح قلبه نطق لسانه بالحكمة المنطوية تحت جناح الإسلام، وهذه الصحة العقلية لا تعتمد على حساب كم مرة تعاقب الليل والنهار على الجسد الفيزيائي الذي اتفق عليه البشر، وإنما هذا الرقم الزمني فقط لتميّز كم سنة مضى عليه على ظهر هذه الكرة الأرضية فقط لا غير.
وهنا جمعت لكم بعض أسماء من غيروا وجه التاريخ واكتشفنا من خلالهم أن للكون أكثر من شمس فعلم الفلك يقول لك أن شمسنا واحدة، وأما الإسلام فيقول لك أن شباب الإسلام كلهم شموسٌ لا تغيب ولا تنطفئ؛ شموسٌ شامخة تدور حولها كل كواكب البشرية وتستقي من نورها، وقد جمعت لكم غيض من فيضهم ونسمات من عبيرهم:
1- طلحة بن عبيدالله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه، فلينظر إلى طلحة بن عبيدالله".
وهو أكرم العرب في الإسلام، وفي أُحد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت، وحماه من الكفار، واتّقى عنه النبل بيده حتى شلِّت أصبعه، ووقاه بنفسه وعمره 16 عاما فقط.
2- عبدالرحمن الداخل:
هرب لوحده طريداً شريداً من دمشق إلى أخواله في إفريقيا، ثم دخل وحيداً منفردا برأيه معتزاً بدينه شاهراً سيف الحق دخل يطلب إعادة إحياء دولة الإسلام، وقد ذلل الله له الصعاب وأذن له بما أراد أن يكون، وكان عمره أنذاك 24 سنة فقط وقد قضى على العشرات من الثورات وحده.
3- عبدالرحمن الناصر:
كان عصره هو العصر الذهبي في حكم الأندلس؛ حيث رفض كل بني أمية أن يستلموا الحكم لعلمهم المسبق أن الدولة ستقع لا محاله، إلا أن عبدالرحمن الناصر الذي كان وقتها بعمر 21 سنة كان واثقاً بربه رافعاً رأسه ناظراً إلى حلمهِ بعين القوة والثبات والإرادة، وقد قضي فيها على الاضطرابات وقام بنهضة علمية منقطعة النظير لتصبحأاقوى الدول في عصره حتى يتودد إليه قادة أوروبا.
4- أسامة بن زيد:
ولاَّه النبي -على صغر سنِّه- قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم في الشام، وقال له: "يا أسامة، سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك على هذا الجيش، فأغر صباحًا على أهل أُبْنَى وحرق عليهم، وأسرع السير تسبق الخبر، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم، وخذ معك الأدلاء، وقدم العيون أمامك والطلائع".
قاد جيش المسلمين في وجود كبار الصحابة كأبي بكر وعمر بن الخطاب ليواجه أعظم جيوش الأرض حينها؛ وكان عمره 18 سنة فقط.
5- الارقم بن أبي الارقم:
وعن عبدالله بن عثمان بن الأرقم عن جده، وكان بدرياً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلاً مسلمين، وكان آخرهم إسلاماً عمر، فلما تكاملوا أربعين رجلاً خرجوا. وروى الحاكم أن الأرقم أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص. وكان عمره حوالي 16 عاماً.
6- محمد الفاتح:
كان عمره الزمني 22 سنة وعمره العقلي يفوق الـ 100 عام عندما فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية التي استعصت علي كبار القادة والتي كانت شغف كل مسلم ليصيب دعوة النبي في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند وغيره، وفيه يقول صلى الله عليه وسلم: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".
7- الزبير ابن العوام:
يرتبط ذكر الزبير دوماً مع طلحة بن عبي الله، فهذان الإثنان متشابهان في النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين، وحتى مصيرهما كان متشابهاً؛ فهما من العشرة المبشرين بالجنة وآخى بينهما الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجتمعا بالنسب والقرابة، وتحدث عنهما الرسول قائلاً: "طلحة والزبير جاراي في الجنة"، و كانا من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لاختيار خليفته.
وهو أول من سلّ سيفه لله في الإسلام، وحواريّ النبي صلى الله عليه وسلم، كل هذا وكان عمره 15 سنة!
8- معوّذ بن عفراء ومعاذ بن الجموح:
قتلا أبا جهل في غزوة بدر وكان قائداً للمشركين حينها عمرهما حدود 14 سنة.
9- سعد بن أبي وقاص:
كان أول من رمى بسهم في سبيل الله؛ وكان من الستة أصحاب الشوري الذين قال عمر ألا تخرج الخلافة فيهم، وكان مستجاب الدعوة مشهور بذلك؛ قال سعد: "ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد قبلي". ولقد رأيته ليقول لي: "ياسعد ، ارم فداك أبي وأمي، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يشير إليه قائلاً: "هذا خالي فليرني كل امرؤ خاله"، وكان عمره 17 سنة فقط.
10- زيد بن ثابت:
أصبح كاتب الوحي وتعلم اليهودية في 17 ليلة وأصبح ترجمان الرسول صلى الله عليه وسلم، حفظ كتاب الله وساهم في جمع القرآن وعمره لم يتجاوز 11 سنة.
ولو تأملنا في سر هؤلاء لوجدنا أنهم جميعاً تبرأوا من حولهم وقوتهم إلى حول وقوة الله، وأنهم جميعاً استماتوا على إرضاء خالقهم والتمسك بهدي نبيهم بدون إفراط ولا تفريط، بدون زيادة ولا نقصان. فيا معشر الشباب لا تدعوا الغرب الكافر يمسخ عقولكم ويضعف ثقتكم وأنتم أولاد الملوك وأحفاد الأمراء!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد