بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نشر فى الوعى الإسلامى صفر 1438 هـ
التعلم النشط -تعبير يكثر تداوله فى الأوساط التعليمية فى السنوات الأخيرة- ويعنى أن يشارك المتعلم مشاركة أساسية فى عمليه التعلم، أما دور المعلم فهو القيام بدور الموجه والمرشد لتلامذته، وهذا ينمى قدرة التلاميذ على التفكير، وينمى العلاقات الاجتماعية بينهم ويجعل من التعلم متعة.
فهل هذه الاستراتيجيات حديثة فعلا؟ أم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم استخدمها جميعا باعتباره معلم البشرية؟ نعرض فبما هو آت بعض هذه الاستراتيجيات و دليل تطبيق النبى صلى الله عليه وسلم لها:
1- استراتيجية العصف الذهنى: العصف الذهنى أن يلقى المعلم سؤالا عاما ويدع المتعلمين يفكرون ويعملون عقولهم لمعرفة الإجابة؛ ومثال ذلك: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ" فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي النَّخْلَةَ؛ فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا عَاشِرُ عَشَرَةٍ أَنَا أَحْدَثُهُمْ فَسَكَتُّ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "هِيَ النَّخْلَةُ " فطرح صلى الله عليه وسلم المعلومة وترك صحابته يفكرون ماذا يقصد؛ لقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة التحلى بالصفات الطيبة المودعة فى النخلة من عزة وشموخ و رسوخ فى العقيدة وترفع فوق الصغائر والرد على السيئة بالحسنة.
2- دراسة الحالة: وهى استراتيجية تقوم على موقف يمر به المتعلم ويتم دراسة حالته للحكم عليها سلبا أو إيجابا مع توجيهه إلى الصواب؛ ومثال ذلك: حديث الرجل المسيئ صلاته حيث قال له صلى الله عليه وسلم "ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ " فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى؛ ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ :" ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ " ثَلَاثًا فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي فَقَالَ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا" لقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم الأمة جميعا أهمية الاطمئنان فى الصلاة.
3- المجموعات التعليمية التعاونية: وهى استراتيجية تقوم على تقسيم التلاميذ إلى مجموعات تعليمية كل مجموعة تأخذ جانبا من موضوع التعلم بحيث يتكامل الموقف التعليمى من خلال هذه المجموعات ومثال ذلك: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَلَمْ يُهْدِ فَلْيُحْلِلْ وَمَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَأَهْدَى فَلَا يُحِلُّ حَتَّى يُحِلَّ بِنَحْرِ هَدْيِهِ وَمَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ فَلْيُتِمَّ حَجَّهُ" لقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة أنواع الحج: الإفراد والتمتع والقرآن.
4- التغذية الراجعة والتقويم: وهى استراتيجية تقوم على استعادة معلومات المتعلم للوقوف على مدى استيعابه مع تقويمه وإرشاده؛ ومثال ذلك: عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ" قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ: "لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ" لقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة الدقة فى نقل حديثه صلى الله عليه وسلم والحرص على أذكار ما قبل النوم.
5- الخرائط التوضيحية: و هى استراتيجية تقوم على استخدام الخرائط والخطوط والرسومات؛ ومثال ذلك: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: "هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيمًا" قَالَ ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: "هَذِهِ السُّبُلُ وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ" ثُمَّ قَرَأَ {وَأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة وجوب التمسك بالكتاب والسنة والبعد عن سبيل الشيطان.
6- التعلم باللعب: وهى استراتيجية تقوم على استخدام اللعب مع المتعلم لتوصيل المعلومة إليه أو ليتعلم مهارة ما ومثال ذلك: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَال َكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُفُّ عَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَكَثِيرًا مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ ثُمَّ يَقُولُ مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْزَمُهُمْ، فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة اهمية ممارسة الرياضة كأول وسيلة لتحقيق قوة الجسم.
7- الحكاية والقص: وهى استراتيجية تقوم على استخدام القصص بإثارة وتشويق ومثال ذلك: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ صلى الله عليه وسلم عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّ رَجُلًا كَانَ قَبْلَكُمْ رَغَسَهُ اللَّهُ مَالًا فَقَالَ لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ قَالُوا خَيْرَ أَبٍ قَالَ فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ فَفَعَلُوا فَجَمَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ قَالَ مَخَافَتُكَ فَتَلَقَّاهُ بِرَحْمَتِهِ" فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة صفة الخوف من الله ووجوب محاسبة النفس.
8- تعليم الأقران: وهى استراتيجية تقوم على تعليم التلاميذ بعضهم بعضا ومثال ذلك: لما رأى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ رؤيا الأذان والإقامة وأخبر بها النبى صلى الله عليه وسلم قَالَ له: "إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ" فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ، فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة التعاون فى إقامة الشعائر والعمل الجماعى والإيثار وفضل الأذان وأن يعلم بعضهم بعضا.
9- تبادل الأدوار: وهى استراتيجية تقوم على تبادل المتعلمين الأدوار بحيث يكمل بعضهم بعضا؛ ومثال ذلك: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ: "أَيَّ حِينٍ تُوتِرُ؟" قَالَ أَوَّلَ اللَّيْلِ بَعْدَ الْعَتَمَةِ قَالَ: "فَأَنَتَ يَا عُمَرُ" فَقَالَ آخِرَ اللَّيْلِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَأَخَذْتَ بِالْوُثْقَى وَأَمَّا أَنْتَ يَا عُمَرُ فَأَخَذْتَ بِالْقُوَّةِ" فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة أنه يجوز الوتر قبل النوم كما يجوز تأخيره إلى ما قبل الفجر.
10- التعلم بالمرح والمداعبة: وهى استراتيجية تقوم على استخدام المرح لتوصيل المعلومة الصحيحة إلى المتعلم؛ ومثال ذلك: عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ؟ أَهُمَا الْخَيْطَانِ قَالَ: "إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْقَفَا إِنْ أَبْصَرْتَ الْخَيْطَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَا بَلْ هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ" فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة بعض أحكام الصيام.
11- التمثيل والمحاكاة: وهى استراتيجية تقوم على التمثيل للموقف التعليمى؛ ومثال ذلك: قال صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ" وعن جابر رضي الله عنه قال رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ: "لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ" فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة عمليا كيف نصلى وكيف نحج.
12- المشاريع العملية: وهى استراتيجية تقوم على استخدام النماذج من الطبيعة لتقرير المعلومة فى نفوس المتعلمين عمليا؛ ومثال ذلك: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ" فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟! قَالَ: "أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ" قَالُوا: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟! فَقَالَ: "فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ" فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة الزهد فى هذه الدنيا.
13- الإثارة والتشويق: وهى استراتيجية تقوم على طرح سؤال تشويقى يؤدى إلى إثارة المتعلم وتحفيزه؛ ومثال ذلك: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ" فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ قَالَ: "أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ" فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة الحرص على الأعمال الصالحات التى تزيد الأجر والثواب وتثقل الميزان.
14- الوسائل الملونة: وهى استراتيجية تقوم على استخدام الألوان فى تقديم المعلومة؛ ومثال ذلك: قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ" فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة الفارق بين القلب الصافى السليم والقلب الحاقد الضال.
15- الحوار والمناقشة: وهى استراتيجية تقوم على إجراء الحوار مع المتعلم لتقرير المعلومة الصحيحة وتثبيتها فى ذهنه؛ ومثال ذلك: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا! فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ قَالُوا مَهْ فَقَالَ: "ادْنُهْ" فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا قَالَ فَجَلَسَ قَالَ: "أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ" قَالَ لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ: "وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ" قَالَ: "أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ" ثم ذكر الأخوات والعمات والخالات كل ذلك يقول الفتى: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ" فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم صحابته والأمة فظاعة جريمة الزنا.
16- مخاطبة الحواس: وهى استراتيجية تقوم على إثارة حواس المتعلم؛ ومثال ذلك: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهِدَةً بِغَيْرِ حِلِّهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَشُمَّ رِيحَهَا" فقد استخدم صلى الله عليه وسلم هذه الاستراتيجية لتعليم الأمة حسن التعامل مع المعاهد من أهل الذمة.
هذه بعض الاستراتيجيات التعليمية التى استخدمها المعصوم صلى الله عليه وسلم الذى قال: "إنما بعثت معلما".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
الهوامش:
البخارى 17/76
البخارى 3/205
البخارى 2/30
البخارى 1/412
أحمد 9/ 240
أحمد 4/268
البخارى 11/297
أبو داود 2/93
ابن ماجه 4/52
البخارى 13 /452
البخارى 3/7
مسلم 6/426
مسلم 14/206
مسلم 4/229
مسلم 1/349
أحمد 45/190
النسائى 14/378
18 ابن ماجة 1/265
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 2 )
التعلم النشط
-سامح مهنا
23:34:31 2021-10-27
شكر وتقدير
-عبد المالك
13:01:38 2021-01-13