بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يحاول بعض المسلمين أن يُقدِّموا الاسلام كأنه يتوافق مع القيم الغربية والثقافة العلمانية السائدة.
نجد هذا الطرح حاضراً عند مخاطبة "الغربي غير المسلم" أو "المسلم المعجب بالقيم الغربية"
وبحُسن نية يظنُ هؤلاء أن طريقتهم هذه تُحقق أمرين:
1. تحسين صورة الإسلام في عين الغربي غير المسلم لكي يُسلم.
2. تثبيت الاسلام لدى المسلم المعجب بالقيم الغربية.
لكن، في الواقع، فإن هذا الطرح سيأتي بنتائج عكسية، لماذا؟
لأنه كلما كان الإسلام يُصوّرُ للغربي/غير المسلم بأنه يتفق مع قيم الغرب وثقافته السائدة؛ فسيجعل هذا من الاسلام أقل أهمية في نظره،
وسيقول: إذا كان الإسلام يتفق مع قيم مجتمعي ونظمه، فما الذي يجعلني أُفكر في اعتناقه ما دام لا يعدو كونه نسخة مكررة من القيم التي نشأت عليها؟ ما الذي يجعلني أقرأ عن فكرة ما وأبحث فيها وأهتم باعتناقها ما دامت تلك الفكرة لا تُقدم لي شيئاً مختلفاً؟ لا يوجد فيها ما يجعلها مميزة ومختلفة عن غيرها؟ لا تُقدم لي الخلاص مما أنا فيه؟
أما بالنسبة للمسلم المُعجب بالقيم الغربية والثقافة العلمانية السائدة؛
فإن كان الإسلام يتفق و لا يتصادم مع القيم والثقافة الغربية؛ فهذا يعني أنه يسير في الطريق الصحيح وبالتالي مزيداً من التشبع بالثقافة العلمانية السائدة في مقابل الانصراف عن الإسلام ومزيداً من القطيعة مع مفاهيمه وقيمه.
باختصار، فإن هذا الطرح لا يجذب غير المُسلم للإسلام كما يتوهم القائمون عليه، ولا يُسهم في تثبيت المُسلمين على الإسلام الحق. والأدهى من ذلك كله أن هؤلاء من حيث لا يشعرون يُقدمون مفهوماً خديجاً ومحرفاً للإسلام هو أبعد ما يكون عن الإسلام الحقيقي ومفاهيمه وقيمه ومبادئه.
ما الواجب على الداعية إذن؟
الإجابة سهلة وبسيطة "عرّف بالإسلام كما هو" هذا وحده ما يجعله فريداً، هذا حده يجعل غير المسلم يلتفت إليه وينظر فيه، ويجعل المسلم التائه يعود إليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد