بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فيما يتعلق بالذكر والأنثى؛ يقوم الشرع الآلهي على أساسين:
١) أن المرأة تختلف عن الرجل.
٢) أن أوامر الله للمرأة ربما ستكون مختلفة عن أوامره للرجل.
٣)أن قيمة الإنسان عند الله -ذكراً و أنثى- يرتبط بعلاقته بالله ومدى استجابته لأمر الله وشرعه. فالأكثر استجابة أكثر قيمة والعكس صحيح، فالمرأة الصالحة هي التي تستجيب لله ولرسوله، والرجل الصالح كذلك.
لكن الفكر النسوي بكل درجاته لا يُؤْمِن بهذا المعيار -صراحة أو ضمناً- فما هو منطلق الفكر النسوي وكيف ألغى هذا المعيار؟
الفكر النسوي الغربي أزاح الإله من الصورة وبالتالي لم تعد المعيارية متعلقة بعلاقة الإنسان بالله!
بل وضع له معياراً يقول: إن كمال المرأة لن يتحقق إلا عندما تكون قادرة على فعل كلما يفعله الرجل، وستظل ناقصة مظلومة مالم يتحقق ذلك.
فتحولت قيمة المرأة من "علاقتها بالله ومدى استجابتها لخالقها" الذي هو أعرف بالأصلح لها؛ إلى "علاقتها بالرجل ومدى مساواتها له" فأصبح الرجل هو المعيار! وأصبح فعل ما يفعله الرجل هدفاً مطلوباً في ذاته حتى ولولم يكن صالحاً للمرأة!
وَيَا للمفارقة! كيف تحول "الرجل" الذي يدعي الفكر النسوي أنه يسعى لتحرير المرأة من سطوته؛ إلى المعيار الذي يتخذه الفكر النسوي لتحقيق كمال المرأة!
الفكر النسوي الشرقي: هو تبع للفكر النسوي الغربي لكنه يحاول مرحلياً ألا يكشف عن وجهه الحقيقي. ويحاول في صورته التجميلية أن يُقدم أفكاره باستحضار الشرع لكنه الشرع المُحرّف، فيطرح أجندته فيما يتعلق بالميراث، القوامة، وظيفة الأم، الخ.. باستحضار أدلة محرّفة أو قراءات مغلوطة أو شاذة، تتجه كلها إلى تحقيق المعيار النسوي المشار إليه آنفاً.
الخلاصة أن مآل الفكر النسوي إلى الكفر بالله وبشرعه! أقول هذا ليتبين للمسلم الذي لا يرى إلا جزءً من الصورة الكاملة للفكر النسوي وما يقوم عليه، فلعله يحذر ويعيد التأمل والتفكر.
ما هو الحل إذاً مع المظالم التي تواجهها الأنثى؟ الحل في تحكيم شرع الله وإعطاء المرأة حقوقها التي كفلها لها الشرع وفق معيار الشرع وليس وفق المعيار الغربي الذي يُقدّم للناس ثم تلوى نصوص الشرع لتتفق معه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد