بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
دائما ما يوصي الآباء والأمهات الناجحون في تربية الأطفال بالعديد من النصائح المفيدة لتربية الأطفال تربية مثلى ،ومن أبرز هذه النصائح ما يلي:
- تعليم الأطفال الصواب من الخطأ:ويتعين على الآباء والأمهات تعليم أبنائهم القيم الأساسية، والأخلاق الحميدة فضلًا عن تكليفهم بأداء مهام ومسؤوليات والإصرار عليهم بضرورة معاملة الآخرين بالعطف والود.
- قضاء بعض الوقت مع الأطفال ،وينبغي على الآباء والأمهات تخصيص وقت معين خلال اليوم للعب مع الأطفال، وتعليمهم بعض المهارات النافعة.
- التدرج في إعطاء الطفل التوجيهات والتكليفات والأوامر، وعدم دفعه إلى القضايا دفعة واحدة: فلهذا التدرج في الخطوات أثر كبير في نفس الطفل واستجابته؛ لأنه ما زال غضًا فلا بد من التدرج معه، ونقله من مرحلة إلى أخرى، ومراعاة أن يكون التوجيه برفق، وبألفاظ حسنة طيبة، ومغلف بابتسامة صادقة دون سخرية أو تجريح أو تأديب.
- تخير الوقت المناسب لتوجيه الطفل ؛فاختيار الوقت المناسب في توجيه وتلقين الطفل له الدور الفعال في أن تؤتي النصيحة أثرها.
- التحدث مع الطفل بصراحة ووضوح دون لف أو دوران ؛فمخاطبة عقل الطفل بالحديث المباشر ،والمعلومات المرتبة فكريًا تجعله أشد قبولًا لها، وأكثر استعدادًا للتلقي.
- مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال: حيث ينفرد كل طفل من الأطفال بشخصية مميزة لا تشبه شخصية أخيه؛ لذا يجب تنويع الأساليب التربوية مع الأطفال، والتعرف على خصائص نفسياتهم، والتعامل مع كل منهم بما يتلاءم وشخصيته وفكره.
رسم الحدود للأطفال: فأنظمة السلوك الواضحة والصريحة توفر للأطفال الشعور بالأمان، وهم يختبرون القيم والأنماط الحياتية المختلفة، فالأطفال في حاجة إلى حدود نرسمها لهم، والحدود في قاموسهم تعني الاهتمام.
- تعليم الطفل الأمانة: وأفضل طريقة في ذلك هي احترام الطفل فيما يملك، فلا نسمح لأحد التعدي على أغراضه، فيتدرب على احترام حقوق الغير، وإن حصل وعبث الطفل بأغراض غيره، وأخذها ،يجب أن نعالج الأمر دون إثارة ضجة أو تهويل، فلا يصح بحال أن نناديه يا لص، وإلا تجرأ على ذلك، وهانت عليه نفسه، والأم الذكية تنتهز الفرصة المناسبة للتوجيه غير المباشر، والقصة الهادفة مع حسن الإلقاء تؤدي إلى نتائج طيبة.
- تقديم المشورة والنصح :ويتعين على الآباء والأمهات توضيح أفكارهم بعبارات قليلة مع ضرورة إخطار الأطفال بأنهم يتوقعون منهم التفكير في المشاكل التي تعترضهم ،ومحاولة الوصول إلى حلول ممكنة لها بأنفسهم قبل أن يعرضوا عليهم حلولا جاهزة.
- توقع السلوك الجيد من الطفل: من حق الأطفال أن يعرفوا ماذا نتوقع منهم، وفي الوقت نفسه ماذا يتوقعون منا، فإذا عرف الأطفال كيف ستكون ردة فعلنا تجاه تصرف معين قاموا به سوف يعملون على تحسين سلوكهم.
- تعليمهم المسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار ،وحرية الاختيار في وقت مبكر، فهذا يحضرهم لمواجهة العالم الخارجي في المستقبل، ولا ننسى أن الأطفال في حاجة دائمة إلى وضع حدود معينة لتصرفاتهم ،وقواعد أساسية يقتدون بها، فهم ينظرون إلى هذه الأمور على أنها تعبير صادق عن محبته، والاهتمام بهم.
تعليمهم الصبر والانتظار: فالصبر والانتظار يعلم الطفل كيفية التعامل مع الضغوط والمعاناة بشكل أفضل، فجميع الأعمال في عالم الكبار تحمل جزءًا من المعاناة؛ لذا فإن تأخير تلبية احتياجات الطفل سمة يجب أن يكتسبها بالممارسة، فمثلا يجب عدم السماح للطفل أن يقاطع محادثات والديه مع الآخرين.
والانتظار لن يضير الطفل ما دام أنه لا يسبب له ضيقًا أو إزعاجا، ومن ثم سوف يقوِّي ذلك مثابرته وتوازنه العاطفي.
- تحديد قواعد التهذيب المناسبة لسن الطفل، وهذه مسؤولية الوالدين معًا؛ فعليهما وضع قواعد تهذيب السلوك الخاصة بطفليهما،وتهذيب الطفل يبدأ عند بلوغه السن التي يحبو فيها، ففي بعض نفسه الأحيان قد يكون مفيدًا له إذا رفضنا طلبه بكلمة (لا) فالطفل بحاجة إلى مؤثر خارجي يسيطر عليه حتى يتعلم كيف يسيطر على نفسه ،ويكون مهذبًا في سلوكه.
- عدم الإذعان في تدليل الطفل والإذعان إلى طلباته المتكررة: فالدلال الزائد يغرس الأنانية في نفس الطفل.. ويؤدي إلى عدم تحمل الطفل للمسؤولية ،والاعتماد على الغير ،وعدم تحمل مواقف الفشل مع توقعه الإشباع المطلق من المجتمع ومن حوله ،لذا ينبغي أن نخفي من حبنا الشديد للطفل؛ كي لا يتخذه وسيلة لارتكاب أفعال غير مرضية، فيصبح عنيدًا قاسي الطباع.
- ترك الأطفال يكتشفون العالم :فالتجريب واكتشاف العالم من أنواع الفضول التي تلازم الطفل ،فيجب أن نترك الأطفال لسجيتهم ،وندعهم يكتشفون العالم من حولهم حسب قدراتهم وإدراكهم للبيئة المحيطة بهم ،ونهيئ لهم الأجواء والأنشطة التي تساعدهم على ذلك، ويجب أن نتحلى بالصبر إزاء استفساراتهم ،ومحاولاتهم العديدة في خوض تجارب تعلمهم الاعتماد على الذات، وأن نحاول الإجابة عن أسئلتهم وإرضاء فضولهم بما يلائم سنهم.
- عدم الإفراط في مدح الطفل: فالطفل يحتاج بطبيعته إلى المدح، ولكن دون إسراف نمدح الطفل لسلوكه الحسن، والتزامه بطاعة ربه ووالديه، كذلك تشجيعه على القيام بأشياء جديدة وخوض المهام الصعبة ،ولكن يجب تعويده القيام بعمل الأشياء لأسباب يراها هو أيضًا، فالثقة بالنفس والإحساس بالإنجاز يتأتيتن من القيام بالأعمال التي يفخر بها الطفل أثناء قيامه بالعمل فقد يجعله يتوقف عند كل مرحلة رغبة في تلقي المزيد من المدح والإطراء؛ فلذلك يجب أن نمدح أطفالنا باعتدال وفي الوقت المناسب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
المراجع:
إيمان المهداوي، 100 فكرة ذهبية لتربية طفلك، الرياض ،دار طيبة للنشر والتوزيع، 2009م
عبد الجبار دولة: أفكار في تربية الأبناء، دمشق، دار مرافئ للنشر والتوزيع،2009م
عبد الرحمن علي الدوسري: النقاط العشر في حياة أبنائنا الصغار والكبار، الرياض، دار الحضارة للنشر والتوزيع، 1430هـ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
[email protected]
01:00:00 2019-12-08