الفرق بين الجسم والجسد والبدن


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل هناك فرق بين هذه الكلمات :"الجسم والجسد والبدن"؟

الإجابة:

الجِسْمُ يُطلَقُ الجسمُ على جماعة البَدَنِ أو الأعضاء من الناس والإبل والدواب وغيرهم من الأنواع العظيمة الخَلْق، وقَد يُستَعارُ لفظُ الجسم للعَرَض في مقابل الجوهر، وكأَنه يُكَنى بذلك عن الحقيقة لأن جِسْم الشيء حقيقتُه. والجمع أَجْسامٌ وجُسومٌ والجَسَدُ أخصُّ من الجسم، يُطلقُ الجَسَدُ ويُرادُ به جسم الإِنسان دونَ غيرِه ولا يقال لغيره من الأَجسام المغتذية ولا يُقال لغير الإِنسان جَسد من خلق الأَرض.

والجَسَد البَدنُ؛ تقول منه تَجَسَّد كما تقول من الجسم تجسَّم. وقد يُطلقُ اللفظُ لكُلّ خَلق لا يأْكلُ ولا يَشربُ كعِجْل بني إِسرائيل، وكذا طبيعة الجنّ قال عز وجل: «فأَخرج لهم عِجْلاً جَسَداً له خُوارٌ» الجَسَدُ في الآيَة بدلٌ من عِجْل .

وجمعه أَجساد. وقَد يُرادُ بالجسد معنى الجُثة فقط كما في قوله تعالى: «وما جعلناهم جسداً لا يأْكلون الطعامَ».

أما البَدَنُ: فهو أخصُّ من الجَسَد، والبَدَنُ من الجَسدِ ما سِوَى الرأْس ممّا غلُظَ وسمُنَ، ولهذا يقال للزَّرع القصير بَدن؛ لأنها تقعُ على البدَن، وجمعُ البَدَنِ أبْدانٌ. وقالَ أبو عليّ القالي في كتاب "البارع": «لا يقالُ الجَسدُ إلاّ للحَيَوانِ العاقل [...] ولا يقال لغيره جسد»

وجسم الانسان كلُّه جَسدٌ، والشاهدُ أنه يُقالُ لمن قُطِعَ بعضُ أطرافِه إنه قُطِعَ شيءٌ من جَسَدِه ولا يُقال شَيءٌ من بَدَنِه، َولما كان البدن هو أعلى الجسد وأغلظه قيل لمن غَلُظ من السِّمَن قد بَدُنَ وهو بَدينٌ وبادنٌ أي سَمينٌ جَسيمٌ والأُنثى بادنٌ وبادنةٌ والجَمعُ بُدْنٌ وبُدَّنٌ، والبُدْنُ الإبلُ المُسَمَّنَة للنَّحْر ثمّ كَثُرَ ذلكَ حتّى سُمِّيَ ما يُتّخذُ للنَّحر بَدَنَةً سَمينةً كانت أو مَهْزولَةً..

والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

اللجنة المعنيَّة بالفتوى:

أ.د. عبدالرحمن بودرع (نائب رئيس المجمع)

أ.د. عبدالقادر سلّامي (عضو المجمع)

 

أ.د. عبدالعزيز الحربي (رئيس المجمع)

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 3 )

الفرق بين كلمتي الجسم والجسد

-

هاني غاوي

10:28:42 2021-02-15

هل هناك فرق بين كلمة جسم وجسد؟ هناك أساتذة في العربية يحتكمون للشعر العربي خصوصا الجاهلي منه، وهناك من يفضل الاحتكام للمعاجم وعلى رأسها لسان العرب، أما أنا فأقول إن مرجعنا الأعلى في العربية يجب أن يكون كلام الله سبحانه وتعالى، وأي كلام يعلو فوق كلام الخالق عز وجل؟ فإن لم نعثر فيه على ضالتنا، لجأنا لكلام العرب المنظوم أي الشعر، ثم للمعاجم. وردت كلمة الجسد في القرآن الكريم ثلاث مرات، وكلمة الجسم مرتان، يقول سبحانه وتعالى في سورة الأعراف الآية مئة وثمان وأربعون" فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار" وكان ذاك العجل مصنوعا من الذهب ولا حياة ولا روح فيه، ولم يقل جسما. ويقول سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء الآية الثامنة " وما جعلناهم جسدا لا يأكلون وما كانوا خالدين" أي أن الجسد لا يأكل، والذي لا يأكل لا حياة ولا روح فيه، ولم يقل جسما. ويقول سبحانه وتعالى في سورة ص الآية الرابعة والثلاثون " ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب" والذي ألقي كان جسما ميتا لا روح فيه. إذن كلمة الجسد تعني الجسم الميت الذي لم تدخل الروح فيه. أما كلمة الجسم فقد جاءت في قول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة الآية مئتان وسبع وأربعون " قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم" هنا الحديث عن ملك بني إسرائيل الجديد، وهو كائن حي فيه روح. وقال أيضا في سورة المنافقون الآية الرابعة" وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم" يقصد المنافقون وهم أيضا أحياء. إذن تطلق كلمة الجسم على الحي ذي الروح. فالفرق بين الكلمتين كبير كالفرق بين الحياة والموت. وهنا قد يرد إلى الذهن سؤال عن ورود كلمة الجسد في الحديث المروي عن رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. لماذا الجسد وليس الجسم، أقول ربما كان ذلك خطأ من الرواة أو المدونين أو المحققين، لأن كلمة الجسم والجسد مختلفتان في الحرف الأخير فقط، فلربما اختلط الأمر على أحدهم فلم ينتبه للفرق خصوصا أن الغالبية لا تعرف هذا الفرق ولا تلقي له بالا، وأنا ألاحظ ذلك يوميا عندما أقدم كتاب لغة الجسم لأحدهم فيقرأ العنوان بعقله لغة الجسد. أما كلمة البدن التي وردت في القرآن مرة واحدة بحق فرعون في سورة يونس" فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) فهي تعني الجسم الذي كان فيه روح وخرجت منه، أي الجثة، والله تعالى أعلم.

لعل و عسى

13:30:30 2021-01-27

مثل هذه التفريقات بين المتشابهات اللفظية في دلالتها على المعاني المتقاربة ، قد يكون من باب الاحتهاد المعتمد على الذوق و الفن و عمق الفكر ، و هو أمر فيه رياضة للذهن و تنشيطا للفكر ، وهذا أمر جيد ، لكن من باب الاجتهاد فقد يصح و قد يخطئ ، وهو كما يقول أبو حيان : بأنه ليس ضربة لازب . وأحيانا يكون في التغريق شيء من التكلف غير المقنع . عموما : جزاكم الله خيرا و شكر الله سعيكم و بارك الله اهتمامكم با

تعقيب

-

الشاعر

04:04:57 2019-09-16

قلتم حضراتكم ان الجسم يطلق على الكائنات الحية و أن الجسد خاص بالانسان مع انكم ذكرتم اية العجل " فأخرج لهم عجلا جسدا " إذن فالجسم يطلق على كل ما كان له كتلة و يشغل حيزا من الفراغ حتى الجماد فيقال فى الفيزياء مثلا الأجسام الصلبة او السائلة ، أما الجسد فيطلق على كل من كانت له روح عرض و جوهر كالانسان و عالم الحيوان . و الله أعلم