خُلاصة التَّـسنيم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

خُلاصة التَّـسنيم - نجاح عبدالقادر سرور

 

تَوَضَّأْ فؤادى حان وقْتُ صَلاتِـيَا          على مَن حَبـاه الله سَـبْعًا مَثـانِيَا

و صُفَّ معانى الحُبّ و اجعل محبّتى       إمَامًا يـذُوقُ القُـرْبَ فى صَلَوَاتِيَا

أنَـامُ وأصحُو  والأمـانى جميعُها            هناك اسْتَـقرَّتْ عند طهَ حَبِيـبيَا !

وفى كل يَـومٍ أَرْتَـقِى عَبْرَ حُبِّـهِ              ويشربُ مِن تَسْـنيمِ طَه حَنِـينيا!

على أنَّ قلبى كلما بُـحْتُ باسْمه          "محمدُ " مِن شَوْقٍ و وَجْدٍ بكَى لِيا !

تَمنَّـيتُ رُؤْياهُ  و فاضَت صَبابَتى           حَنينًا و وَجْدًا  مُشـرقا فى دِمائيا!

"محمدُ" هل كان الهوَى غيْرَ حُبِّه         و رؤياهُ أَسْمَى مِن جميع أمـانِيا ؟!

فَصَلِّ و سَلِّـم يا فُؤادى بِنَـبْضِيا           و صَلِّ و سَلِّـم يا دمى فى ورِيدِيا!

وقالوا شَرِيـدٌ أنتَ  قلتُ و غارِقٌ         بِـبَحْرِ حَنِـينٍ صار زادِى و مائِيا!

وَ طارَ فؤادى  و انْزَوى فى رِحـابه        و أسْنَـدَ ظَهْرًا لِلْمُنَى عَبْرَ دمْـعِيا !

وفاحـتْ عُطـورٌ ثم راحتْ تَزُفُّنى          إلى رَوضـةِ الهادى  وقَصّتْ جَناحِيا

و نلتُ المُـنى لما احْـتوانى رِحَابُه          وجُمِّعَ سَـعْدُ العُمْرِ فى قلب قلبِـيا

"محمدُ" يا حِـلمًا وعِلمًا ورَحْمةً          وقلبًا يَضُـخُّ الحبَّ و العِلمَ صافِيا

وُلدتَ فَشَـقَّ الله لِلكَـوْن نُـورَه           سِـراجًا مُـنيرًا مُسْتَـديمًا وزاهِيا

يضُـمُّكَ جِبـريلُ الأمينُ بِلَـهْفةٍ          و ينهلُ منكَ النورَ و الحبَّ و الضِّيا 

فيرجِعُ جِبـريلُ الأمينُ مُـتيَّـمًا            يَعُدُّ لِـتجْدِيدِ اللـقاء الثَّـوانيا !

بَـكى غِبطةً لَما دعَـا اللهُ حِـبَّه           لِيَـرْقَى بِه فوق السماوات عَاليا !

تَخَطَّـى سماءً بعد أخرى و يرْتـقى        إلى سِدْرَةٍ لم تلْـقَ مِن قبْلُ أنْبِـيا !

فـيا حُسْـنَها لما أمَـالَتْ غُصُونَها         عليْه مُصافِحَةً حبِيـبًا و غَـالِيا !

"محمدُ" مجمـوعُ الكمالاتِ كُلها        فَقُل ما تشَـا فى سَمْته والمَعاليا!

فَضـاءٌ قد ازْدَحَم الثَّـناءُ بِأُفْـقِهِ          تَخَـطَّى الثُّرَيَّا و الثُّرَيَّا كَما هِـيا!

رسولٌ أعاد لِكَـوْنِنا نَبْضَ قلـبِه          وأطْـلقَ صَـوْتَ العَدْلِ فينا مُدوّيا

رسولٌ حَـباه الله ذِكْـرًا مبارَكًا             أَلانَ له  شُمَّ الجـبال الرَّواسـِيا

هو الصادقُ المصدوقُ وَحْىٌ لِسانُه      بِحَـقِّ الذى أعطاه سَبْعا مَثَـانيا!

و بَحرُ سَخاءٍ  لا حُدودَ لِـجُودهِ         ويعفو  و يصفحُ  راضيًا مُتسَاميا !

و يـجْعل كُلَّ الحُـبّ لله سَجْدةً          تُضِـيئُ بِدَمْعِ القُرْبِ كلَّ الليالِيا !

صَبُـورٌ حَلِـيمٌ زانَه شُكْرُ ربِّـه               ويَنبُوعُ ذِكْرٍ  مِن فَم النورِ جاريا !

جَمَـالٌ مِِـثالٌ قد حَوَى كُلَّ آيةٍ           وطَبعٌ هو القرآنُ فى الأرض ماشِيا !

كأنَّ امتزاجَ الوَحْى  فى نُور حُسْنِه       شَرابٌ مِن التسْنيم ينسابُ صافيا !

فيا ليت شِعْرى هل أنالُ شَـفاعةً         تُحقِّق للقلب المُحِـبِّ الأمَـانيا ؟؟

عليْـك صلاةُ الله فى كُل نَـبْضَةٍ           و مجْموعَ أنفاسِ الوَرَى و الثَّوانِيا

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply