بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تغريدات في الكتاب والقراءة - فهد الجريوي
كتبت أكثر من مئتي تغريدة في الكتاب والقراءة. لم ألتزم فيها بمنهج معين؛ فجاءت كما قيل: كعقد انفرطت لآليه فاختلط رخيصه بغاليه. سأوردها تباعاً هنا حفظاً لها ولمعاودة النظر فيها :
1. من أجمل إهداءات الكتب ما كتبه الأديب بلال فضل في كتابه (في أحضان الكتب):
إلى أحب بقاع الدنيا إليّ، إلى تحويشة عمري وبهجة زماني، وشريكة صباحاتي، وونيسة لياليَّ ورفيقة ضُهريّاتي، إلى مغنيتي عن سؤال اللئيم وصُحبة الأنذال .إلى مكتبتي، أمد الله عمري في أحضانك .
2. يجيبنا جبرا إبراهيم جبرا على السؤال الأكثر طرحاً على أصحاب المكتبات الخاصة بقوله:
كثيراً ما يبادرني زائر يراني في داري محاطاً بالكتب.
3. فيسألني بشيء من الدهشة: (هل قرأت هذه الكتب كلها ؟!) وقد تعلَّمت مع الزمن أن أجيب: (لقد اطلعت عليها كلها.
4.فالكتاب ضرب من العشق ، والعشق الواحد هنا ينافس العشق الآخر، مطالباً بوقتك وعنايتك. والمرء يتذكر مقولة فرنسيس بيكون المشهورة :
5.بعض الكتب وجد لكيما يذاق، وبعضها لكيما يبتلع، والبعض القليل لكيما يُمضغ ويُهضم .
6.وجدتني محاطاً بكتب اخترتها جميعاً بنفسي واحداً واحداً، أنقلها قبل ثيابي أينما ذهبت برضا وحماس، مع أنها أثقل متاع ينقله الإنسان في ترحاله.
7.ولها الحق في أن تكون كذلك: أليست هي التي تحمل خلاصة حكمة الإنسان، تاريخه، تطلعاته، تباريحه؟
8. كلما أقيم معرض للكتاب ، تمنيت لو أن هناك معارض دائمة للكتب ، وليس معارض تقام لمجرد أسبوعين أو ثلاثة
9.وأنا أعلم أن المعرض من طبيعته أن يكون مناسبة حولية ، ومحددة بزمن قصير ، لكي تبقى الإثارة في أقصاها، والإقبال على أحرّه .
10.غير أن الرغبة في التنقيب والتقليب بين الكتب وهي في أكداس وتنويع، وقد اختلط حديثها في قديمها، زاهيها في قاتمها.
11.معلومها في مجهولها، نادرها في مألوفها، رغبة لا يسهل إرضاؤها في أيام. يصف وليم هازلت وقوف عشَّاق الكتب وهم يقلبون الصفحات.
12.ويطيلون الوقوف ليقرأوا بمتعة وتلذذ فقرة هنا وفقرة هناك في كتب لا يملكونها . يصفهم بأنهم سُرَّاق المعرفة، ويقول ما معناه :
13. إن سرقة المعرفة هي السرقة المشروعة الوحيدة في حياة المجتمع .
14.عندما تأكل من مكتبتك ستجدها أمامك. بهذه العبارة بدأ الأستاذ طارق الخواجي تقديمه لترجمة كتاب (المكتبة) لزوران جيفكوفيتش، وهذا الكتاب
15.مدرج ضمن قائمة الكتب الأدبية المفروضة على الطلاب في البرتغال. يبين لنا زوران قانون في اقتناء الكتب بقوله: من المعروف أن الكتب تبتلع المساحات
16.وهذا قانون لايمكن تبديله، فمهما أعطيت للكتب من مساحة فإنها لاتكتفي أبداً. تحتل في البداية الجدران، ثم تنتشر لتشغل كل حيّز يمكن أن يحتويها
17.حتى لايبقى سوى السقف الناجي الوحيد من هذا الغزو. ثم تتوالد الكتب الجديدة، ولاتحتمل عندئذ فكرة التخلص من أي كتاب لديك أبداً.
18.وهكذا تزيح الكتب عن طريقها كل شيء غيرها ببطء وخفية ، كأنها نهر منساب .
19.ويختم زوران كتابه بوصية ثمنية لكي ينتقل القارئ بمكتبته من مكتبة عادية إلى مكتبة نفسية: المكتبة النفيسة كالمعدة؛
20.يجب أن يحرص الإنسان أشد الحرص على ما يدخل في جوفها. لاينبغي أن يدخل المكتبة النفسية إلا الكتب اللائقة بها ،وإن تسلل كتاب وهو غير جدير بها
21.فإن هذا يكون كما لو أنك ابتلعت باستهتار شيئاًغير صالح للاستهلاك البشري . سوف تشعر طبعاً بالاشمئزاز والغثيان.
22.يزيد إلبرتو مانغويل هذا المعنى إيضاحاً : لدي عشرات من الكتب الرديئة جداً التي لم أرمها ، في حالة أحتاج يوماً إلى مثال عن كتاب أعتقد أنه رديء.
23. الكتاب الوحيد الذي طرحته من مكتبتي كان كتاب بريت ايستون (أمريكان سايكو) إذ أحسست أنه يلوّث الرفوف. رميته إلى القمامة؛
24. لم أعطه إلى أي شخص لأَنِّي لا أعطي كتاباً أنا غير مولع به، ولا أعرت كتباً، إن أردت لشخص أن يقرأ كتاباً أشتري نسخة وأقدمها هدية.
25.أعتقد أن إعارة كتاب هي تحريض على السرقة
26.مثل كل مكتبة، ستتخطى مكتبتي الفضاء المخصص لها. لم يمض سبع سنوات على بنائها ومع هذا توسعت مسبقاً إلى الجزء الأساسي الذي كنت أتمنى الحفاظ عليه خالياً من رفوف الكتب .
27.رواياتي البوليسية تملأ واحدة من غرف نوم الضيوف، وهي معروفة الآن بغرفة الجريمة.
28. ثمة قصة بقلم خوليو كورتازار (بيت محتل) يُجبر فيها أخ وشقيقته على الانتقال من غرفة إلى أخرى وفي النهاية يضطرهما إلى الخروج إلى الشارع. أتنبأ بيوم ستتم فيه كتبي كذلك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد