موازين مغلوطة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

موازين مغلوطة - وليد بن راشد السعيدان

 

1-أغلب الناس إنما ضلالهم من موازينهم المغلوطة.

2-عنده موازين وضعها هو ثم يبدأ يقيس الواقع والأدلة على هذه الموازين فإذا كانت الموازين مغلوطة فنتائجها ستكون مغلوطة.

المثال الأول:

من موازين الناس المغلوطة أن جعل تلازم بين إكرام الله في الدنيا وبين إكرام الله في الآخرة بل ظن إنما مافتح الله عليه في الدنيا إنما نوع إكرام ورضا مع أن الله عز وجل يقول: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} [سورة الأنعام 44].

وقال تعالى: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (55)} [سورة المؤمنون].

المثال الثاني:

ومن الموازين المغلوطة عند الناس ما أخبر به الله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)}.

ولذلك جاء الجواب {كَلَّا}

وكان من أعظم الناس كرامة صلى الله عليه وسلم لا يوقد في بيته نار شهرين

عن عائشة أم المؤمنين: واللهِ! يا ابنَ أختي! إن كنا لننظرُ إلى الهلالِ ثم الهلالُ ثم الهلالُ. ثلاثةُ أهِلَّةٍ في شهرَين  وما أُوقِدَ في أبياتِ رسولِ اللهِ نارٌ. قال قلتُ: يا خالةُ! فما كان يَعيشٌكم؟ قالت: الأسودانِ التمرُ والماءٌ.

وكان يخرج وعلى بطنه حجرين من الجوع شكونا إلى رسولِ اللهِ الجوعَ ورفعنا عن بطونِنا عن حجرٍ حجرٍ فرفع رسولُ اللهِ عن بطنِه عن حجرينِ

المثال الثالث:

ومن الموازين المغلوطة عند الناس قضية الأحساب والأنساب في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (32)} [سورة الزخرف].

وفي قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)} [سورة الكهف]

فجاء المشركون الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا تريدنا ان نجلس معك يا محمد ومعك صهيب وبلال اجعل لنا مجالس يجلس فيها أسياد القوم وعِلية الناس والأحساب والأنساب.

 وهمَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك فجاء التوجيه من الله (وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ).

كل هذه الموازين مغلوطة ولا تنفع صاحبها يوم القيامة ولو نظرت إلى أحوال الناس اليوم وجدت هذا فعلا موازينهم

- من الناس من يزن الآخرين بأموالهم.

- ومن الناس من يزن الآخرين بسلطانهم.

- ومن الناس من يزن الآخرين بأحسابهم وأنسابهم.

- ومن الناس من يزن الآخرين بأشياء أخرى.

والميزان الصحيح الذي يجب علينا أن نؤمن به هو ((إن أكرمكم عند الله اتقاكم))

وغيرها كلها باطلة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply