بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تلخيص كتاب تعزيز الرقابة الذاتية للأطفال في عصر الأجهزة الذكية – وضاح بن هادي
تمهيد:
كم نحن بحاجة اليوم في ظل هذا التسونامي التقني الذي انتشل أطفالنا من بين أيدينا إلى تنمية وتدريب الأطفال على الرقابة الذاتية وتعزيز قيمة مراقبة الله تعالى في كل حركة وسكنة ..
ويأتي هذا الكتاب الصادر حديثا (الطبعة الأولى ١٤٣٩) عن مركز دلائل بالرياض لوضع الحلول المباشرة وغير المباشرة لمساعدة المربين والأسر لتنمية الرقابة الذاتية لدى أطفالنا..
موضوعات الكتاب :
وتتمحور موضوعات الكتاب في الفصول الثلاثة التالية :
1) الفصل الأول: يعتبر جانبا نظريا؛ من قسمين :
▪الرقابة الذاتية: ويتضمن العديد من أساليب تعزيز الرقابة الذاتية، ومعوقاتها، وطرق التغلب عليها.
▪خصائص مرحلة الطفولة: ويتضمن بعضا من خصائص الطفولة العقلية والانفعالية والاجتماعية.
2) الفصل الثاني: فهو عبارة عن أنشطة متنوعة يتم تطبيقها مع الأطفال لتعزيز الرقابة الذاتية لديهم.
3) الفصل الثالث: فهو عبارة عن أسئلة ومشكلات واقعية من خلال سؤالات الأمهات أثناء محاولتهن تعزيز الرقابة الذاتية لدى أطفالهن.
الفصل الأول :
▪مفهوم الرقابة الذاتية: هي شعور داخلي، وقوة ضابطة للطفل، نابعة من إيمانه بمراقبة الله تعالى، واطلاعه على أعماله، تدعوه إلى الحرص على فعل الطاعات طلبا لمرضاة الله وثوابه، والبعد عن المعاصي خوفا من عقابه.
▪أهمية تعزيز الرقابة الذاتية:
1-لمواجهة الطوفان التقني الذي فتح أبواب الشر على مصاريعها، من خلال وسائل التقنية التي أضحت في يد الصغار قبل الكبار.
2-لبناء منظومة قيمية تمكن الطفل من التمييز بين الخير والشر، والنافع والضار.
3-لغرس قيمة المحاسبة الذاتية، التي تكون رادعة للطفل أمام كل ما يواجهه في حال غياب الوالدين، وتجعله حريصا على التوفيق بين واجباته ومسؤولياته.
أهم الأسباب المعينة على الرقابة الذاتية :
1-ستشعار معية الله تعالى ومراقبته من خلال شرح أسمائه الحسنى ك(العليم، السميع، البصير، الرقيب)
2-تدريب الطفل على مهارة (ضبط النفس). ومن خلال تقوية هذه المهارة في نفس الطفل ستمكنه من فعل الكثير من الأمور المستحسنة، وتجنب الكثير من الأمور السيئة. وهذا يتم من خلال تدريب الطفل على ضبط النفس على ما أمر الله به : كالصلاة والصيام وبر الوالدين، والتدريب على ضبط النفس عما نهى الله عنه : من الأقوال والأفعال كالغيبة والنميمة والبهتان.
3-اختيار الصديق الصالح الذي يكون له الأثر الإيجابي على سلوك الطفل.
4-حفظ الوقت واستثماره فيما يعود على الطفل بالنفع، من خلال ممارسة الأنشطة العقلية والجسمانية والتربوية المتعددة.
5-الثناء على السلوكيات الإيجابية التي تصدر من الطفل، مما يعزز هذه السلوكيات في نفسه.
6-تعزيز قيمة المحاسبة الذاتية، وتحمل مسؤولية الأخطاء الصادرة من الطفل، ويكون من وقت مبكر، خاصة الأخطاء التي لا يترتب عليها أذى جسمي أو فكري على شخصية الطفل.
7-تعزيز قيمة التناصح في نفس الطفل، من خلال تهيئته -بعد كل الخطوات السالفة- لتذكير ونصيحة أقرانه وزملاءه، مما يكون لها الأثر الإيجابي في تمسكه بالرقابة الذاتية.
معوقات الرقابة الذاتية :
1-الجهل بالمحرمات أو التهاون فيها، وهذا خطأ ناتج من بيئة الطفل عندما يتم التقصير في توضيح الحلال والحرام منذ وقت مبكر في حياة الطفل.
2-استخدام أسلوب السلطة والضغط والقسوة من المربين؛ مما يدفع بالطفل للنفور عن المربي وتوجيهاته، وربما دفعه للنفاق الأخلاقي نتيجة القسوة والتسلط.
3-صدقاء السوء؛ وصديق السوء يزين للطفل المعاصي، ويهونها في نظره، وفي المقابل يثبطه عن فعل الطاعات.
4-ضعف ثقة الطفل بنفسه؛ مما يعني عدم ثقته بقدراته وإمكاناته، إضافة لعدم ثقته بأخلاقه وقيمه النابعة من داخل ذاته.
5-سهولة الوصول للمحظورات دون رادع، في ظل الانفلات التقني الممنهج.
6- تعلق النشء بمنصات التواصل الاجتماعي وإدمانها، مما يسبب له مشكلات صحية ونفسية وسلوكية.
طرق التغلب على معوقات الرقابة الذاتية :
1-توضيح المربي ﻷحكام الحلال والحرام، مع الحرص على ترسيخ مبدأ الاستسلام والانقياد ﻷوامر ونواهي الشرع الحنيف.
2-إشباع حاجات الطفل النفسية والعاطفية، وتنمية خصال الخير والصفات الإيجابية لديه.
3-وضع الضوابط والقواعد الملزمة داخل المنزل وخارجه، مع أهمية التشارك بين الوالدين والطفل في رسم تلك القواعد، وأن لا تكون صارمة وتعسفية، ولا تخضع للمزاجية من قبل الوالدين.
4-استخدام برامج الفلترة والمراقبة التي تعمل على حماية الطفل أثناء استخدامه للأجهزة الإلكترونية، وتمنعه من الدخول إلى المواقع السيئة والمحظورة. (هناك مقال مهم منشور على النت بعنوان : طرق تقنية لحماية الأطفال من مخاطر الانترنت ﻷحمد كردي).
5-محاربة الفراغ لدى الطفل، وابتكار بدائل تقلل التعلق بالأجهزة الذكية. من ذلك توفير مكتبة مصغرة لقصص الأطفال الجميلة، تخصيص وقت للعائلة لممارسة هوايات جماعية محببة، تجهيز ركن في المنزل للأعمال الفنية، توفير ألعاب بلاستيكية وتفكيرية لتطوير قدرات الطفل ...
6-القدوة الحية التي تتمثل كل هذه التوصيات السالفة واقعا في حياتها قبل حياة أطفالها.
▪الخصائص العمرية لمرحلة الطفولة: يمكن مراجعة الكتاب الأصل ص٦٤، أو مراجعة كتاب علم نفس النمو لحامد زهران.
الفصل الثاني :
أنشطة لتعزيز قيمة الرقابة الذاتية لدى الأطفال ..
▪تمهيد: مع تغير الزمان وتغير خصائصه كان لزاما على المربين تغيير الأساليب التقليدية التي كانت تعتمد على المربي فقط، واستبدالها بأساليب حديثة تحفز الطفل للتفكير والبحث، وتعزز لديه الثقة بالنفس، والرغبة في الإنجاز ..
وعند تعزيز الرقابة الذاتية لدى الأطفال لا بد من التركيز على أن تكون فترات تطبيق الأنشطة طويلة نسبيا، كذلك مدة تطبيق النشاط الواحد يتم تحديده حسب المرحلة العمرية ..
▪تنويه: في الكتاب أنشطة عملية ورسومات توضيحية لا يمكن تلخيصها أو نسخها للملخص. فلا بد من العودة للكتاب الأصل (من ص٧١ وحتى ص٩٤).
▪من تلك الأفكار لتعزيز الرقابة:
شرح بعضا من أسماء الله الحسنى.
· عرض فيديو لقصة (الله يراني).
· عرض بعض صور السلوكيات الإيجابية والسلوكيات السلبية، ويتم المشاركة مع الطفل في تلوين السلوكيات الإيجابية بعد تحديدها.
· تفسير سورة الملك بأسلوب قصصي سهل.
· يخرج المربي مع أطفاله للحديقة، ثم يتأمل مع أطفاله في (النمل) وحجمه، ويربطها بأسماء الله (العليم، السميع، البصير).
· يشجع المربي الأطفال على كتابة عبارة لشخص قريب أو صديق يحثه فيها على استشعار مراقبة الله.
· حكاية قصة الثلاثة الذين أغلقت عليهم الصخرة في الغار، وقصة بائعة اللبن وابنتها.
· يطلب المربي من الأطفال ذكر مقترحات لنشر الرقابة الذاتية في المجتمع، وتعليقها في لوحة حائطية.
الفصل الثالث :
▪هذا الفصل متعلق بأسئلة الأمهات حول الرقابة الذاتية، والإجابة عنها.. وهي تزيد عن عشر مشكلات واقعية. مهم الرجوع إليها في الكتاب الأصل لاستيعابها جيدا (من ص٩٥ وحتى ص١٤٠).
▪وهنا ملخص بسيط وإشارة لبعض التوصيات المقتبسة من الإجابات الواردة على تلك السؤالات:
· أهمية الصبر في غرس القيم في نفوس الأطفال؛ خاصة قيمة (الرقابة الذاتية)، مع أهمية مصاحبة ذلك بالدعاء، وتحمل أخطاء الطفل.
· الابتعاد عن تخويف الطفل بالله وترعيبه بغضب الله وعذابه، بل نبدأ معه بالترغيب وتعليمه حب الله تعالى، فإذا أحب الله تولدت لديه الهيبة في السر والعلن.
· يجب أن يعي كل طفل أن حريته كفرد في العائلة يجب أن تكون محاطة بسياج من الحدود والضوابط المتفق عليها في الأسرة، ومن يخالف يكون مسؤولا عما يترتب عليه من عقوبة.
· أهمية عدم القيام بمهام الأطفال بدلا عنهم، وعدم الحديث على ألسنتهم، وإنما ندعهم يعبرون عما في نفوسهم، ونتقبل آرائهم، ونناقشهم حيالها بكل جد ومسؤولية.
· عند وقوع الطفل في خطأ ما، لا ننقد الخطأ فحسب، بل نحاول تقديم البدائل الصحيحة ليعالج بها الطفل خطأه.
· القصص لها سحر عجيب في نفس الطفل؛ فلنحرص على قراءة ولو قصة واحدة يوميا مع الطفل، فقد تعطيه حلا لمشكلته، أو تمنحه بعض السكينة والثقة، أو تنمي لديه بعض المهارات والخبرات.
· لنخبر أطفالنا بشكل مستمر بأننا نحبهم، وأنهم أعزاء علينا، ومهما وقعوا في الخطأ فإنهم سنبقى نحبهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد