بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كان للإسلام تأثير مهم على شخصيات دينية في الديانة اليهودية، ومن ثم في الديانة نفسها، سواء فيما يخص العقيدة أو فيما يخص العبادات.
ومن التأثير الذي دخل إلى بعض اليهود في مستوى الاعتقاد، ما يتعلم بنبي الله لوط عليه السلام. فهو في اليهوديَّة ليس نبيًا، وفوق ذلك يتم وصفه في التوراة وفي التلمود وكتب التراث اليهودي بأشنع الصفات. (وقد فصلتُ ذلك بشكلٍ دقيق في بحثٍ خاص).
أما في الإسلام فإنَّ لوطًا من أنبياء الله الكرام، ومنـزلته عظيمة عند المسلمين، وأخلاقه كريمة، ومعظم ما وُصِفَ به الأنبياء -عليهم السلام- من الصفات الحميدة فقد وُصِفَ بها نبي الله لوط عليه السلام.
يقول البروفيسور فريد ليمهاوس، المتخصص في الدراسات القرآنيَّة، متحدثًا عن منـزلة لوطٍ في القرآن: "لم يكن لوط فقط سلفٌ محترمٌ لمحمد، لكنَّ مثاله في الشرعيَّة والصمود في إنذار الفجار من قومه -كما هو الحال مع بقيَّة أنبياء الله ورسله- جديرٌ بالإتباع. إنَّ منـزلة لوط في القرآن بشكلٍ واضحٍ منـزلة شخصٍ سامٍ ورفيع".
يقول الباحث الإيطالي الدكتور روبرتو تُتولي، الأستاذ بجامعة نابولي الشرقية: "يرفع القرآنُ لوطًا إلى منـزلةٍ أعظَمَ أهميةً بكثير جدًا من المنـزلة التي يحتلها في التقاليد الكتابيَّة، وذلك نتيجةً لكثرةِ ذكرهِ في القرآن من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى بسببِ دورهِ الإيجابيِ بصفتِهِ نبيًا ورسولاً".
وتقول الموسوعة اليهوديَّة وهي تُقارن بين مكان لوط عند اليهود وفي الكتاب المقدس وبين مكانته في الإسلام: "لكنَّ محمدًا خصص للوطٍ مكانًا مهمًا بين نبواته، لأنه اعتبره نبيًا مثله بُعِثَ لتوبيخ الأشرار".
ويقول الباحث اليهودي جيمس كوغل: "يَظْهَرُ لوط في القرآن شخصية صالحة". وتذكر الموسوعة اليهوديَّة أنَّ الوصف الإيجابي والتقدير للوط الذي جاء في القرآن الكريم لا وجود لمثله في تراث المدراشي اليهودي.
وقد انتقل هذا الأثر الإسلامي الإيجابي إلى بعض اليهود. فقد جاء في الكتاب اليهودي (أبجدية بن سيرا)، الذي كُتِبَ في العصور الوسطي، أنه دعا لوطًا باسم "الرجل التقي على نحوٍ كاملٍ"، ودعاه بلقب "النبي".
وتُعلق الموسوعة اليهودية على هذه الصفات الإيجابية والثناء الكبير على لوطٍ -من قِبَلِ هذا الكتاب- بقولها: "أبجدية بن سيرا اقتبس ذلك بشكل واضح من القرآن".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد