بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
سأل الحجاج بن يوسف الثقفي ذات مرة يحيى بن يعمر، أشهر قراء البصرة، فقال له: هل تراني ألحن؟ فقال له نعم لقد رفعت منصوباً في آية من كتاب الله، فنفاه الحجاج إلى خراسان، لأنه أمسك عليه خطأ في كلمة واحدة من آية واحدة في القرآن الكريم، وخاف أن يشيع هذا الخبر بين الناس عن طريق ابن يعمر فيلحق به عار الدهر، فنفاه وهو يقول: لن تسمعني ألحن بعدها أبداً!
إنها اللغة العربية التي قال عنها المستشرقون: «إنها مثل فينوس ولدت كاملة الجمال واحتفظت بجمالها وكمالها مع تعاقب الأزمان وتطاول الخطوب»، ترى هل كان يقصدنا طرفة بن العبد في معلقته الشهيرة:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند
بعد ظلمنا للغتنا والتي باتت غريبة في أوطانها، واحتلت مكانها العامية الجديدة، وعلى رأسها العامية الإلكترونية ولغة التخاطب داخل مدارس اللغات.
في البداية يقول الدكتور عبد الرحمن سالم الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة إن المؤسسات لها دور كبير في تراجع اللغة العربية واحتلال العامية لقاموس الحياة، مؤكداً أن مؤسسات الدولة هي قدوة للجميع، الصحافة والإذاعة والتليفزيون والمساجد وغيرها من المؤسسات.
وأوضح سالم أن المستوى الرسمي للخطاب الوزاري على سبيل المثال بعيد عن الفصاحة واللغة العربية، مطالباً المسؤولين أن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية. وأشار إلى أننا لا نبحث عن لغة متقعرة تكون بمثابة الهروب والبعد عن اللغة العربية، وفي الوقت ذاته لا نريد لغة سوقية.
وتساءل سالم إذا كان القضاة لا يحسنون اللغة العربية في خطاباتهم ولا الخطباء في المساجد الذين هم مصدر الثقة والقدوة لدى الناس فمن الطبيعي أن تكون اللغة العربية بعيدة عن وجدان أبنائها. وتابع أن مكرم عبيد باشا كان يحفظ القرآن الكريم مع أنه كان قبطياً ناهيك عن خطابات سعد زغلول ومحمد حسين هيكل، على حسب وصفه.
وأشار سالم إلى واقعة غريبة، حيث أصر أحد الأساتذة على رسوب أحد الطلاب لأنه كتب كلمة «فليكن» بإملاء خاطئ، حيث كتبها بزيادة ألف بعد الفاء «فاليكن» فأصر على رسوبه، لأن هذا سيكون مأموناً على أجيال قادمة، فكيف يكون بهذه الكفاءة اللغوية!
وأكد أن المؤسسات المحترمة خاصة في الخطابات الرسمية يكون قدر احترامك لها على قدر اتساقها وضبطها اللغوي في بياناتها، محذراً أننا أمام جيل مسخ، فلا هو يحسن اللغة العربية ولا أحسن اللغات الأوربية التي لهث خلفها سنوات ولم يستطع إتقانها.
نظم التعليم:
يقول د. محمد بن عبد العزيز الشريم أستاذ العمارة والثقافة والسلوك البيئي بجامعة الملك سعود: إن ثمة تحدياً كبيراً للغة العربية يتمثل في عدد من التهديدات، من أهمها نظم التعليم التي لم تعد تعطي اللغة العربية اهتماماً كما كان الأمر لدى الأجيال السابقة. وبالتالي صار جيل الشباب الذين أنهوا دراستهم الثانوية مؤخراً يعانون مشكلات عويصة في القراءة والكتابة الصحيحة السليمة من الأخطاء الواضحة! وأضاف أن في انتشار المدارس العالمية تحدياً آخر، فقد صارت ميداناً للتفاخر بين الأسر، بل إن بعض الناس صار يتباهى بأن أبناءه لا يعرفون العربية، لفرط انغماسهم في التعليم الأجنبي! حتى ينالوا بذلك وجاهة زائفة أمام الدهماء من الناس، بحسب تعبيره.
وأردف الشريم أن ثالثة الأثافي والمحن التي أتت على لغة العرب: «ضعف الهمة نحو القراءة والاطلاع، اللذين يشكلان معيناً ثرياً لتقوية اللغة ومن ثم الفكر. ولا سيما مع انتشار الإنترنت والقنوات الفضائية، التي زاحمت الجداول، وصار الشخص لا يجد وقتاً لتصفح كتاب فضلاً عن قراءته. وبلغ الأمر ذروته حينما اقتحمت حياتنا الأجهزة الذكية، وصارت جزءاً لا ينفك عنا، وبالتالي صار أي وقت فراغ ولو قليل يقضى في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وغالباً بما لا يصنع فكراً ولا ينقل معلومة! فلا غرابة إذن أن ينخفض التذوق الأدبي للغة العربية، ويقل استشعار جمالها، والتلذذ بالحديث بها، قولاً ونظماً، وتدويناً وكتابة»!
العامية المتحركة:
من ناحيته أشار الدكتور فتحي جمعة أستاذ علم اللغة بكلية دار العلوم في دراسة له بعنوان «اللغة الباسلة» إلى أن مدارس اللغات من غرس المحتل وأنها لعبت دوراً كبيراً في غياب الفصحى وإبعادها عن الحياة الطلابية.
وأكد في دراسته أن إحدى المدارس الخاصة بالإسكندرية دعت أولياء الأمور إلى الاجتماع، وطلبت منهم منع أطفالهم التلاميذ من الحديث باللغة العربية في المنزل، ومعاقبتهم على ذلك عن طريق الحرمان من المصروف، إذا وقعوا في المحظور، ونطقوا بغير الإنجليزية.
وأضاف أنه من العجيب أن هذه المدرسة الابتدائية تتقاضى أربعة آلاف دولار في الفصل الدراسي الواحد، لافتًا إلى أن إدارة المدرسة قامت ببث عيون بين التلاميذ في فترات الراحة لمراقبة التزامهم بمخاصمة الحرف العربي!
وأردف جمعة أن انتشار الكلمات العامية سواء الدارجة أو المستوردة أدى إلى غياب كلمات الفصحى ومحوها من القاموس الحياتي اليومي، لافتًا إلى غياب كلمات: الجدة، والعم، والخال، والعمة، والخالة من البيوت وإبدالها بكلمات: أنكل، طنط، تيزة، تيتة، مما أدى إلى انتشار العامية واختفاء الفصحى
كما تراجعت كلمة الشكر لدى كثير من المترفين أو المتشبهين بهم، حيث استبدلوها بكلمات: مرسي، أو ثانكس، بالإضافة إلى كلمات الاعتذار: سوري، أو باردون.
وتابع أن كلمات العربية في الترحيب أو التحية في اللقاء أو الوداع قد غابت وحل مكانها: هاللو، وبنسوار، وباي باي، وأورفوار، بالإضافة إلى انتشار كلمات المجاملة أو المواساة مثل: جودلك، وهاردلك.
كما أوضح أن انتشار أسماء الثياب، خاصة ثياب النساء ومتعلقاتهن الشخصية كالـ«المكياج والروج» بات اقتحاماً ولازمة عامية في الحياة اليومية، ناهيك عن الأسماء مثل: إنجي، وسالي، وهايدي، وبعض الألقاب مثل: مستر، ومسيو، ومس، ومسز.
تعلّم اللغات أم تعليم باللغات:
وأكد جمعة أن هناك فرقاً كبير بين تعلم اللغات الذي هو ضرورة من ضرورات تقدم الأمم، بل هو فريضة على كل أمة، وبين التعليم باللغات الذي هو بمثابة ذوبان الأمة وضياع ذاتيتها وتغييب هويتها.
الدكتورة سامية الساعاتي الخبيرة الاجتماعية وعضو المجلس الأعلى للثقافة أكدت أن التغيرات الاجتماعية أدت بشكل كبير إلى تدني اللغة العربية، وذلك أن بعض الفئات الاجتماعية حدث لها تغير اجتماعي وليس ثقافياً، فرجال الأعمال مثلاً يرون أن مدارس اللغات وسيلة للفخر مهما كانت التكلفة. ووفقاً لرؤيتها بات السؤال الكارثي الآن هو السؤال عن أعلى مدرسة تكلفة، وليس أجود مدرسة من الناحية التعليمية.
وأشارت الساعاتي إلى أنه أيام الاحتلال الإنجليزي لم يتم ازدراء اللغة العربية، بل كان خبراء الإنجليز يهنئون الطالب المتفوق في العربية، لافتة إلى أن جامعات الألمان الآن هي أعظم من يقوم بتعليم العربية للأسف الشديد.
وتساءلت هل يوجد أحد يخطئ الآن في لغته غير «العرب»، وذلك بعد أن أصبحت الثقافة سطحية وليست شمولية، فجيل الرواد كانوا يعيشون زمن الاحتلال كعلي الجارم والعقاد وطه حسين وغيرهم ومع ذلك كانوا مرجعية في الفصحى ومحط الإعجاب من أساتذتهم الأجانب، كـ«علي الجارم» الذي كان يوصف بابن الحضارتين شرقاً وغرباً.
وأضافت أن العوامل التي أدت إلى الرطانة والعامية عوامل متضافرة ولكن يأتي في القلب منها العامل الاقتصادي، والذي بات مقروناً في عالمنا العربي بالافتخار وليس بالتقدم الثقافي، كإظهار التحضر عن إدخال مفردات أجنبية في سياق الحديث اليومي أو من خلال الجلسات والزيارات الأسرية أو النوادي.
من ناحيته، أوضح الدكتور حاتم آدم أستاذ الصحة النفسية أن مدارس اللغات باتت عاملاً كبيراً في تنحي اللغة العربية، وذلك أن القشرة الأعلى للدماغ والتي يتم تسجيل اللغة عليها في مرحلة مبكرة من العمر تستقبل مفردات اللغات الأجنبية بدلاً من الفصحي، وبذلك يكون التسجيل الأول للغات الأجنبية وليس للفصحى. والعجيب تأكيده أن الكثيرين انجرفوا أمام شدة تيار مدارس اللغات والذي يحتاج لوقفة مجتمعية للتوازن بين اللغة الأم واللغات الأخرى.
وأكد أكاديميون أن مدارس اللغات لها دور في تنحية اللغة العربية، لأن اللغة ما هي إلا اكتساب وحصيلة تراكمية لعملية التخاطب، والتي تكون الصدارة فيها للغات الأجنبية في مراحل العمر الباكرة، حيث يتم إبراز اللغة العربية على أنها لغة زائدة وليست أصيلة أو أنها لغة قديمة وليست حديثة.
كما تكون الصدارة في الحوار للغة الإنجليزية سواء بين مدير المدرسة وفريق العمل من الأساتذة أو بين الطلاب وبعضهم، بل تعدى الأمر إلى جعل طابور الصباح في بعض المدرس باللغة الإنجليزية
وفي السياق ذاته، تتصدر اللغات الأجنبية النشاطات الطلابية ككتابة اللوحات وبعض الأعمال الفنية كالمسرحيات وغيرها، بالإضافة إلى أن مدرسي اللغات والعلوم والرياضيات يكون لهم الصدارة في المدارس في حين يأتي دور مدرسي اللغة العربية في مرحلة متأخرة.
وعلى المستوى العملي تواجه مدرس اللغة العربية أثناء أداء عمله مشاكل صوتية ونحوية وصرفية وإملائية بين الطلاب، والذين يتأثرون في المرحلة الأولى بالعملية الصوتية للغات الأخرى، مما يتسبب في خلط بين اللغات والذي يحسم في النهاية للغة الإنجليزية.
الهزيمة النفسية:
لكن الشيخ عبد العزيز المطيري رئيس تحرير مجلة الأسرة تناول الأمر من زاوية مختلفة تتعلق بالهزيمة النفسية التي يعيشها كثير من العرب المسلمين مما جعلهم يقدمون لغة الأعاجم على لغة القرآن ويرون في ذلك رقياً وحضارة وتقدماً.
وعن سبب هذه الهزيمة النفسية والمعنوية التي أدت إلى غربة اللغة العربية قال المطيري إنه التقدم العلمي للحضارة الغربية اليوم وسيطرة هذه الحضارة على مقاليد الأمور و«المغلوب مولع بتقليد الغالب» كما يقول ابن خلدون، بالإضافة إلى جهل العرب بلغتهم وما تملكه من مقومات لا تتوفر ولا يمكن أن تتوفر في لغة أخرى ولذلك جعلها لغة للقرآن الكريم كما أنها لغة أهل الجنة في الآخرة، وسبب ثالث هو المحاولة المستميتة والدائبة من الحضارة الغربية وعبر وسائل سيطرتها لتنحية اللغة العربية عن الواجهة حتى أصبح الحال كما يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
سَرَتْ لوثةُ الإفْرَنجِ فيها كمَا سَرَى
لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعيـن رُقْعـــةً
مشكَّــلةَ الألـــوانِ مُختلفـــــاتِ
وأضاف رئيس تحرير مجلة الأسرة أن ثمة سبباً آخر يراه مهماً ألا وهو التأخر في مواكبة المستجدات بتوليد المفردات المناسبة لوصف المخترعات الصناعية والتقنية الحديثة لأن عموم الناس لن تنتظر أشهراً أو سنوات حتى تجيبهم مجامع اللغة العربية عن تساؤلاتهم حول أسماء المخترعات بلغتهم الأصلية، وهذا التأخر يفتح الباب لتغلغل الكلمات الأجنبية على ألسنة المتكلمين بالعربية للحاجة إلى ذلك وهو سبب ملحوظ وظاهر وله آثاره السلبية التي لا تخفى.
ولفت المطيري إلى الجيل الجديد وواقعه مع اللغة العربية فقال إنه لا يختلف كثيراً عمن سبقه فما زالت الأسباب هي الأسباب والمؤثرات هي المؤثرات يضاف إلى ذلك سطوة التقنية وتأثير وسائل التواصل على هذا الجيل أكثر ممن سبقه من الأجيال، ولذلك تجري على ألسنة أفراده الكثير من المفردات الأجنبية المتعلقة بوسائل التواصل مع كتابتهم لها بأحرف عربية مثل: يب، ولكم باك، برب... وغيرها.
مما يدل على أن الأزمة ما زالت قائمة وأن شكوى اللغة العربية من تقصير وإعراض أبنائها ما زالت مستمرة.
ثورة الاتصال:
استخدام الفضائيات، والشبكة العنكبوتية بفضائها المفتوح في كل الاتجاهات، بات من لوازم الحياة اليومية مما زاد من مخاطر عزل اللغة العربية بتأثير العامل الخارجي، بشكل أكثر حدة من ذي قبل، باستيراد مصطلحات جديدة شاع تصديرها إلى بيئتنا العربية، حيث يوجد الآن حوالي 20 مليار موقع إجمالي عدد مواقع الإنترنت.
العجيب أنه يدرس الآن في الدورات الخاصة بعملية البحث ما يعرف بدورة «سيو» SEO أو إشهار المواقع على محركات البحث، العملية في مجملها ما هي إلا تسهيل لفهرسة كلمات تسهل على الباحث الوصول إلى المضمون على «جوجل» في أقرب وقت، وذلك عن طريق ما يعرف بـ«الكلمات المفتاحية» والتي باتت من أهم الإستراتيجيات لتهيئة الموقع لمحركات البحث. تكمن المشكلة في شروط عملية البحث لتحصل على نتائج أفضل والتي من أهمها: يجب أن تعبر الكلمات المفتاحية بدقة عن محتوى الخبر، وغالباً ما تكون بين 4 أو 6 كلمات بدون تنصيص أو همزات، أو ياء منقوطة.
يترتب على ذلك عملية تراكمية من إسقاط الهمزات والتاء المربوطة من القاموس الإملائي للصحفي أو الباحث الأكاديمي أو الممارس لهواية التصفح على المواقع الإلكترونية.
وقد أوضح الدكتور فتحي جمعة في دراسته المشار إليها أن الحل ليس في إلغاء الفصحى - كما يروّج لذلك دعاة العامية - وإنما يكون البحث عن جذور المشكلة، وأصلها والتي تكمن في «الجهل والفقر»، وإذا أردنا أن نحسمها حسماً عاجلاً فعلينا الارتقاء بالشعوب اقتصادياً وعقلياً، لأن العامية صنيعة الجهل والاستعمار.
وأشار إلى أن حل مشكلة الازدواج أو الثنائية اللغوية في اللغة العربية ليس في تنحية العربية الفصحى أو زحزحتها لتحتل مكانها العامية وتتربع على عرش الثقافة والأدب، وأكد أن المشكلة ستحل بتوعية العامة وتثقيفهم ليرتقوا لفهم الفصحي، لافتاً إلى أن العامية ما كانت لتنتشر ويصير لها هذا الموقع البارز إلا بعد الظروف الخانقة التي أحاطت بالعالم العربي من كل جانب وفرضت عليه عزلة الجهل، وأنه بالوعي والوعي فقط تضيق الفجوة بين العامية والفصحى، كما حدث للعربية في تاريخها الأول، وكما حدث في لغات أخرى معاصرة تقارب فيها بين لغة الحياة ولغة العلوم والآداب.
نموذج مشرف:
هناك بعض المراكز لتعليم العربية الفصحى منتشرة في بعض أحياء القاهرة كمراكز: الإبانة، والفجر، والنيل، حيث يقبل عليها الطلاب المغتربون أو المبتعثون من إندونيسيا وماليزيا ودول شرق آسيا على وجه الخصوص لتعلم اللغة العربية الفصحى، وتشترط المدارس على معلميها وطلابها عدم التحدث بالعامية إطلاقاً داخل المراكز، على أن تكون الفصحى هي لغة التخاطب فقط.
وقد نجحت هذه المراكز في تخريج شباب وطلاب يتقنون العربية وسهلت عليهم الفصحى عن طريق التخاطب في الحديث اليومي.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد