بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن عتق الرقبة من الأعمال الصالحة، وهذا الفضل مشهود له في السنَّة النبوية؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أعتق رقبةً مسلمةً أعتق الله بكل عضو منه عضوًا من النار، حتى فرْجَه بفَرجِه)) (البخاري ومسلم)،
ولقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم عملًا يحظى المسلم من خلاله بأجر عتق الرقاب، وهو قولنا: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملْكُ وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)) وذلك مائة مرة لعتق عشر رقاب؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحَمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيَت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومَه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه)) (البخاري ومسلم)،
وورد الحديث الشريف في رواية أخرى بزيادة كلمتين هما ((يُحيي ويُميت))؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحيي ويُميت وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيَت عنه مائة سيئة، وكان له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)) (الترمذي) وصححه الألباني.
إن الحديث الشريف بيَّن لنا الكثير من الفضائل والأجور، وبإمكان المسلم بفضل الله تعالى أن يَغتنم الكثير بملازمة هذا الذِّكر العظيم، ولنَستحضر يسْرَ الذِّكر وعظمته وما به من توحيد وتعظيم لله تعالى، وفي الوقت اليسير يَستطيع المسلم أن يقول هذا الذكر العظيم يوميًّا أكثر من ألف مرة، فيَحصل بفضل الله تعالى على أجر عتق مائة رقبة في سبيل الله تعالى، ويكسب ألف حسنة، وتُمحى عنه ألف سيئة، ويكون بفضل الله سبحانه في زمرة أصحاب أفضل الأعمال عند الإكثار والمنافَسة في هذه العبادة الشريفة.
استثمار الأوقات في ذكر الله تعالى من أجلِّ العبادات وأيسَرِها، ويَجب علينا حثُّ المسلمين على هذه الفضائل، فعلَينا تبليغ الخير لأهلنا وزوجاتنا وأطفالنا، فنحثُّ الزوجات على استغلال أوقات العمل في المنزل بملازمة ذكر الله تعالى، والمثابَرة لتوطيد معرفتهنَّ بالأمر باستِغلال كل الأوقات، سواء عند إعداد الطعام أو في غيره من الأعمال المنزلية، وتَشجيع الأطفال وتعليمهم فضائل الأذكار الشرعية، واغتنام الفرص في العمل فنُخبر زملاءنا ما يتيسَّر مِن فضائل الكثير من الأذكار الشرعية كل يوم، وفي وسائل المواصلات اليومية يُمكن إخبار المسلمين بفضائل الأذكار، وعند توقُّفك لشراء الطعام أو احتياجات المنزل يُمكن إخبار البائع والزبائن في كل مرة بذكر شرعيٍّ، فليكن هذا الأمر نهجًا مُستمرًّا بلا كلل ولا ملل، وفي هذا قُربة عظيمة وأجر من الله الكريم الحليم.
نسأل الله العظيم الحكيم أن يَرزقنا من فضله الكريم، وأن يَجعلنا من الذاكرين الشاكرين..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد