شجارات زوجية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

معظم المشاكل بين الناس وخصوصًا الزوجين هى واجهة لمشاكل أعمق، فأحيانًا ينشب الشجار بسبب العودة متأخرًا إلى البيت سواء من الشاب أو الزوج، وأحيانًا بسبب الكسل فى تنظيف المكان الذى يعيش فيه الشاب أو الزوج، والمشكلة التى تواجها المرأة هنا أن تكرار ذلك يدل فى حقيقته عندهما على عدم التقدير لهما، والاستهانة بهما، أو أنهما مقهوران ولا أحد يتفهَّم ذلك.

وأحيانًا تجد الأم أو الزوجة بعض العلامات فى الجسد كارتعاش فى اليدين أو ألم فى المعدة بسبب أن الشعور بالإساءة يوترها ويولّد حزنًا وغضبًا يزداد تصاعدًا يومًا بعد يوم.

وتبدأ الأفكار السلبية تسيطر عليهما، حتى أن بعضها يخرج من أعماق الأعماق ليعبر عن نفسه حينها، فتبالغ المرأة بأن زوجها أو ولدها لم يهتم يومًا لمشاعرها، وأنه لا يحب إلا نفسه، الخ من هذه التعبيرات الحادة والتى تعبّر عن حالها آنذاك.

والمطلوب باختصار عدم التجاوب اللفظى أو تصعيد اللهجة أمام الطرف الثاني عندما تصل إلى هذه المرحلة من التوتّر.

وكذلك يمكن الصمت حتى تتوقف المرأة عن الحديث أو تترك المنزل، وإن كانت هذه ليست هى الحلول الأفضل ولكنها تناسب الرجل الذي لا يستطيع كبح التصعيد أمام المرأة بالهدوء والصمت.

وعلى كل شاب ورجل أن ينفرد بنفسه ويتعامل بوعى وليس بغضب مع هذا التصعيد، وعليه ألا يتحدث عن نكد المرأة قبل أن يتحدث عن سببه، فأيسر شىء أن تصف المرأة بالنكدية وأن تصف نفسك بالمظلوم والبرىء من هذه المشكلات المتصاعدة، وبالتالى لا تتعامل مع مشاكل أسرتك بوعى وإنما بالإبقاء على أسباب المشكلات دون حل ناجح.

ولو أردت أن تقلل من هذا التصعيد فعليك أن تدرك بحق أسبابه وتجتهد فى عدم إثارة حفيظة المرأة بتكرار اللامبالاة مثلًا، بل كن مهتمًا لما تريد ونفِّذ منه ما تستطيع.

وأحب أن أنبّه أن عند الاختلاف بينكما، فاللجوء إلى التفاوض أفضل من اللجوء إلى الصراخ أو العكننة أو العُنف اللفظى، وهذا سيساعدكما فى تخطي الكثير من المشكلات، مع الإدراك الجيد أن التفاوض ليس معناه إسقاط ولاية الرجل، وإنما من باب تفهّم الرجل لاحتياجات المرأة.

فإذا تم تنفيذ ما سبق فإن الأمور ستصبح أقل تصارعًا وسيزداد الهدوء في البيت، لأن هناك طرف قرّر التحكم فى تصرفاته وتفهُّم الاحتياجات، والطرف الثانى تراجع للخلف كثيرًا فى انفعالاته وتجاوب مع الرجل فى خفض مستوى المشاكل، بل وقدّم له مزيدًا من التضحيات لأن طبيعتها العطاء الكثير حتى ولو مع الأخذ القليل.

ملحوظة مهمة: هذا الكلام موجّه تبعًا للمرأة أيضًا، ولا فائدة من تجاوب الشاب أو الزوج دون تفاعل بصدق من الأم أو الزوجة والله أعلم.

ودمتم جميعًا بكل خير.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply