بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
علاج ناجع للنائم للقيام إلى الصلاة – صالح بن فريح البهلال
تأمل لفظ عائشة رضي الله عنها وهي تصف قيام النبي ﷺ لصلاة الفجر؛ ويحكي وصفها الأسود بن يزيد وهي تقول: (كان ﷺ ينام أول الليل، ويحيي آخره، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته، ثم ينام فإذا كان عند النداء الأول (1) قالت: وثب، ولا والله ما قالت: قام! فأفاض عليه الماء، وإن لم يكن جنبًا توضأ وضوء الرجل للصلاة ثم صلى الركعتين) أخرجه مسلم في صحيحه.
فأمعن النظر في كلمة: (وثب) وكيف أن عائشة رضي الله عنها عدَلت عن كلمة: (قام) إلى كلمة: (وثب) وكيف أن الأسود رحمه الله قد لفتت انتباهه هذه الكلمة، فصار يحكيها مقسمًا عليها قائلًا: (قالت: وثب، ولا والله ما قالت: قام!).
وقارن هذه اللفظة بما أخرجه الإمام أحمد وصحح الدارقطني وقفه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: (عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه ولحافه، من بين حِبه وأهله إلى صلاته، فيقول الله جل وعلا لملائكته: انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه، ومن بين حِبه وأهله إلى صلاته؛ رغبةً فيما عندي، وشفقة مما عندي..).
فتأمل هذين اللفظين: (وثب، وثار) وما يحملانه من معنى الانتهاضِ الفوري للصلاة، وسرعةِ المباعدةِ عن الفراش والمنام.
قال ابن القيم في بدائع الفوائد 3/731: (تأمل معنى "ثار" ولم يقل: قام؛ لأن القيام قد يقع بفتور؛ فأما الثوران فلا يكون إلا بإسراع؛ حذرًا من فائت ما).
فمن أراد العون في القيام من المنام إلى الصلاة، فليثب من فراشه، وليَهُبَّ من منامه، من حين سماعه النداء أو المنبه، ولا يستسلم لنداءات النفس المورِّثة للتأخر والتقاعس؛ فربما فاته بذلك الصلاة جماعة، أو فاته بعضها، أو فاته وقتها؛ ورحم الله امرءًا لما سمع النداء ثار من فراشه، مبادرًا للصلاة؛ لم يصده عن ذلك لذة نوم، ولا دفء فراش، ولا برودة جو؛ أولئك هم الموفقون.
(1) المقصود بالنداء الأول هو أذان الصبح الذي بعد طلوع الفجر لقولها: (ثم صلى ركعتين) وهما سنة الفجر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد