متى ينشأ الشك؟ ومتى تتغير الأفكار؟


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

‏الأصل أنَّ الإنسان في حالة ثباتٍ نُسميه (يقينًا)، وبهذا اليقين يسير في حياته ويتوجه نحوه أهدافه ويحتفظ بمعتقداته. هذا اليقين يظل بقايًا عندما يكون غير معرضٍ للشبهات أو الأفكار المخالفة لما يؤمن به. وتبقى المعلومة الأولى (=اليقين) ثابتة بالنسبة إليها، لأنَّها لم تتعرض لما يزلزلها أو يزحزحها.

‏ولا تتغير هذه الحالة إلا إذا أتت معلومة جديدة مخالفة ومضادة لما كان مُستقرًا عنده. وهذه المعلومة لها ثلاث حالات، طبعًا نتحدث هنا عن الشك الصادر عن المعلومة فقط بعيدًا عن الأسباب الأخرى كالنفسيَّة والظروف الاجتماعيَّة ونحوها:

‏أولاً: أن تكون المعلومة الجديدة أضعف من المعلومة الأولى التي كانت عنده يقينيَّة. وهنا في الغالب لا تكون مؤثرة فيه، ولا تترك أثرًا، وسُرعان ما تتلاشى، بل قد يترتب عليها ثمرة إيجابية، وهي: زيادة اليقين في المعلومة الأولى القديمة.

‏ثانيًا: أن تكون المعلومة الجديدة قويَّة مُبرهنة، وأقوى من المعلومة الأولى القديمة. وهنا قد يمر الإنسان بحالةِ شكٍ سريع، قنطرة الشك، لكنه سُرعان ما ينتقل إلى اليقين الآخر (المعلومة الجديدة)، ويترك ما كان يظن أنَّه في السابق يقينًا (المعلومة الأولى).

‏ثالثًا: أن تكون المعلومة الجديدة مساوية في القوة للمعلومة الأولى القديمة. وهنا تنشأ حالة الشك، التي لن تكون مجرد قنطرة سريعة، بل ربما تطول لأيام أو لشهور أو لسنوات. والسب يعود لتصادم حالتين أو معلومتين متساويتين في القوة في محلٍ واحدٍ، لكنهما في الوقت نفسه تضاد أحدهما الأخرى وتناقضها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply