النظرة التفائلية عند إبن تيمية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

هناك نظرة تفاؤلية عجيبة عند ابن تيمية يقرؤها في أمور يعتبرها كثير من الناس شراً محضا وسببا للحزن والإحباط.

فهو -مثلاً- يؤكد في كتبه أن الله إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه من أهل الباطل، فإذا انتفش أولئك المبطلون وبثوا شبهاتهم وما ينصرون به باطلهم أظهر الله من ينصر الحق بسبب ذلك.

ففي الفتاوى (57/28) قال:

"ومن سنة الله: أنه إذا أراد إظهار دينه أقام من يعارضه؛ فيحق الحق بكلماته ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق".

وقال في الجواب الصحيح: (85/1): "ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين، وبيان حقيقة أنباء المرسلين ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين".

بل من العجيب أنه جعل إرسال النصارى لكتاب فيه شبهاتهم التي يصححون بها دينهم، من اسباب ظهور الدين ونصره، كما في الجواب الصحيح (98/1) حيث قال: (وكان من أسباب نصر الدين وظهوره ، أن كتابا ورد من قبرص فيه الاحتجاج لدين النصارى) لماذا جعله كذلك؟ قال: (فاقتضى ذلك أن نذكر من الجواب ما يحصل به فصل الخطاب، وبيان الخطإ من الصواب؛ لينتفع بذلك أولو الألباب ، ويظهر ما بعث الله به رسله من الميزان والكتاب)

ويقول أيضاً (وكذلك سائر أعداء الأنبياء من المجرمين شياطين الإنس والجن الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا إذا أظهروا من حججهم ما يحتجون به على دينهم المخالف لدين الرسول، ويموهون في ذلك بما يلفّقونه من منقول ومعقول- كان ذلك من أسباب ظهور الإيمان الذي وعد بظهوره على الدين كله بالبيان والحجة والبرهان ثم بالسيف واليد والسنان) "

الجواب الصحيح 87/1.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply