بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تتضاعف الحسنات بتفاضل الزمان والمكان, فقد فضل اللهُ النفقة في زمن الشدة والعسرة في بداية الإسلام, كما قال تعالى:(لايستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل).
فمع بداية شدة حرارة الشمس في مثل الأيام القادمة يعظم أجر سقاية الماء، فذلك من أفضل الصدقات والقربات إلى الله، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل بطريق فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها ثم خرج، فإذا كلب يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي؛ فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، ثم رقى فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له"، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ قال: "في كل ذات كبد رطبة أجر".
وموسى عليه الصلاة والسلام لما سقى لابنتي شعيب ودعا ربه، (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) فإذا به بين عشية وضحاها، يتحول من إنسان طريد شريد، إلى إنسان ناجٍ آمن, ومن شاب أعزب، إلى شاب متزوج, ومن رجلٍ خائف يترقب، إلى رجل واثق مطمئن, بعد أن قام بهذا العمل الصالح ودعا بتلك الدعوة المباركة.
فما أعظم أن تتصدق بريال أونصف ريال لتشتري به ماء أو عصيراً بارداً تسقيه لإنسان يعمل في أعمال الحفر والبناء أوغيرها من تلك الأعمال الشاقة في شدة حر الظهيرة والشمس, قد بلغ به العطش مبلغه, فيفرح بتلك الشربة من الماء البارد, وقد يدعوا لك بعد هذه الشربة بدعوة مجابة تسعد بها في الدنيا والآخرة, وتكون سبباً لك في دخول الجنة, وقد يكون هذا العامل غير مسلم فيكون هذا العمل الخيري سبباً في دخوله للإسلام، ونحن نعيش في رغد من العيش, تحت وسائل التبريد, ولانشعر بحر الظهيرة, فما أجمل أن تعود النفس والناشئة والأجيال على مثل هذه الأعمال الخيرية في أيام شدة حرارة الشمس, ومن دل على خير فله مثل أجره.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد