تسلسل المتصوفة!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بدأ أحمد التلمساني المقري كتابه ذا الستمائة صفحة وهو (فتح المتعال في مدح النعال)، بالحديث عن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير "من لبس النعلين" (1)، ثم عن حذاء النبي، ثم ذكر أن في المشرق حذاءً قيل بأنه الأصلي، كان عند بني أبي الحديد، ثم في المدرسة الأشرفية بالشام، ويأتي الناس"يتبركون بمشاهدة النعل النبوية!"(2).

المهم سافر بعض أهل المغرب إلى المشرق، وقالوا بأنهم رأوا الحذاء الأصلي المفترض، كابن رشيد وقام بمحاكاتها فصنع حذاءً يشبهها(3).

لكن ماذا سيفعل أهل المغرب؟ جاء هنا دور المثال، بمعنى محاولة رسم شكل افتراضي للنعل، لتقوم بعدها بتصميم حذائِك بناءً عليه.

أهمية النموذج أو المثال، بنظر التلمساني: "ما المثال المكرّم إلا وسيلة للقدم التي خص صاحبها بأكمل الأوصاف"(4).

ثم عن المثال الذي يشبه بنظره حذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قام المؤلف برسم عدة رسومات افتراضية لما يرى أنها مثال لذلك النعل.

هذا المثال يقول فيه: "لو لم يحصل للمثال المعظم من الشرف، إلا محاكاة نعل من ليس لمجده حد ولا طرف، سيد ولد آدم .... فكان ما حصل له من ذلك كافيًا"(5).

المهم هذا المثال: "غدا للأوصاب شافيًا، وللأسقام نافيًا، فخواصه ظاهره، ومنافعه باهرة، وفضله بيّن، ووضعه بين المحاجر متعين"(6).

يعني من غير مبالغة، الأمر شبيه باعتقاد النصارى في موضوع الصليب، بما أن المسيح بنظرهم رفع عليه، فهو يلبس مثالًا له، يشبه ذلك الصليب الحقيقي الذي لم يصنعه أصلًا المسيح نفسه، ولا تحدث عن فضله.

هنا أصبح حذاء النبي له مثال، والمثال هذا له فضائل، ووصلت إلى الجانب الطبي، فتشفي الأسقام ونحو ذلك.

"لله مثالُ نعل من قد جاء *** بالدين وعمَّ بالهدى الأرجاء

متع بصرًا بحسنه مبتهجًا *** واستشفِ به يزيل عنك الداء"(7).

** الصورة مأخوذة من الكتاب المذكور، حيث رسم النعل المفترض أن تحاكيه، وتبني نعلك بناءً عليه لتحصيل تلك المنافع الطبية، والروحانية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

1.    فتح المتعال في مدح النعال، أحمد بن محمد التلمساني، تحقيق: علي عبد الوهاب، عبد المنعم فرج درويش، دار القاضي عياض للتراث، القاهرة، الطبعة الأولى: 1997م، ص27.

2.    المصدر نفسه، ص168.

3.    المصدر نفسه، ص168.

4.    المصدر نفسه، ص173.

5.    المصدر نفسه ص173.

6.    المصدر نفسه، ص173.

7.    المصدر نفسه، ص222.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply