بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
· "سلسلة تغريدات عن سفر المرأة بلا محرم"
الأصل (واحفظ هذا جيدا) الأصل في سفر المرأة بلا محرم عدم الجواز لكثرة الأدلة الواردة الدالة على ذلك كحديث"لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم,ولا يدخل عليها رجل إِلا ومعها محرم"رواه البخاري
المحرم يشمل: (الزوج أو من تحرم عليه إلى الأبد بنسب أورضاع).
· ثم اتفقوا على استثناء سفر الضرورة كسفرها من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام
ووقع خلاف في سفر الطاعة كفريضة الحج والعمرة والوجبة والراجح عدم جوازه للحديث السابق لقول الرجل في تتمة الحديث" يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج. فقال: اخرج معها".
· مع أنها في زمن فاضل وفي رفقة صالحة ومع ذلك أمره بترك الغزو والخروج مع زوجته.
لذلك قال ابن المنذر ردا على الفقهاء الذين أجازوا خروجها للحج بلا محرم وجوزوا ذلك بشروط من عندهم: "تركوا القول بظاهر الحديث ، واشترط كل واحد منهم شرطا لا حجة معه عليه" ولاشك أن القول بظاهر الحديث أولى.
· وقد استدل بعض الفقهاء بإذن عمر رضي الله عنه لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الحج في آخر حجة حجها (روى الخبر البخاري) وقالوا لم يُذكر معهن محرم.
وأجيب على هذا الاستدلال أنه لا يلزم من عدم ذكر المحرم في الرواية العدم، ويبعد أن لا يكون معهن في قافلة الحج محارمهن وقد ذكر ابن الجوزي.
· أقول ذكر ابن الجوزي في كتابه المنتظم [4/ 327] عن أبي عثمان، وأبي حارثة، والربيع بإسنادهم قالوا: حج عمر بأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم معهن أولياؤهن ممن لا تحتجبن منه".
وهذا هو الأشبه والأصح فلا يسلم لهم الاستدلال بهذه الرواية لقوة الاحتمال.
· وأما استدلالهم بحديث عدي "يوشك أن تخرج الظعينة من الحِيْرة تؤم البيت لا زوج معها" فقد أجاب الموفق ابن قدامة قائلا: فحديثنا أخص وأصح وأولى بالتقديم ، وحديث عدي يدل على وجود السفر، لا على جوازه [المغني2/230] وهذا جواب رائق.
· وبقي الكلام على سفرها في غير الطاعة كتجارة وما شابه فقول الجمهور بل وقيل الإجماع (ذكره ابن الملقن عن القاضي عياض انظر "الإعلام" [6/82]) ولكن قد وجد من خالف من الشافعية ونسب لابن تيمية ويروى عن الأوزاعي، والراجح قول الجمهور للحديث المتقدم.
· بقي الكلام على السفر في الطائرة اليوم ما حكمه بلا محرم؟
فمن قال باشتراط المحرم في كل سفر منعه. ومن أجاز بوجود الرفقة الصالحة والتي تصون أجاز، وقد قال بعض المعاصرين بجواز ذلك بزعم تحقق الصيانة والأمن في الطائرة وفي ذلك نظر من جهتين:
· الأولى أن النص وهو الأصل.
الثاني: أن وجود المحرم في هذه الطائرات مهم لفساد الزمان وجرأة الفساق في زماننا وقد وقفت بنفسي على قضايا لنساء تعرضن لتحرشات من قبل المضيفين والمسافرين في الطائرة بل وقد تهبط اضطرارا -كما في الرحلات الدولية- في دول أخرى فتضطر للنزول في بلد غير الذي ذهبت له.
· وأذكر أن أحد المشايخ المعاصرين كان يفتي بجواز ذلك فلما بلغه خبر امرأة متزوجة سافرت لوحدها ثم نزلت اضطرار في بلد أخرى وسافروا بعد ساعات طويلة وخلال هذه الساعات سكنوا في فندق وحصل أن تعرض لها أحد السفلة بما لا يليق فتراجع الشيخ عن جواز فتواه.
تمت والله الموفق لا إله إلا هو.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد