ممنوع سدًا للذريعة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:  

·       أكيد أنكم سمعتم بهالجملة التالية:

"ممنوع سدا للذريعة"

وأتوقع أنكم سمعتم من يقول:

المتشددين هم سبب تخلفنا بكثرة اللي حرموه سدا للذريعة!

وسواء سمعتم باللي ذكرت لكم أو لا فهذه سلسلة تغريدات سوف تبين لكم معنى "سد الذرائع" وأن هناك تصور خطأ عند كثير من الناس.

·       حتى نتصور الأمر بسهولة فأهم خطوة أننا نعرف معنى "سد الذرائع"

سد: يعني منع

الذريعة: يعني الوسيلة التي نصل من خلالها إلى شيء معين

مثال: الله سبحانه وتعال منع النساء اللاتي يلبسن الخلخال من الضرب بأرجلهن حتى لا يعلم أنهن متزينات فيحرك ذلك داعي الشهوة عند الرجال.

 

·       مع أن مجرد ضرب المرأة برجلها أمر مباح في غير حضرة من الأجانب عنها.

مثال آخر؛ قال تعالى: ﴿ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم

سب آلهة المشركين أمر مشروع لكن منعه رب العالمين  إذا أدى لأن يكون سببا مباشرا في جرأة الكفار على سب الله.

 

·       يقول ابن تيمية عن الذريعة "الذَّرِيعَةُ الْفِعْلُ الَّذِي ظَاهِرُهُ أَنَّهُ مُبَاحٌ ، وَهُوَ وَسِيلَةٌ إلَى فِعْلِ الْمُحَرَّمِ"

طيب بعد ما عرفنا المعنى وقبل التعليق على سالفة أن المتشددين سبب تخلفنا في أمر مهم قبل أن نكمل وهو: أن سد الذرائع مستعمل في الأمور الدنيوية بكثرة.

 

·       حتى الدول الكافرة وغيرها تستعمل قاعدة سد الذريعة في منع (تحريم) أفعال معينة لا لذاتها بل لأنها سبب يوصل لأمر آخر مثل:

منع زيادة السرعة فوق ١٢٠ لماذا؟

لأن فوق هالسرعة وعند وقوع حادث فاحتمالية خطورة الحادث تزيد، لذا يمنعون ويجرمون من زاد مع الزيادة بحد ذاتها لا ينتج عنها أمر مباشر.

 

·       مثل حزام الأمان عدم لبسه ليس ضارا ولكن في حال وقوع حادث فإن عدم لبسه "ذريعة" لإصابات خطيرة.

حتى الأطباء يمنعون بعض الناس من أطعمة معينة لأنها وسيلة لزيادة حالتهم المرضية مع تلك الأطعمة في الأصل مباحة.

 

·       ولو تأملت بعين الإنصاف لوجدت أننا في الأمور الدنيوية نستعمل هذه القاعدة أكثر من الأمور الشرعية.

وأما في الشريعة فإنها تمنع المحرم ووسائله حتى يكون الابتعاد عنه أيسر على النفس وهذا موافق للعقل السليم.

 

·       فالشريعة مثلا تحرم وتمنع الزنا وتحرم جميع الوسائل المفضية إليه.

فتحرم الخلوة.

وتوجب غض البصر.

وتمنع المرأة من الخضوع في القول.

وتحرم الخلوة.

وتحرم الاختلاط "المنظم".

وتحرم خروج المرأة متعطرة.

وتحرم الخمر.

وتحرم الفاحش من الكلام نثرا أو شعرا... إلخ.

 

·       أما الغرب مثلا فكل وسائل الزنا والفجور متاحة ثم بعد ذلك يجرمون الاغتصاب بعد أن سمحوا بدواعيه مجتمعة وهذا تناقض، فكيف تسمح بالحرث والبذر والري ثم تتوقع أن لا يخرج النبات؟

فأي الطريقين أهدى سبيلًا؟

 

·       بعد ما عرفنا معنى سد الذرائع عند الفقهاء وأنه من القواعد المعتبرة التي دلت عليها الأدلة الشرعية بل والأدلة المنطقية العقلية.

يتبين لنا بجلاء وضوح أن من يرمي باللوم على علماء الشريعة وأنهم السبب في تخلف الأمة ركب التطور هو كاذب أشر في دعواه ومفترٍ فيما ادعا.

 

·       فهل حرم العلماء بناء المصانع؟

هل حرم العلماء تعلم العلوم الدنيوية الموصلة إلى التطور العلمي؟

ثم ما دخل الاختلاط مثلا المنظم بين الجنسين في التطور العلمي؟

ما دخل سفر المرأة بلا محرم في صناعة أجهزة الحاسب؟

 

·       لو قلبت كتب الفتاوى القديمة والحديثة من العلماء المعاصرين لم تجد فتوى واحدة تمنع من التطور المادي والعلمي ووسائله!

·       بل بالعكس سترى أن العلماء ينصون على ضرورة التعلم وتحصيل التقنيات حتى نحقق ما أمرنا الله سبحانه وتعالى ونحقق عبوديته فهي الغاية السامية والتطور التقني والمادي وسيلة لتحقيق هذه الغاية على أكمل وجه في هذه الأزمنة.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply