بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الحكمة في نظرهم هي في ترك عقيدة المظلومية من هذا الشرع الظالم مدفونة بالقلوب، وإن خرجت بقرائن الحديث والنقاش والتشغيب على بعض الأحكام المخالفة للذوق النسوي، فلا يجوز حرثها ليخرج الكفر الصريح !
ولأن تركها على عقيدتها الطاعنة بعدل الله أولى من صدمها بأنها كافرة ببعض أحكام الله !
هذه الحكمة لم تكن حكيمة عندما توسطت بين المتشككين الطاعنين بشرع الله، وبين المتمسكين الذابين عن شرع الله !
هذه الحكمة منذ سنوات مشغولة بوصف المهدئات والمسكنات لهذه الحالة المرضية، ولم تقدم علاجا لهذا المرض النسوي الذي بدأ ينتشر انتشار النار بالهشيم، بل ولا تريد تشخيص المرض دينيا !
والعجيب أن هذه الحكمة تجاوزت طريقتها المبنية على المهدئات والمسكنات والمجاملات، وأصبحت مشغولة بمن يُشخّص هذا المرض تشخيصا دينيا بأنه مرض الشك والنفاق؛ لتحذر النساء من هذه المرض.
فأصبح الحكماء مهتمين بكل مصلح يخالف هذه الطريقة وبكل مصلح يصادم هذه العقيدة وهذا الذوق النسوي العام.
أصحاب الحكمة باتوا يغضون الطرف عن أهم أسباب هذا المرض من عوامل خارجية وداخلية كالتغريب والإعلام والتعليم وحب الشهوات والهوى وعدم التسليم لشرع الله، وأصبحوا يهتمون بطريقة المصلحين وشدتهم على هذا النفاق المرضي !
فهذه الحكمة أصبحت تخدم المنافقين وتعزز موقفهم وتضع اللوم على المصلحين !
والسؤال: هل من الحكمة اللين والاحتواء والترقيع والتخريج للمتأثرات بتلك الدعوة بحجة عدم فتنتهن بدينهم لكي لا يصرحن بكفرهن، مع الإنكار وعدم الاحتواء وعدم التخريج للمصلحين المتشددين المنفرين بزعمهم؟!
وعلى التنزل أن كلمتهم كلمة حق، هل من الحكمة أن يقال الحق في سياق معين يخدم الباطل؟!
الحقيقة أن أصحاب هذه الحكمة لم يرَ منهم وضوح وصفاء في إنكار واستبشاع هذه الحالة النفاقية النسوية، فلم نرَ منهم إلا التودد والاحترام والتخريج والطبطبة على ظهور المتأثرات بالحركة النسوية !
ومع ذلك سكت كثير من المصلحين ولم يتعرضوهم بشيء، لأن الغاية المنشودة بين الجميع واحدة .
لكن هذه الحكمة أصبحت لا تتعامل بحكمة مع المصلحين، فحكمتهم فيها ميل خفي في جانب المنافقين وأتباع المنافقين والمتأثرين بهم، اتضح هذا الميل بطريقة احتسابهم على المصلحين والإنكار عليهم وعلى طريقتهم بالدعوة.
العجيب أنهم يقربون المتشككين ويصدرون بعضهم،في حين لا يفعلون ذلك مع المتشددين!
وأيضا الشيء بالشيء يذكر، المتتبع لهذه الطريقة الدعوية عند الحكماء، يجد أن حكمتهم لا تعمل إلا في جانب اللين وليس لها عمل البتة في جانب الغلظة.
وهذا مخالف لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم،فقد كان الأصل في دعوته اللين،ولكن في مواضع المنافقين كان من حكمته الشدة وبذلك أمره الله تعالى.
وأيضا هم مخالفين لطريقة الصحابة والتابعين وأتباعهم، التي فيها لين وشدة، بل بعض تفاسير الصحابة لبعض الآيات الخاصة بالنساء فيها من المعاني التي لا يرتضيها أصحاب الحكمة !
فدعوتهم أقرب للدعوة الأدبية والفلسفية والفكرية، وليس لهم اهتمام بالمادة الأثرية بطريقة الدعوة.
ومن لم يكن له اهتمام بهذه المادة الأثرية في تدينه أو في دعوته أو في حكمه على الأخرين، فسوف يفصّل مفاهيم الحكمة واللين والشدة بحسب ذوقه وثقافته.
والعجيب أنهم حاملي لواء محاربة التغريب والتأثر بالثقافة الغربية، ومع ذلك تجدهم يخيطون أثواب دعوتهم بأسلاك ذوقية معاصرة متأثرة بالتغريب !
والله إني أدعو لإخواني بالخير والصلاح والإصلاح،وأخشى عليهم أن تكون مفاهيم الحكمة عندهم متأثرة بما يحذرون منه من التأثر بالثقافة الغالبة.
وأخشى أن تكون بعض صور الحكمة عندهم من جنس حكمة بعض المعارضين للرسل، والذين جعلوا الرسل منفرين ومفسدين في الأرض.
"أقلها عاملونا كما تعاملونهم"!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد