بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قد تمر على طالب العلم أبواب كاملة في الفقه تشكل عليه تفاصيلها، إما لعدم ممارسته لها كمن يقرأ في أحكام الحج وهو لم ير مكة قط، أو يقرأ في أحكام القضاء والشهادات وهو لم يزر محكمة من قبل، أو يقرأ في أحكام البيوع وهو لا يتعامل مع الناس بيعا وشراء وتأجير واستئجارا.. إلخ، وقد تشكل عليه مسائل الباب لكونها لا تطرأ عليه قدرا كمسائل الحيض للرجال مثلا فتشكل عليهم تفاصيلها لعدم طروئها عليهم.
وهذه رؤوس أقلام في محاولة تيسير فهم الأبواب المشكلة في العلم :
١_ العلم مواهب من العليم الحكيم فالتجئ إليه واسأله العون والتيسير، فما خاب من أنزل حاجته بالله.
٢_ الزم غرز التقوى، فالعلم رزق، وقد وعد الله المتقين بقوله:{ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} ومن أعظم ما يُطلب منه المخرج: الجهل، ومن أعظم الرزق: رزق العلم.
٣_ لا تستصعب الباب المعين لأجل أن غيرك استصعبه، بل قدر في نفسك أنه سهل، وابذل السبب في تفهمه، فالأمر النفسي له دور في تيسير الفهم.
٤_ احرص على تفهم الضوابط والقواعد في الباب المعين، وإذا كان هناك أدلة ترجع إليه مسائل الباب فاحرص على جمعها واستذكارها. ، فمثلا : في باب الحيض يقول الإمام أحمد رحمه الله: ( الحيض يدور على ثلاثة أحاديث: حديث فاطمة وأم حبيبة وحمنة) ، وفي بعض الروايات عنه ذكر حديث أم سلمة مكان حديث أم حبيبة. فيجمع طالب العلم هذه الأحاديث وينظر في فقهها عند الإمام الذي يدرس مذهبه، ويجد أن هذه الأحاديث جمعت المهم والمتكرر حدوثه من مسائل الباب، ويبقى مسائل يسيرة لا تشملها هذه الأحاديث فهذا الجمع اختصر عليه شيئا كبيراً.
كذلك مثلا يشكل على جملة من طلاب العلم مسألة من يقدم قوله من المتعاقدين عند الاختلاف؟
ومسائل الاختلاف بين المتعاقدين مسائل كثيرة جداً يعسر حفظها بأعيانها، فلو عرف قواعد فيمن يقدم قوله ليسرت عليه إتقان التعامل مع مسائل الاختلاف بين المتعاقدين.
٥_ قد تكون مسائل الباب مترامية الأطراف فلو رَسمتَ لها خارطة ذهنية تجمع مسائل الباب وتيسر لك إتقانه، خاصة في مثل المتون التي يعوزها الترتيب كزاد المستقنع مثلا، فهو أحيانا يدمج الشروط بالمسائل الجانبية، وقد يذكر المسألة بشروطها ولا يوضح أن هذه شروط، فلو رسمت خريطة توضح لك مهمات مسائل الباب فإن هذا سوف ييسر لك فهمه وإتقانه.
٦_ اجعل مسائل هذا الباب مواضع بحث لديك، فمثلا : يشكل عليك فهم مسائل باب الرضاع، فاكتب بحوثا مختصرة في الرضاع خاصة بك غير قابلة للنشر في الوقت الحالي، لأنك إذا أردت أن تكتب فستقرأ كثيرا، وإذا كررت قراءة المعلومة في أكثر من مصدر رسخت في ذهنك واتضحت فحصل لك المقصود. لكن شاور شيخك أو أستاذك في الكتب التي تبحث منها ليرشح لك كتبا تناسب مستواك، فقد تراجع كتابا ويزيد في التباسك أكثر مما كنت قبل.
هذه خواطر بثثتها هنا من وحي الخاطر وهي غير مرتبة، فخذوها على علاتها، وانظروا ما يصلح لكم منها، فلكم غُنمُها، وعلى كاتبها غُرمُها.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد