هرتزل: مؤسس الوطن القومي لليهود


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

لم يكن يَعرف من العبرية حرفًا، ولم تطأ قدمُه القدسَ، وتعرَّض لسخريةٍ شديدة عندما طرح فكرةَ تأسيسِ وطنٍ قوميٍّ لليهود في فلسطين !

مات بالنمسا وأُوصى أن يُنقلَ رفاتُه بعدَ موته إلى فلسطين؛ لشدة إيقانه بتحقيق مشروعِه وهدفِه، نعم وهذا ما كان ...

زواجُه كان تعيسًا، أنجب ابنتينِ وطفلًا، ماتت ابنتُه الكبرى بمرضٍ عقليٍّ بسبب الإفراط في تعاطي المخدرات، فانتحر ابنُه في جنازة أُخته، والبنتُ الثانيةُ كانت مريضةً عقليًّا، عاشتْ غالبَ عمرِها بالمشافي والمصحات العقلية !

إلا أنَّ هرتزل كان مخلصًا لتحقيقِ هدفه، لم يَعتمد على نصوص التوراة المحرَّفة بتمكينِ اليهود في الأرض، ولم يتكلْ على تعاطف السُّذجِ مع مشروعه الصهيوني، بل جاهد لمشروعه بالمقالات والكتابة والتأليف، وبتنظيم مؤتمراتٍ لنصرة مشروعه، والتواصلِ مع سياسيي العالمِ حتى مع أعداء الصهيونية، وعقد مصالحاتٍ مع ساسةٍ العالم، وأقنع الأغنياءَ الصهاينةَ بتأسيس بنكٍ لتمويل مشروعِه ....

كلُّ ذلك معتمدًا على خبراته القانونيةِ في تحقيق هدفه؛ إذ كانت دراستُه وتخصصُّه في الحقوق والقانون ...

موقنًا بأنَّ الفكرةَ لا تموت وإنْ مات أصحابُها، أو تكالبَ العالمُ ضدَّهم !

إذا كان هذا حالُ المجرمينَ في الأرض، فكيف ينبغي أن يكونَ أصحابُ الحقِّ ودعاةُ الحريةِ والعدالة ؟!

وكما أقول وأُكرر: المسلم لا يعرف اليأس !

(الصورةُ مأخوذةٌ من فلمٍ نمساويٍّ بعنوان: هرتزل حامل لواء الشعب اليهودي، وليستْ حقيقةً كما شاع وانتشر بأنه مقطعٌ تاريخيٌّ، لاجتماعه مع أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد الثاني، هذا ما وصلتُ إليه بعدَ بحثٍ وتواصلٍ مع أسرة السلطان عبد الحميد رحمه الله وغفر له).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply