بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يعرف التطوع بأنه "الجهد الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمل مسئولية المؤسسة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية"
من خلال التعريف السابق يتبين لنا ماهية وحقيقة العمل الخيري ومن هو العامل في الأعمال الخيرية وتكمن تلك الحقيقة في عدة الأمور يجب معرفتها :
1-العمل الخيري عمل غير ربحي.
2-العمل الخيري ليس فيه شهرة ولاوجاهه.
3-العمل الخيري ليس عملا" وظيفي بحت.
4-العمل الخيري يرتكز نجاحه على الإخلاص والصدق.
5-العمل الخيري ليس فيه مركزية ولادكتاتورية بل قاعدته الشورى.
6-العمل الخيري مبني علي مبدأ التعاون بين الأفراد والجماعات.
7-العمل الخيري يهتم بالفكرة لا صاحب الفكرة.
إن معرفة هذه الحقائق والركائز أمر مهم في حديثنا عن تلك الصراعات القائمة في الأعمال الخيرية ففهم هذه الركائز واستحضارها من أهم الأسباب المعينة على تجنب تلك الصراعات المقيتة بين العاملين في الأعمال الخيرية .
صراع السلطة:
أقصد بذلك هو صراع السلطة على بعض المناصب من هياكل الإدارة أو الصراع على مركز يكون صاحبه قراره منفذ..
ولكن الذي أريد أن أحققه وأبينه في مقالي هذا هو: أن تلك الصراعات هي السلاح الذي يقتل به العمل الخيري وتدمره وتقلل من ثمرته وانتاجيته،كما أنها تبعث الفرقة والاختلاف بين العاملين والمسؤولين وتجعل العمل الخيري عملا" لايهمل هوية إسلامية ولاقيما" سامية ولا أهداف عالية ...بل وتجعل العمل الخيري يهتم بالشكل لا بالمضمون وبالكم لابالكيف.
ويجدر بنا طرح عدة أسئلة على هؤلاء العاملين في الجهات الخيرية ممن يصارع لأجل السلطة:
السؤال الأول: ماهو العمل الذي تجيده؟
السؤال الثاني: مامدي نجاحك في عملك الذي تعمله الآن؟
السؤال الثالث: ماهي انجازاتك التي حققتها؟
السؤال الرابع: هل ماتكتبه من تقارير مطابق للواقع والأعمال التي نفذتها ؟
السؤال الخامس:هل تتلذذ في عملك الخيري ومحتسبه عند الله أم أنك تشعر انك في عمل عادي ؟
السؤال السادس: لماذا تعمل في عدة جهات خيرية ؟
إن هذه الأسئلة السابقة كفيلة أن تجعل العامل يقف عند نفسه ويحاسبها ويعيد حساباته ويرتب أفكاره ولكن هذا بشرط إن كان قد جاوب عليها بصدق وشفافية .
إن صراع السلطة بين العاملين قد بلغ مبلغه فتجد الكل منهم يبحث عن مصلحته الشخصية فقط ومن مظاهر هذا الأمر:( أن يسعى رئيس الجهة الخيرية في توظيف من تربطه بهم علاقة شخصية فقط دون غيرهم ولايستقطب أصحاب الخبرات العلمية والعملية في العمل الخيري). ولذلك نتج عن هذه التصرفات قناعات وصور تعلقت وارتكزت في أذهان المجمتع وهي أن العاملين في المجال الخيري يبحثون عن مكاسبهم الشخصية أيا" كانت تلك المكاسب معنوية كانت أو مادية..
وللأسف وصل هذا الصراع في العمل إلى الصراع في القلوب فأثمر التباغض والتشاحن والكره بين العاملين .....
إلى أصحاب الصراعات أقول:
هل تظنون أن الأعمال التي تقومون بها إن تركتموها ستفشل أم تعتقدون أنها ستفشل إذا استلمها فلان من الناس؟
إن هذا التصور خاطئ جملة وتفصيلا والدليل على ذلك هو تقصيرك في عملك الآن والتخبط والعشاوئية..........إلى آخره من الملاحظات والمخالفات التي يراها الأعمى قبل المبصر...
ومن العجب أن يتطور هذا الصراع حتى يريد أحدهم أن يعمل في عدة جهات مختلفه (فلا هو أصلح عمله ولاهو ترك غيره يعمل )
وكأن المسألة أصبحت جمع كراسي وعضويات في كل الجهات من غير هدف مبرر ولامقصد سامي ولذلك يلزم العامل معرفة الأهم قبل المهم وترتيب الأولوليات وتحديد الأهداف حتى يستطيع تكريس جهوده في عمل يكون له فيه نفع وخير عائد على نفسه ومجتمعه
وماهذا الإلزام إلا لنرتفي بأعمالنا ومؤوسساتنا الخيرية.
ومن آثار هذا الصراع هو التخبط في العمل الخيري فلا تجد التكامل بين الجهات وأعمالها بل تجد تداخل غير مبرر في أعمالهم ....
ومن أبرز تلك المظاهر والملاحظات التي تبين حقيقة هذا الصراع هو تقوقع المسؤول على نفسه وعلى ثلة قليلة من أصحابه لا يعمل إلا معهم ولايريد غيرهم .....
وحتى نتصور هذا التقوقع والمحاباة والمحسوبية من قبل المسؤولين يلزمنا معرفة أساليبهم وطرقهم في اختيار موظفيهم والعاملين معهم ولذا هناك طريقين لاثالث لهما وهما:
الطريق الأول:
أن يختار أهل الثقة عنده أو كما نسميهم :(شلته) فهؤلاء يستطيع السيطرة عليهم بحكم العلاقة الشخصية..
والطريق الثاني:
أن يختار أهل خبرة وهؤلاء بالتأكيد سيطورون العمل الخيري ويبذلون جهدهم وإمكانياتهم لخدمة المجتمع.
ولكن للأسف فالناظر بعين البصيرة يعرف أن الجميع قد سلك الطريق الأول ولذلك كثر الفساد الإداري والمالي في شتى القطاعات والمؤوسسات بسبب وجود عاملين غير أكفاء في العمل الخيري أو الجهة الخيرية ..
وسأعطيكم مثالا" واحدا" يبين لكم هذا الفساد الذي كان سببه هو تلك المحسوبيات في اختيار العاملين والموظفين من قبل المسؤول..
المثال:
[التساهل في صرف الأموال الخيرية حيث تجد العامل يعطى مبلغا" من المال لأجل إنجاز عمل ما فتجد العامل يتصرف حسب رغبته فلا مقيد ولا حسيب ولذلك الكثير منهم يحضر فاتورة فارغة من قبل المحلات التجارية التي يتعامل معها ويكتب فيها مايشاء..
والأدهى والأمر من ذلك أن الإدارة الخيرية تعلم بذلك بل وربما تطلب منه أن يفعل ذلك لأجل التبرير والتقرير]....
ومما يبين حقيقة هذا الصراع هوممارسة سياسة الإستبداد من قبل قادة الأعمال الخيرية،أستبداد في الرأي وأستبداد في الفكر واستبداد في التعامل ...إلى غير ذلك من الممارسات التي يفعلها الرئيس في مؤسسته.
وأخيرا":
}توجيهات لقتل صراع السلطة في الأعمال الخيرية{
1.معالجة النفوس من حظوظها ومنها حب الظهور والشهرة والوجاهه وحب الصدارة والزعامة.
2.البعد عن سوء الظن بالعاملين فالنوايا علمها عند الله .
3.العمل الجاد الهادف ومقارنته بين الأعمال الأخرى بالأرقام والوثائق.
4.البعد عن تضخيم نقاط الخلاف الشخصي أو غيره.
5.ممارسة الجماعية في الأعمال والبعد عن ربطها تعلق بالأشخاص.
6.تنقية النفوس من الشوائب وتجنب الحسد وإغلاق باب النزغات التي تسبب الفرقة والتشتت.
7.لا تجعل أقرانك سببا" في تركك العمل بل تنافس معهم تنافس القرين مع أقرانه.
8.تقليص منابع («نا» العظمة) وعدم تصديق داء الكمال الوهمي فتظن أنك الوحيد الذي يسر على الطريق الصحيح وغيرك يسير في طريق أعوج.
9.يلزم جميع العاملين التعود على التعاون ومعرفة أصول التعاون وأننا نحتاج لبعضنا في خدمة الإسلام والمسلمين.
10.من الوسائل المهمة التي تسعى في تقليل تلك الصراعات هو الحوار فلابد أن نكون واضحين في طرحنا وكلامنا وأن نقبل الطرف الآخر ونحاوره حوارا" يكون هدفه التتاصح لا التفاضح.
هذا والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد