بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
المعلومات هي معطيات الواقع، والتفكير هو استخدام المعلومات المتاحة للوصول إلى نتائج محددة، والتفكير دون معلومات مستحيل، والمعلومات دون تفكير لا تسمى تفكيرًا، والتفكير لا يكون إذا لم تتوفر لنا المعلومات الكافية. (ص٧)
يحتاج الطفل إلى تعلم التفكير السليم في مراحل الطفولة المبكرة ليتبين اﻷسباب والعلل التي تكمن وراء اﻷشياء، ولكي يستطيع تفسير الظواهر التي تحدث أمامه، ويكتشف السنن التي تحكم الحياة فيسهل عليه التصرف ويفهم القوانين ويتعلم الانضباط، ويربط اﻷحكام بمسبباتها ويتوقع نتائجها، وبالتالي يصبح ما يقوم به صحيحًا وسليمًا اعتمادًا على التفكير السليم. (ص١١)
أكثر أفعال الصغار تقليد للكبار ومحاكاة لطريقتهم التي يتعاملون بها مع الطفل، فهم يقلدون آبائهم وأمهاتهم في سلوكياتهم وتعبيرات وجوههن وحركات أيديهم وألفاظهم دون أن يعملوا تفكيرهم فيما ما يرون وفيما يمارسونه. (ص١٤)
تفكير الصغار ليس هو محاكاة لما يقوله الكبار، فهم يحلون المشاكل ويفكرون بها ببساطة متناهية ولا يحسبون حسابًا للناحية المادية أو المعنوية، لذا لا بد من تعليمهم التفكير الصحيح العميق. (ص١٥)
يحتفظ الصغير بالرواية اﻷولى التي يسمعها، ويصعب تغييرها في ذهنه لاحقًا، ولذلك يسمون الطفل بالصفحة البيضاء، فما ينقش أول مرة يصعب محوه. (ص١٩)
كلما تعلم الصغير كيف يفكر جيدًا اتسعت مداركه أكثر وأصبح قادرًا على حل مشكلاته بطريقة أفضل. (ص٢١)
لا بد أن يتعلم الصغير لماذا يجب علبه القيام بشيء ما أو لماذا يجب عليه ألا يفعل شيئًا معين، فذلك يجعل اﻷمور بالنسبة إليه منطقية وليست مجرد أوامر يفرضها الكبار دون أي مبرر. (ص٢٢)
علينا التعرف على طريقة الطفل في التفكير، هل يغلب عليه التفكير المنطقي أم العاطفي أم الواقعي أم الخيالي، وذلك من أجل أن نتوصل إلى الطريقة المناسبة ﻹحداث التغيير المناسب عنده. (ص٤٠)
استعمال اللغة العربية الفصحى في برامج اﻷطفال الهادفة والمسلية وفي المسابقات الثقافية يشحذ ذهن اﻷطفال ويثري عقولهم بمفردات كثيرة ومعلومة لغوية تساعد على تقوية المهارات الغكرية لديه، وكل ذلك يتم بسلاسة دون عناء أو تعب. (ص٤٨)
التلفاز بشكل عام ضار على عقول اﻷطفال، فهو يسبب تدهور الذكاء وتفكك التفكير المنطقي، ﻷنه يبقي الذهن في وضع التلقي المستمر، فيعطل الدماغ عن النمو ويؤدي إلى ركود الذهن وإصابة الفكر المنطقي بالشلل، وسرعان ما يتسطح فكر الطفل ويسخف ويسف ويضطرب. (ص٦٤)
لا ينبغي أن يعتمد الطفل على اﻵلة الحاسبة في العمليات الرياضية أو على المعلومات الجاهزة التي تقدمها الحاسب اﻵلي، فهذا يقلل من كفاءته ويعطل دماغه من التفكير، واﻷفضل أن يتعود على البحث والقراءة حتى ينمي مهاراته العقلية. (ص٦٥)
كثير من أفلام الكرتون بها مبالغة غير طبيعية في الخيال، فالناس تطير في الهواء، ويسقط الحيوان من علو شاهق فلا يصاب بشيء، وتدهسه السيارة ويصبح كالورقة وخلال ثوان يعود كما كان، ويصور القط على أنه شرير والفأر لطيف، وأن الحيوانات تتكلم، والعالم في صراع وحروب وكل طرف يريد سحق اﻵخر، وإظهار المركبات الفضائية والمخلوقات الخيالية البشعة … الخ، فيجب على الوالدين تجنيب أبناءهم مثل هذه الرسوم المتحركة قدر الاستطاعة، ولو اضطرت إلى أن تجلس اﻷم بحوار صغارها وهم يشاهدون هذه المشاهد فتوضح أن هذا غير صحيح وهذ مجرد خيال لا حقيقة له، وهكذا. (ص٦٢)
ظروف ينبغي استثمارها لتحسين التفكير لدى الصغار: (ص٥٢ – ص٦٢)
مـلاحظـات الصغــار
يذكر الأطفال ملاحظات معينة حول بعض اﻷمور وذلك لقلة خبرتهم وضعف معرفتهم باﻷشياء، كأن يقول الصغير: جدتي تضع النظارة أسفل أنفها وإذا أرادت أن ترى اﻵخرين فإنها تنظر إليهم من أعلى النظارة، فما فائدة النظارة إذن؟ حينها يوكن توضيح اﻷمر له بأن الجدة لا يمكنها مشاهدة اﻷشياء القريبة فتستعين على رؤيتها بالنظارة، بينما لا تجد مشكلة في النظر إلى اﻷشياء البعيدة فتنظر إليها بعينها المجردة.
أسـئـلــة الطـفـــل
عادة ما يسأل الطفل أسئلة كثيرة وذلك ﻷنه بحاجة شديدة إلى معرفة ما يدور حوله، فينبغي استغلال السؤال في تطوير معارف الطفل وتفكيره، وينبغي في ذلك ألا يتم تجاهل سؤال الطفل إطلاقًا ولا السخرية منه مهما بدا غبيًا، ومن غير الجيد أن ترد على سؤال طفلك بسؤال بل أجبه بكل وضوح، وينبغي استغلال أسئلة الطفل بأن لا تقتصر اﻹجابة على السؤال فحسب، بل أضف معلومات أخرى متعلقة بالموضوع لتوسيع مدارك الطفل.
حـــب الاسـتـــطلاع
يتشوق اﻷطفال للاطلاع على كثير مما يدور حولهم فيظن بعض اﻵباء واﻷمهات أن هذا من قبيل الفضول، وهذا غير صحيح، بل بد أن يستثمر في توسيع دائرة الوعي لدى الطفل وتوسيع مداركه، ففي مثل هذه الحالات يمكن لﻷب واﻷم أن يجعلا ابنهما أو بنتهما أن ينظرا إليهما أثناء قيام أحدهما بإصلاح شيء أو تفكيك آلة معينة والتعرف على محتواها ﻹشباع جانب الفضول لدى الطفل وتطوير معلوماته.
الـــشـــــــــورى
يأتي الطفل أحيانًا فيستشير أمه أو أباه في أمر ما، كأن يسأل أمه عن أي ثوب يلبس؟ أو لعبة يستخدم؟ أو في أي مكان يلعب؟ وهنا على الوالدين استغلال هذه الشورى بأن تشير ابنك أو ابنتك بما يتناسب مع الوضع مع التوضيح عن سبب اختيارك، ولا تكون إجابتك قاطعة بل تترك الخيار في النهاية له أو لها.
المصاعب والمشكلات
تواجه الصغير بعض العقبات عندما يلعب فتجده يتذمر أو يتضايق وربما يبكي، فيمكن لﻷبوان أن يستغلا المصاعب التي يواجهها الطفل بأن يوضحا له سبب ظهور المشكلة وكيفية حلها دون مساعدة عملية من اﻷبوين إلا إذا احتاج الصغير لذلك، وبذلك يكون الصغير قد اكتسب معرفة جديدة حول أمر ما في حياته فيضاف ذلك إلى رصيده المعرفي مع الوقت
حتى يكون التفكير منطقيًا (ص٧٧ – ص٨٨)
تنحية بعض أنواع التفكير العاطفي المعارض للتفكير العقلي السليم.
التوفيق بين أقوال اﻷبوين وأفعالهم حتى تبدو منطقية للطفل.
الاتجاه إلى الواقعية وتوضيح الواقع للصغار بشكل واضح.
تقديم المعلومات الصحيحة والمقدمات المناسبة دائمًا.
الشمول في التفكير وتحري الدقة والصواب في كل شيء.
الهدوء والتعقل وضبط انفعالات الصغير وتحجيم رغباته.
المرونة في إلقاء اﻷوامر مع الوضوح في النصح والتوجيه.
تنمية الانتباه والملاحظة الدقيقة للطفل حول ما يدور حوله.
عدم الاكتراث لما يقوله الناس عندما يتعلم الطفل اﻷشياء الصحيحة.
التغذية الصحيحة والرياضة فالعقل السليم في الجسم السليم.
وسائل تساعد على تعليم التفكير للصغار: (ص٣٩ – ص٥١)
اﻹصغاء الجيد والاستماع لحديث الصغير.
الحوار والمناقشة فيما يطرحه الصغير.
إثراء معلومات الصغير وتنويع نشاطاته.
طلب رأي الصغير في بعض المناسبات.
الاهتمـام باﻷلعـاب التي تنمي الذكـاء.
النزهات الخلوية والرحلات والمخيمات.
اختـلاط الطفـل مع أقربـاءه وأقرانــه.
حكاية القصـص واستنباط الغوائد منها.
تعويد الصغيـر على القراءة والاطـلاع.
اختيـار المدرسـة الجيـدة والمناسبـة.
أسس تعليم الصغار التفكير المنطقي: (ص٢١ – ص٣٨)
تعليم الصغير اﻷولويات المهمة في حياته واﻷعمال الروتينية اليومية مع توضيح الحكمة منها، كالحكمة من الذهاب إلى المدرسة أو غسل اليدين قبل وبعد اﻷكل وغيرها … الخ
تعليم الصغير التوازن في سائر اﻷمور، فلا يأكل الكثير من الشوكولاتة ﻷنها ستضره، ولا يستخدم الماء بشكل كثير ﻷن هذا تبذير وفيه هدر للماء الذي هو نعمة من الله … الخ
تعليم الصغير القوانين الطبيعية للواقع واﻷشياء من حوله وأن لكل سبب نتيجة، فمثلًا: اﻹفراط في تناول اﻵيس كريم يؤدي للمرض، ورمي الزجاجة في اﻷرص قد يكسرها، وهكذا.
تصويب سلوك الصغير عند قيامه بالخطأ وعدم الاكتفاء بنهره وزجره، وذلك ليعلم سبب منعه اتيان ذلك السلوك، وأن ذلك يؤدي إلى إفساد اﻷشياء وخرابها، كأن توضح له أن الكتابة لا تصح على الجدران ﻷنها تجعلها متسخة.
سؤال الصغير عندما يقوم بشيء خاطئ عن سبب قيامه بذلك، فإن كان السبب جهله بعواقب ما يصنع فيجب تعليمه وتوجيهه، كأن يقال له أن اللعبة التي أخذتها ملك لغيرك ولا يصح لك استخدامها من غير إذنه، وإن كان يعلم ولكن تجاهل اﻷمر فإنه يزجر ويعاقب حتى لا يتربى على التصرف بأنانية وتجاهل السلوكيات الصحيحة.
تعديل سلوك الصغير وتربيته على اﻷخلاق الفاضلة وتعليمه أثرها على حياته وعلى اﻵخرين، وتوجيهه إلى اﻷصول الاجتماعية فذلك كله يوزن تفكيره ويحسن من أداءه.
السماح بالصغير بالتعبير عن أفكاره وآراءه والسماح له الاعتراض بأدب وذلك أن الصغير قد لا يقتنع بما يقال له أو قد يكون لديه رأي آخر قد يكون صوابًا، والتعبير عن الأفكار وسيلة للوصول إلى أفكار الطفل غير المكشوفة وضبطها وتقويمها.
توجيه الصغير ألا يكون إمعه يتبع كل شيء من أقرانه وممن حوله، وتوضيح أن ليس كل ما يفعله الناس صحيحًا، بل هناك أخطاء لا بد من التعرف عليها وعدم اتيانها حتى وإن رأينا غيرنا يفعلها.
ترك الطفل يحاول التصرف وحده حتى يتعلم بنفسه كيف يقوم ببعض اﻷشياء، ولا نتدخل بأنفسنا إلا إذا عجز، وتدخلنا لا يكون إلا للتوجيه والمساعدة، فإن استصعب القيام بشيء ما قمنا به عنه وعلمناه كيف يقوم به أو يؤديه، ولا ينبغي عمل اﻷشياء نيابة عنه بل لا بد من تعليمه ليقوم بذلك بنفسه.
تجنب القسوة والعنف في التوجيه تمامًا، فالعنف يحطم مهارات الطفل الذهنية فتسيطر عليه أفكار الخوف من العقاب أو القسوة فيضعف تفكيره وتتوتر نفسيته ويصاب بالتبلد الفكري.
ما يفسد التفكير المنطقي (ص٦٢ – ص٧٦)
أفلام الكرتون لاحتواء كثير منها على الخيال المبالغ فيه وقلب حقائق الواقع التي تؤدي إلى إفساد تفكير الطفل والمنطق لديه.
الحواسيب اﻵلية وأجهزة العرض: فهي تجعل الطفل متلقيًا مشلول التفكير بسبب ما تقدمه من محتوى لا يحتاج إلى إعمال التفكير.
اللوم والعتاب والسخرية من أسلوب تفكير الطفل وأفكاره والضحك من طرافة ما يقوله مما يجعله يتراجع عن نتائج تفكيره ويتركها.
إعطاء الصغير معلومات خاطئة ومضللة مما يتشكل في ذهنه مفهومات خاطئة تؤدي إلى التفكير الخاطئ وغير المنطقي.
الخرافات التي يسمعها الصغار كاﻷشباح والوحوش والتي تشكل أوهامًا ومخاوف لدى الصغير وهي في اﻷصل غير حقيقة، تعيق التفكير السليم لديه.
اﻷنانية والتعصب: فاﻷنانية تجعل الشخص لا يفكر إلا بنفسه، والتعصب يجعله منزوٍ نحو مجموعة يرى الحق فيما هي عليه، وما سواها على خطأ.
اللغة ومفرداتها: فالصغير قد يفهم بعض اﻷلفاظ على غير حقيقتها، فيجب تصويبها وتصحيحها لديه لسلامة التفكير والمصطلحات لديه.
الخبرات السابقة: فقد تشكل فهمًا مغلوطًا عن بعض اﻷمور ﻷنها مبنية على معلومات خاطئة يفقد بسببها التفكير الصحيح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد