بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ما نزل شيء من السماء أعز من التوفيق. والتوفيق طرائق قددًا، فقد يكون التوفيق كتابًا تقرأه في بواكير عمرك فيدلك على الله، ويغرس فيك محبة الخير، ويصحح لك المسار ما حييت .
من التوفيق أن يهديك الله لسماع محاضرة نافعة تغير فيك أشياء كثيرة، وتقربّك إلى الله. من التوفيق أن يهديك الله لشيخ مسدد يفتح لك آفاقًا في العلم والمعرفة، ويختصر لك دروب الطلب.
من التوفيق أن يرشدك الله لدعوات تتمتم بها دائمًا فتكون هذه الدعوات سببًا للعلم الذي حصلته، والهداية التي تتفيأ ظلالها، والإيمان الذي تنعم به، والبركات التي تحيط بك.
من التوفيق أن تكون في مناسبة، ويكون بجانبك أحد الأخيار، فيدلك على مشروع دعوي، أو عمل نافع بعد حديث عابر مع هذا الشخص لم تحسب له حسابًا.
يقول أحدهم: ألقى أحد المشايخ كلمة عابرة عن فضل الذكر وأهمية الورد الثابت للقلب، يقول: فمن سنوات وأنا ببركة هذا الكلمة لم أترك وردي من الذكر وهو في ازدياد.
وإن أردت استمطار التوفيق فدونك هذا الكلام العظيم لابن القيم حيث يقول: "وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكل شر فأصله خذلانه لعبده، وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك، فإذا كان كل خير وأصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد