بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أنه إذا سمع من أستاذه كلاماً وهو يعرفه أنّه يُصغي له إصغاء من لم يكُن سمع ذلك من قبل، وعليه أن يحذر من مساوقته الكلام أو مُداخلته الكلام أثناء سياقه؛ ليُريه أنه يعرف ذلك ، فإن من فعل مثل هذا كان منسوبا إلى الخفة وسوء الأدب.
قال بعض الحكماء: إن الأدب ألا يشارك الرجل غيره في حديثه وإن كان أعلم به منه، وأنشد: ولا تشارك في الحديث أهلهُ
وإن عرفت فرعه وأصلهُ
قال عطاء: [ إن الشاب ليتحدث بحديث ، فأستمع له كأني لم أسمع ، ولقد سمعته قبل أن يولده ] ..
وقال معاذ بن سعيد: كنا عند عطاء فتحدث رجل بحديث ، فاعترض له آخر في حديثه ، فقال عطاء : سبحان الله ، ما هذه الأخلاق ؟! ما هذه الأحلام ؟! إني لأسمع الحديث من الرجل، وأنا أعلم منه، فأريهم من نفسي أني لا أحسن منه شيئا .
قال ابن عبد البر : [ من سوء الأدب في المجالسة: أن تقطع علی جليسك حديثه ، أو تبدُرَهُ إلى تمام ما ابتدا به منه خبرا كان أو شعرا، تتم له البيت الذي بدأ به، تُريه أنك أحفظ له منه ، فهذا غاية في سوء المجالس، بل يجب أن تصغي إليه كأنك لم تسمعه قط إلا منه ]..
شرح رسالة آداب الدّارس والمُدرّس، صـ١٩٢
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد