بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
صراخ يتعالى في السماء من الرعب والهلع، يقول أحدهم: "سيدي المسيح العظيم، احمني واحم رجالي من هذا البلاء!".
كانت تلك هي ابتهالات لودفيغ، إمبراطور الصليبيين، المختلطة بصياحه وانفعالاته، حين غزا مدينة دمياط في مصر في القرن الثالث عشر الميلادي!
وسبب هذا الرعب والهلع والصراخ والاستغاثة هو ما صدمه وأذهله من التقنيات المتقدمة للأدوات والأسلحة القاذفة والفتاكة التي استخدمها المسلمون، المتقدمون علميًا، والتي كانت تحدث صوًتا مرعبًا ومدويًا، يزلزل الأرض، وينطلق في السماء كحمم البراكين، ويضرب الأعداء كالصواعق!
يقول روجر بيكون، المعاصر للأحداث:
"لقد تعرفنا على العديد من المعارف، واكتشفنا المزيد من الحقائق التي يمتلكها العدو ضدنا، والذي يحارب بسلاح لا يحتاج معه أن يقترب من الأجسام المعادية، التي يحطمها ويقضي عليها، دون استخدام سيفه، ولكنه سلاح من نوع آخر، يدمر كل من يقف أمامه أو يقاومه".
قال روجر بيكون ما سبق معبراً عن صدمته الحضارية من تقدم تقنية صناعة السلاح عند المسلمين، بعدما نقل له شهود العيان من فرسان الحملات الصليبية الذين عادوا مبهورين ومرعوبين من التقنيات المرعبة التي استخدمها المسلمون في حربهم معهم، ولم يكن لهم بها خبرة ولا معرفة ولا دراية إطلاقًا!
كان ذلك السلاح هو قذائف البارود المتفجرة ذات الحمم المهلكة، التي خلقت جوًّ من الرعب والهلع منذ انفجارات انطلاقاتها ثم عبورها في السماء كالشهب المشتعلة أو الصواريخ المحلقة، والتي كانت تصم الآذان بأصوات انفجاراتها، ولم يملك الصليبيون وملكهم حينها إلا أن يخروا متضرعين للمسيح في رعب!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد