بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كورونا هبطت علينا فقلبت حياتنا رأسًا على عقب. أربكتنا وأقلقتنا وفرضت علينا واقعًا لم يجرؤ على الاقتراب من خيالنا قبل شهور من الآن. ضربني القلق مثلما ضرب غيري، وتغيرت حياتي مثلما تغيرت حياة غيري. حاولت أن أبحث عن خلطة للتعامل مع كورونا، فوجدت خلطة فيها خمس:
أولها: الأخذ بالأسباب، لولا الأخذ بالأسباب ما تقدم آدم شبرًا واحدًا بعيدًا عن موضع هبوطه على الأرض، ولمات كمدًا وهو يرى نفسه يهبط من جنة قطوفها دانية إلى أرض موحشة ونائية. كثيرون أصابتهم كورونا تحدثوا عن إهمالهم وعدم أخذهم بالأسباب، هذا يكفي لتأخذ بأسباب الوقاية من كورونا دون نقاش.
ثانيها: نسبة الشفاء مرتفعة ونسبة الوفيات وإن كانت مؤثرة لكنها قليلة، وأعداد الناس الذين يموتون كل يوم لأسباب لا تتعلق بكورونا أكثر بكثير من الذين يموتون بسببها. الضغوط تحول دون إدراكنا للحقائق، والقلق الشديد يعطل عقولنا عن العمل.
ثالثها: تعددت الأسباب والموت واحد، إذا جاء الأجل سنموت حتى ولو كنا في كامل صحتنا وعافيتنا، وإذا لم يحن الأجل سنعود حتى ولو دخلنا في سكرات الموت.
رابعها: القرب من الله، كورونا آية من آيات الله، الانسان مهما عظمت إمكاناته وتطورت قدراته يظل ضعيفًا لا حول له ولا قوة، يتقلب في يد الله، وتتبدل أحواله بكن فيكون، كورونا يعلن أنك ضعيف وضعيف جدًا ولا تملك سوى أن تتقوى بالله، وإذا لم تغيرك كورونا غالبًا ستموت على ما أنت عليه. فيروس يقربك إلى الله هو نعمة كبيرة من الله.
خامسها: وبعد أن تشغل نفسك بالله أشغلها بممارسة هوايات أو تحصيل معرفة أو مهارات أو قراءات أو تفاعلات، إفعل أشياء كنت تتمنى فعلها أويمكنك فعلها أو تحب فعلها أو آن الأوان لفعلها. سعيد من يغيره الوباء.. تعيس من يمر عليه مرور الكرام.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد