بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
غالب ذكر "سوء الخلق" عند الفقهاء يكون في كتب الشهادات والنكاح والعشرة وتفاصيل العيب الذي يجعل المفارقة خيارًا، لكن هاهنا فرعٌ لطيف متسقٌ مع شهرنا المبارك، جاء في مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح:
"كره للصائم سبعة أشياء ذوق شيء"
ثم قال: "وللمرأة ذوق الطعام إذا كان زوجها سيء الخلق لتعلم ملوحته وإن كان حسن الخلق فلا يحل لها"
علّق الطحطاوي في حاشيته:
"أي: فيما يتعلق بذلك ولذا قال في الشرح سيء الخلق يضايقها في ملوحة الطعام وقلة ملحه أما لو كان سيء الخلق في غير ذلك لا يباح لها" [1]
وهذا التفريق حقّ، فمن الناس من يدقق في مطعومه حتى يخرج عن حد حسن الخلق، وهو أسمح في موضوعات أخرى، والمؤمن يرى التسامي والتغافل والمجاملة في هذه الأمور من المعاشرة بالحسنى، وأن التدقيق إسفاف ووهن في المروءة؛ وقد أسند الخرائطي إلى إبراهيم الجوهري قوله: "كانوا يكرهون مداقّ الأخلاق، ويستحبون أن يكون فيهم غفلة السادة" [2]
وجاء في لسان العرب هذا المعنى، وجعلوا التدقيق من الإسفاف؛ قال ابن منظور : "وفي الصحاح: أَسَفَّ الرجلُ أَي تتبع مَداقَّ الأُمور"[3]
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، واجعلنا ممن تلبّس بأخلاق السادة؛ الذين تراهم مطمئنين، هينين، أنفسهم منهم في عناء، ومَن حولهم منهم في عافية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
[1] ص679
[2] مكارم الأخلاق للخرائطي ص189
[3] لسان العرب (9/ 154)
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد