وكلكم مسؤول عن رعيته


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

ليس صحيحا أننا لن نُسأل يوم القيامة إلا عن أنفسنا، بل سنُسأل كذلك عن مسؤؤلياتنا الواجبة علينا تجاه غيرنا، (وكلكم مسؤول عن رعيته)

ومن جُملة ما سنُسأل عنه:

موقفنا من الفساد في الأرض والظلم الحاصل فيها: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم)

وموقفنا من المنكرات التي يمكننا إنكارها أو تخفيفها،

ومن المعلوم في كتاب الله، أن من أعظم أسباب العذاب: انتشار الفساد والمنكر دون نهي أو إنكار، كما أن من أهم أسباب النجاة: النهي عن السوء وإنكاره: (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس).

وهذه الآيات ليست خاصة بأمة من الأمم الماضية فكان لهم حارّها ولنا قارّها! -أي لهم شدتها ولنا سعتها-

بل هي عامة شديدة على الجميع.

هذا وإن من أشد (المنكرات) المنتشرة اليوم: ثقافة عدم إنكار المنكر.

وكذلك: انقلاب أولويات الإنكار؛ فتجد البرود تجاه أعظم المنكرات في مقابل الغضب والانبعاث تجاه ما يمس الأطر الضيقة للإنسان.

كما أن من أشد المنكرات اليوم: تشكيك المسلمين في أصول دينهم وتمويه ثوابت شريعتهم وتلبيس الحق بالباطل، ونشر الشبهات وتمرير الانحطاط الأخلاقي تحت مظلات فكرية واختيارات شخصية. والواجب مواجهة هذا المد وسيُسأل من كان بإمكانه حماية دين الناس فأعرض عن تقديم شيء بلا عذر، فضلا عمن كان منشغلا بأمور تزيد الناس فتنة.

 

وتأمل معي طويلا ما قاله ابن القيم رحمه الله وهو نص يحفظ:

 

"وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها، وهو بارد القلب ساكت اللسان؟

-شيطان أخرس- ، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق.

وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين ؟

وخيارهم المتحزن المتلمظ!

ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه.

وهؤلاء - مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم - قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب; فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى ، وانتصاره للدين أكمل"

إعلام الموقعين

 

ومن مسؤولياتنا: واجبنا تجاه المسلمين المحتاجين (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد)

ورابطة الإسلام لها حقوق أثبتتها الشريعة.

 

وهذا كله في حدود الاستطاعة وما يمكن، والله على كل شيء شهيد.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply