بوصلة المصلح


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

لا تنحصر رسالة المصلح الصادق في (منبر) معين، ولا في مساحة محددة، بل هي متصلة بأنفاسه، لا تنقطع إلا بانقطاعها.

إن البرامج التعليمية، والحسابات النافعة ونحوها، ليست إلا (وسائل) يتخذها المصلح للدعوة إلى الله تعالى ونفع الناس، وقد يظن البعض أن هذه (الوسائل) إنما هي الصورة الوحيدة لقيام المصلح برسالته، وأن انقطاعه عنها لأي سبب يعني انتهاء رسالته، وتوقف مشاريعه = وهذا غير صحيح.

 

إن المصلح الصادق لا تغره أرقام المتابعين، ولا أعداد المشاهدين، ولا كثرة المنتسبين لبرامجه، إذ إن نجاحه الحقيقي هو في تحقيق عبوديته لله تعالى بالقيام بدينه، وتبليغ العلم النافع، والإصلاح ما استطاع، ثم إن بارك الله له فيما قدم فانتفع به الناس فهو يدرك أن هذا الفتح والبركة إنما هي من الله سبحانه وتعالى فيحمده ويشكره، ويفرح بنعمة الله عليه وعاجل بشراه له.

 

ثم إن المصلح الصادق لا (ييأس) ولا (يُحبط) إن عرض له عارض أو مانع في (وسيلة) من (وسائل) دعوته إلى الله، فضلا عن أن ينقلب على عقبيه؛ لأنه يتعامل مع الله سبحانه في رسالته، ويسلّم له، ويستسلم لأقداره، ويتحرى ما يرضيه في كل أحواله.

 

فالمصلح لا يتعامل مع وسائل الدعوة على أنها (دكاكين تجارية) إن توقف منها شيء = خسر تجارته وقلت أرباحه؛ لأنه قد دخل في تجارة لا خسارة فيها البتة،، وهي التجارة مع الله سبحانه: (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) وقال سبحانه: (فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به)

فالمصلح الصادق القائم بأعباء الدين يضع نصب عينيه هذه الآية وهو قائم على تجارته الرابحة مع ربه سبحانه؛ وهي قوله: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد)

 

فالحمد لله على دينه،

والحمد لله على كتابه،

والحمد لله على نبيه ،

والحمد لله على نعمه،

والحمد لله على جلاله وكبريائه وعظمته.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply