شمولية القرآن على حياة الإنسان


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) الآية٩ من سورة الاسراء أي أعدل وأصوب.

قال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء) الآية ٨٩ من سورة النحل.

يقول عبد الله ابن مسعود : يبين لنا هذا القرآن كل علم وكل شيء فإن القرآن أشتمل على كل علم نافع من خبر ماسبق وعلم ما سيأتي وحكم كل حلال وحرام وماالناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم.

وعند التأمل في القرآن نجد ذكر الخلق والسماوات والأرض والدواب والنباتات وكل خير من حثً على الإحسان وبر الوالدين وكثيرً من الخيرِ للناس.

 

 -حياة الإنسان البداية والنهاية: بداية الإنسان وكما نعلم هي عندما خُلق سيدنا آدم عليه السلام قال تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقهُ وبدأ خلق الإنسان من طين) السجدة قال تعالى: (إذ قال ربك للملائكة إني خالِقٌ بشرًا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) ص (والسجود هنا سجود تحيه وإكرام وليس سجود عباده). قال تعالى: (والله خلقكم من تراب) فاطر وهذه كلها وهذه كلها إشارات ودلالات على بداية خلق الإنسان وهو سيدنا آدم عليه السلام.

 قال تعالى: (الذي خلقكم من نفسً واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساءً) النساء وهنا إشاره إلى بداية الخلق من ناحية التكاثر .

 (وقال بعض أصحاب النبي محمد صل الله عليه وسلم ان آدم عليه السلام كان يولد لزوجته ذكر ومعه أنثى فكان يزوج غلام البطن الاول من أنثى البطن الثاني . وهذا القول لايخالفه عقل او منطق -من تفسير الطبري) .

قال العيني رحمه الله تعالى: والأحكام شرعت لمصالح العباد وتتبدلُ باختلاف الزمان.

 فلا شك أن نكاح الأخوات كان مشروعاً في شريعة آدم عليه السلام وبه حصل التناسل وهذا لا ينكره أحد ونسخ ذلك في شريعة غيره ... " . انتهى من " شرح سنن أبي داود " (4 / 356).

 قال تعالى: (لكلٌ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا) المائدة أي سنة وسبيلا وقالوا شريعة وسبيلا ثم هذا إخبار عن الأمم المختلفة الأديان ، باعتبار ما بعث الله به رسله الكرام من الشرائع المختلفة في الأحكام المتفقة في التوحيد.

(يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث) أي الرحم والبطن والمشيمه (كل نفسً ذائقة الموت) (أينما تكونوا يدركم الموت) هذه هي بداية الإنسان في الحياة على هذه الأرض وعند انتهاء هذه الحياه لن تكون النهاية فبعدها البداية الابديه.

جنة النعيم: (وادخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناتٍ تجري من تحتها الانهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام ) (ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود)(لهم مايشاءون فيها ولدينا مزيد) اي ماطلبوا أحضر لهم -تفسير ابن كثير.

 أو عذاب الجحيم: (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار)البقرة 167 .

(والذين كفروا وكذبوا بآيتنا أولئك أصحاب الجحيم) المائدة 10 .

 

-الجوانب الأخلاقية في القرآن : ذكر الله لنا أخلاقيات وآداب تفيدنا في آخرتنا وتفيدنا في حياتنا ومواقفها وسوف نذكر بعضًا منها : (وبشر الصابرين "الذين إذا أصابتهم مصيبةُُ قالوا إنا لله وإنا إليه لراجعون) (وقولوا للناس حُسْنا) أي كلموهم طيبا (ياأيها الذين آمنوا لايسخر قومٌ من قومِِ) وهنا نهي عن السخريه . (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) (ياأيها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) والمن والأذى يكون أثره سيء على النفس. (وقضى ربك ألا تعبدوا الا إياه وبالوالدين إحسانا) ويكون الإحسان للوالدين بكل الاقوال والافعال الحسنه . (ولاتكتموا الشهاده) (إن الله لايحب من كان مختالاً فخورا) (ولاتبخسوا الناس أشياءهم)

 

-الجوانب الاجتماعية في القرآن: (واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامي والمساكين والجارِ ذي القربى والجارِ الجُنبِ والصاحبِ بالجنبِ وابن السبيل وماملكت أيمانكم) وقوله الجارذي القربى أي الجار ذو القرابه الجار الجُنبِ أي الذي ليس بينك وبينه قرابه الصاحب بالجنبِ أي الرفيق وابن السبيل أي المسافر .

 يقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى الأرحام هم الأقارب من جهة الأم ومن جهة الأب فالآباء والأمهات والأجداد والجدات وأولادهم والعمات والخالات والأعمام والخوال وكلهم داخلون في قوله تعالى: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) (إن الله يامر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى) وهنا إشاره إلى الإحسان بذي القربى .

 

-الجوانب التنظيمية في القرآن: جاء القرآن منظماً وحافظاً للحقوق قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) أي العهود (ان الله لايحب الفساد) (ياأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدينً إلى أجل مسمى فاكتبوه) (وأحل الله البيع وحرم الربا) والربا هو الزيادة على رأس المال وقال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا لاتاكلوا الربا أضعافاً مضاعفه واتقوا الله لعلكم تفلحون) ومن فوائد تحريم الربا أن لايستغل بعض الناس حاجات الآخرين وياخذوا زيادة في المال من غير وجه حق .

(ولاتقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده) (ولاتبخسوا الناس أشياءهم ولاتعثوا في الأرض مفسدين) هذا هو القرآن المجيد: ومن أسمائه التي استمدها العلماء من القرآن نفسه: التنزيل، الآيات، الكتاب، القرآن، الحق، التذكرة، الهدى، الوحي، الصراط المستقيم، التبيان، الصدق، المفصل، الحديث، الرحمة، النور، النذير، كلام الله، القول الثقيل، القول الفصل، العربي، الحكيم، الحكمة البالغة، العلم، القصص، البشير، الموعظة، المبارك البصائر، الشفاء، النبأ العظيم، الفرقان، المجيد، الروح، البلاغ، حبل الله، البرهان، أحسن الحديث المثاني، السراج، المبين، وغير ذلك من الأسماء والصفات. وقد بين العلماء حكمة تعدد الأسماء فقال الفيروز آبادي: (أعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى أو كماله في أمر من الأمور، أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته، وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدته وصعوبته، وكثرة أسماء الداهية دلت على شدة نكايتها، وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته، وكثرة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم دلت على علو رتبته وسمو درجته، وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه وفضيلته) -تم إقتباس الأسماء من موقع الدرر السنيه.

(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply