بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يواجه التاريخ الإسلامي حملة شعواء في محاولة لطمسه كسائر المحاولات لطمس معالم هذا الدين العظيم، وتنوعت وسائل الطمس من تشويه وتزييف وتغييب، حتى نشأت أجيال تجهل تاريخها وتاريخ الأفذاذ فيه، فسار أغلب الناس بلا قدوة ولا دليل حتى صارت على شفا جرف هار يصعب معه الثبات، وتزل الأقدام مع أول شبهة أو شهوة، لذلك كان من واجب أمة النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تحيي هذا التراث الشامخ وأن تنفض الغبار عن رموزه وأعلامه كمحاولة لتثبت الأقدام وترسيخ الاعتزاز بأبناء هذا الوحي الرباني والمنهج الإسلامي الناصع.
• الإمام ابن عساكر –رحمه الله-: هو الإمام المحدث الحافظ أبو القاسم ثقة الدين على بن الحسن الشافعي الدمشقي، اشتهر بابن عساكر
- قال السبكي عنه: هو ناصر السنة.
- قال النووي هو: حافظ الشام بل حافظ الدنيا.
- مؤلفاته لا تحصى أشهرها كتابه الموسوعي «تاريخ دمشق».
- بيته كله بيت علم من الآباء والأولاد والزوجة والأقارب.
- بنى له السلطان نور الدين «دار السنة» ليعلم الناس العلم.
- كان يختم القرآن كل جمعة، ولا يترك صلاة الجماعة، وفى رمضان يختم القرآن كل يوم.
- حسن خاتمة.. قال أبو شامة: أخبرني من حضر وفاته: قال: صلى الظهر ثم جعل يسأل عن العصر، فقيل له: لم يقرب وقتها، فتوضأ ثم تشهد وهو جالس، وقال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً.
لقنني الله حجتي، وأقالني عثرتي، ورحم غربتي، ثم قال: وعليكم السلام.
فعلمنا أنه قد حضرت الملائكة. ثم انقلب على قفاه ميتاً.
يقول المؤرخون قبل وفاته لم تمطر دمشق شهور ويوم جنازته هطلت الأمطار كأنها تبكى علمه وصلاحه في الأرض
وحضر جنازته وشيعه إلى قبره السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي.
فاللهم ارزقنا حسن الخاتمة يا رب العالمين.
• الإمام الكسائي -رحمه الله-: كان راعياً للغنم حتى بلغ ٤٠ عاماً، وفى يوم من الأيام وهو يسير رأى أمّا تحث ابنها على الذهاب إلى الحلقة لحفظ القرآن، والولد لا يريد الذهاب، فقالت لابنها: يا بني اذهب إلى الحلقة لتتعلم حتى إذا كبرت لا تكن مثل هذا الراعي !!
فقال الكسائي :أنا يضرب بي المثل في الجهل، فذهب فباع غنماته، وانطلق إلى التعلم وتحصيله فأصبح: إماماً في اللغة .. إماما في القراءات .. وصار يضرب به المثل في العلم وكبر الهمة.
• البخاري –رحمه الله-: قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: خلف بن أحمد كَانَ أَمِيرَ خُرَاسَانَ، هو الّذي أخرج البخاري محمد بن إسماعيل من بخارى وطرده عنها، فدعا عليه البخاري فَلَمْ يُفْلِحْ بَعْدَهَا، وَلَمْ يَبْقَ فِي الْإِمْرَةِ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ شَهْرٍ حَتَّى احْتِيطَ عَلَيْهِ وعلى أمواله وَأُرْكِبَ حِمَارًا وَنُودِيَ عَلَيْهِ فِي بَلَدِهِ ثُمَّ سجن من ذلك الحين فمكث فِي السِّجْنِ حَتَّى مَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَهَذَا جَزَاءُ مَنْ تَعَرَّضَ لأهل الحديث.
• من عجائب شيخ الإسلام ابن تيمية التي تدل على أخلاقه العالية وسلامة صدره، ما ذكره ابن كثير رحمه الله: أن شيخ الإسلام لما ألف كتابه "الاستغاثة" ترصد له ابن البكري الصوفي على الطريق ومعه جماعة من أصحابه وضربوا شيخ الإسلام ضربًا شديدًا حتى طرحوه على الأرض ثم هربوا.
تجمع الناس بعدها ومعهم الجند وطلبوا من شيخ الإسلام أن يأذن لهم بالانتقام من ابن البكري فرفض شيخ الإسلام وقال لهم:
"إما أن يكون الحق لي أو لكم أو لله؛ فإن كان لي فهو في حلٍّ، وإن كان لكم؛ فإن لم تسمعوا منى فلا تستفتوني، وافعلوا ما شئتم، وإن كان لله، فالله يأخذ حقه كيف شاء متى شاء "..
لكنهم لم يكترثوا بكلام شيخ الإسلام وسعوا في طلب ابن البكري في كل مكان.. لم يجد ابن البكري مكانا يختبئ فيه إلا بيت شيخ الإسلام..
أواه شيخ الإسلام وخبأه حتى يشفع له عند السلطان فيعفو عنه، وقد فعل
وهذا الموقف العجيب جعل بعض علماء الأشاعرة يقولون عن شيخ الإسلام: تخلق بأخلاق لا تكاد تحصل إلا لأنبياء الله تعالى وأفراد الناس... رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة واسعة.
• قال الدكتور سفر الحوالي: والواقع أننا في عصر ناقتُه النفط، ومعبوده الذهب نفسه، وليس العجل الذهبي كما كان اليهود، وغرقده ليس الشجر فقط بل الجيوش العربية !! ودجَّاله الإعلام ... وسحره حب الدنيا، ومنافقوه الليبراليون والعلمانيون، وطواغيته الخمسة هم أعضاء مجلس الأمن الخمسة، وكفره اتباع النظريات والفلسفات، وفرعونه الطواغيت، وعادُه أمريكا، وهي أيضا سدوم، وأصنامه الأهواء والشهوات وأصحاب النظريات، ومُطَـــــــــفِّفوه هم الشركات الاحتكارية، ومراجعه خزانات الفكر ومراكز البحوث .
أما أعداء ذلك كله فهم أهل الإسلام، ولكن لله خزرج وأوس في كل عصر، ولكل زمان مهاجروه وأنصاره، ولا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق منصورة. [كتاب المسلمون والحضارة الغربية].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد