التعريف بالعملات الرقمية وفلسفة البيتكوين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

العملات الرقمية ظهرت مع بحث لـ "ساتوشي ناكاموتو" وهو شخصية مجهولة، بالعموم فلها أثر مادي على الأرض وإن كنا نجهل هذا الشخص.

قام هذا الرجل بعد ظهور شبكة البلوكتشين، سلسلة الكتل كاختراع عبقري، باختراع عملة عبارة عن مجموعة من البرمجيات عصية على الاختراق، طبعًا حتى الآن، وذات قيمة مالية، لأن الشيء كلما كان ذا ندرة كلما كان له قيمة مالية.

هذه البرمجيات ذات القيمة المالية يمكن استخدامها بذات استخدام العملات الورقية، وتقوم بإصدارها شركات برمجية وأحيانًا جهات مجهولة كالبيتكوين كما فعل ساتوشي. ويقوم الناس باستعمال هذه النقود أو العملات الرقمية في تعاملاتهم العقدية واليومية بدلًا من العملات الورقية، هي صالحة للقيام بهذا الدور، لكن يكون الأمر بشكل مباشر وبعيدًا عن سلطة البنوك المركزية.

هذه هي الفكرة أو التعريف المبسط للعملات الرقمية، لكن هذه العملات عندما اطلقها ساتوشي ناكاموتو -البيتكوين- أصدرها بفلسفة، بمعنى؛ قال أنه جاء بهذا الاختراع ليزيح الدولار والهيمنة الأمريكية عن الاقتصاد العالمي، العالم كله مرتبط بالدولار الأمريكي وبسياسات أمريكا بالتالي، اليوم هو جاء بعملة تصلح أن تكون مرجع لجميع العملات واحتياطي لعملات الدول، ووسيط في التبادل بين الناس، ولكن صادرة عن جهة لا مركزية لا تملكها دولة معينة، وبكميات محدودة لا تقبل الزيادة، فإذا أردت أن تأخذ شيء من هذه العملات بعد اكتمال إصدارها، إنما عليك أن تدفع أكثر، وبالتالي أموالك ستكون في نماء وليس في نقصان كما هو الحال مع العملات الورقية، هذه العملات لها فلسفة، فلسفتها هي الحرية المالية الفردية، أن الإنسان له الحرية المطلقة في أمواله دون أي رقابة من الدول من خلال التعامل مع شبكة البلوكتشين.

أيضًا من فلسفة هذه العملات السيادة الكاملة على المال الشخصي، فمثلًا عندما يكون عندك مال ورقي، تقول أن لي السيادة الكاملة لدي، وأضعه في خزنتي في غرفةٍ في منزلي، ولا أحد يملك السيادة إلا أنا، لكن في حقيقة الأمر ليس كذلك، هذا المال لو بقي عشرة سنوات في خزانتك ستجد أن قيمته انخفضت إلى النصف أو الأقل أو تلاشت قيمته بسبب التضخم، إذن لا سيادة حقيقية على المال، في حين أن العملات الرقمية السيادة حقيقية على المال، وكذلك الحال بالنسبة لقيمتها هي عصية على فقد قيمتها ونحن نتكلم هنا عن البيتكوين تحديدًا لا عن سعر العملات الرقمية، عصية عن التلاشي وذلك أنها محدودة الإصدار، وبالتالي فقيمتها في نماء وليس في انخفاض بسبب التضخم، لأنها لن تعاني من مشكلة التضخم.

أيضًا هذا المال له فلسفة ثانية من الأمور التي ذكرها ساتوشي في ورقته عندما أصدر البيتكوين أنه جاء لاستبدال الضمان -ضمان مزعوم وليس حقيقيًا- الذي تؤمنه الجهات المركزية والبنوك المركزية المصدرة للعملات الورقية، أبدله بالتحقق التام والكامل من المعاملات قبل إتمامها بواسطة البلوكتشين.

لماذا ضمان البنوك المركزية هو مزعوم وغير حقيقي ووهمي؟ لأن العملات في كثير من البلاد تلاشت قيمتها دون أن تعوض هذه الحكومات والبنوك أصحاب هذه العملات بأي نوع من أنواع التعويض، وبالتالي هذا ضمان مزعوم وليس حقيقيًا بالمطلق.

-تم تفريغ المقال من صوتيات للدكتور حول الكريبتو-

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين