هلم يا عباد الله لنتوب


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

اتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واعلموا أنَّ أعظمَ ما يُوصِي به المرءُ أخاهُ في اللهِ، أنْ يتَّقي اللهَ ربَّهُ ومولاهُ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، وسارعوا إلى مغفرةِ ربكم وجنَّاتهِ، وأجيبوا داعيَ اللهِ واسعوا لمرضاتهِ، بادروا زمنكم واستثمروا لحظاتهِ، وتعرضوا لنفحاتِ ربكم ورحماتهِ، وتزودوا ما وسِعكم من طاعاته وعباداتهِ، فما أسرعَ أن يمضي العمرُ وتنقضي أوقاتهُ .. اليومَ عملٌ ولا حسابٌ، وغدًا حسابٌ ولا عملٌ، والكيِّسُ الفِطن من دانَ نفسَهُ وعمِلَ لما بعد الموتِ، والعاجِزُ المتواني من أتبعَ نفسَه هواها، وتمنَّى على الله الأماني .. ثم تأمَّلوا يا عبادَ اللهِ في الأحوال، وانظروا في العواقِب، فالسعيدُ من لازَمَ طّاعةَ ربه ومولاهُ، ورفعَ أكُفَّ الضراعةِ مخلصًا ودعاهُ، وجدَّ في محاسبةِ نفسهِ وإصلاحِ ما اجْترحت يداهُ، والمخذول: مَن ركِبَ سفينَةَ غيِّهِ وهواهُ، وانساقَ مع النفسَ والشيطانَ فاردياهُ .. {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} ..

 

بالذكرى يا عباد الله: تلينُ القلوبُ وتخشَع، وتنجَلي غُيومُ الغَفلةِ وتتقَشَع، فطوبى لمن كان لنفسه ناصحًا، واجتهد أن يكون عملَهُ كله صالِحًا، ولوجه اللهِ تبارك وتعالى خالِصًا .. وللهِ يا عباد الله: فكم من الأعمارِ أمضينا، وكم من العبرِ والعظاتِ عايشنا، وكم من الفرصِ السانحة مُنحنا، وكم من المواسمِ الفاضلة أدركنا، وكم من النصائحِ والمواعظِ سمعنا، فإلى متى يا عباد الله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}..

 

معاشر المؤمنين الكرام: العاقلُ الموفق: من تفكّرَ في مآله، فجدَّ واجتَهدَ في صالح أعمالِه، نظرَ في المصِير فجانَبَ التّقصيرَ، خافَ من ذُلِّ المقامِ بين يديِّ الملكِ العلام، فاجتنَبَ الحرامَ وهجرَ الأثام .. وللهِ درُّ أقوامٍ إِذا مسَّهم طائفٌ من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون، نظروا في عيوبهم, فاستغفروا لذنوبهم، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون، {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} ..

من بادرَ الأعمالَ استدركَها، ومن جاهَد نفسَه مَلكَها، ومن سارَ على الطريق سَلكها، ومن طلب التّقوى بصدقٍ أدركها .. {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} ..

 

ها هي التوبةُ يا عباد الله: قد فُتِحتَ لنا أبوابُها .. وحلَّ بيننا زمانها وآنَ أوانُها .. فهلمَّ أيَّها الكرام: هلمَّ لنجدِّدَ توباتنا، وأنَّ نفِرَّ سِراعا إلى مولانا ومالك أمرنا .. فهو القائلُ سبحانه وبحمده: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .. فأدعوكم أحبتي في الله ونفسي, لأن نفتحَ صفحةً جديدةً مع الله، ولتكن صفحةً بيضاءَ مُشرقة، نبدأها بتوبةٍ ناصحةٍ صادقةٍ، ونيَّةٍ وعزيمةٍ مُؤكدةٍ موثَّقة، وأنَّ لا نفرِّطَ كما فرطنا في الفرص السابقة،  فرحمَ الله عبدًا سارعَ إلى طاعة ربهِ ومولاه، واتخذَ قرارهُ عازمًا وغلبَ هواه؛ فكان له من عظيم الأجرِ ما تقرُّ به يومَ القيامةِ عيناه: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} ...

 أمَا وقد ارتبطت التوبةُ في أذهان الكثيرينَ بالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فكأنها لا تُناسبُ إلا العُصاةَ والمذنبين فقط،  فإنَّ هذا تضييقٌ ليس بصحيح، فالتوبةُ ليست لمغفرة الذنوبِ فقط، بل هي بذاتها عبادةٌ جليلةٌ مُستقلةٌ، مُطلوبةٌ من الجميع, الصالحُ والطالح، المحسنُ والمسيء، المذنبُ وغير المذنب، الجميعُ مُطالبٌ بالتوبة، وبشكلٍ مُستمرٍ ومتجدد، وفي كلٍّ وقتٍ وحين .. تأمَّل قولَ الحقِّ جلَّ وعلا: {وَتُوبُوا إِلى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ} .. وقولهِ عليه الصلاة والسلام: "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوبُ إلى الله في اليوم مائةَ مرة"، فإذا كان هذا حالُ سيدِ البشر، من غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما الذي ينبغي أن يكونَ عليه حالُ المقصرين أمثالنا ..

 

ثم إنَّ التوبةَ يا عباد الله: من أحبِّ الأعمالِ الصالحةِ إلى اللهِ، ففي الحديث الصحيحِ: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أَحَدِكُمْ إِذَا اسْتَيْقَظَ علَى بَعِيرِهِ، قدْ أَضَلَّهُ بِأَرْضِ فلاةٍ" ... وإذا كان المؤمنون جميعًا مُطالبون بالتوبة، بنصِّ قولهِ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} .. فهذا دليلٌ على شدَّةِ أهميتها، وعلى أنَّ الجميعَ في أمسِّ الحاجةِ إليها .. وكما أنَّ المؤمنينَ جميعًا في احتياجٍ مُتجدِّدٍ للهدايةِ .. ولذلك يدعونَ اللهَ باستمرار: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} .. فهم كذلك جميعًا في احتياجٍ مُتجدِّدٍ للتَّوبة .. فجدِّدوا يا عباد الله توبتكم، وتداركوا بصادق الرغبةِ ما فاتكم، واحذروا الغفلاتِ فإنَّها دركاتٌ، وبادِروا نفيسَ الأوقاتَ، واستكثِروا من الطاعات والصالحات، ونافسوا في الخيرات والمكرمات، وتعرضوا للرحمات والنفحات .. والجِدَّ الجِدَّ تغنَمُوا، والبِدارَ البِدَارَ أن لا تندَمُوا .. {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} .. بارك الله ..

 

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى ..

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، فَعَلَى قَدرِ الصِّدقِ يَكُونُ الفَوزُ، قال جلَّ وعلا: {فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}، ولا بدُّ للصدق من دليلٍ عملي: قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} ..

معاشر المؤمنين الكرام: هلمَّ لنتوب، هلمَّ لندخل على ربنا الرحيم بقلبٍ نادمٍ مُتألم، ونفسٍ خاضعةٍ مُنكسِرة، لسانُ الحالِ والمقال: إلاهِي ومولاي وسيدي: يا رب .. يا ربِّ ..

بك أستجيرُ فمن يُجيرُ سِواكـا .. فأجر ضعيفًا يحتمي بحماكـا ..

يا غافرَ الذنـبِ العظيـمِ وقابـلًا .. للتـوب، قلـبٌ تائـبٌ ناجـاكـا ..

 يارب عُدت إلـى رحابـك نادِمـًا .. مُستسلمـًا مستمسِكـًا بعـراكـا ..

أدعـوك ياربِّ لتغفـر حوبتـي .. وتُعينـنـي وتمـدنـي بهـداكـا ..

فاقبل دُعائي واستجب لرجاوتـي، ما خابَ يومًا من دعـا ورجاكـا ..

فهلمَّ يا عباد اللهِ لنتوب: فالتّوبةُ من أعظمِ العباداتِ وأحبِّها إلى الله جلَّ وعلا .. بل إنَّ اللهَ تبارك وتعالى يفرحُ بتوبتنا فرحًا عجِيبًا لا تُستطيع العِباراتُ وصفُه، ففي صحيح مسلم: قال رسول الله : "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ" ..

هلمَّ يا عباد اللهِ لنتوب: فقدوتنا واسوتنا، وأمامنا وحبيبنا كان يتوبُ في اليوم الواحد أكثرَ من سبعينَ مرةً، وفي رواية أكثرَ من مائة مرة .. والحديث في البخاري ..

هلمَّ يا عباد اللهِ لنتوب: فربنا العظيمُ الرحيمُ جلَّ جَلاله يَنزِلُ في كُلِ ليلةٍ إلى سماءِهِ الدُّنيا نزولًا يليقُ بجلاله وكماله، فينادي: «هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مُستغفر فأغفر له ؟ .. وجاء في البخاري ومسلم: أن الله تبارك وتعالى: "يبسُطُ يدَهُ بالليل ليتوبَ مُسيءُ النهارِ، ويبسُطُ يدَهُ بالنهار ليتوبَ مُسيءُ الليل حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مغْرِبِها" ..

هلمَّ يا عباد الله لنتوب: فربُّنا العفو الغفور يقولُ عن نفسه العلية: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} .. ويقولُ جلَّ وعلا: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .. وصحَ عنهُ أنه قال: "التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ" ..

هلمَّ يا عباد الله لنتوب: فالله تبارك وتعالى يقول: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} ..

هلمَّ يا عباد الله لنتوب: فاللهُ جلَّ وعلا يقول: {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، ويقولُ أيضًا سبحانه: {فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} ..

هلمَّ يا عباد الله لنتوب: فالربُّ تبارك وتعالى يُنادِينا: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .. ويكرِّرُ النِداءَ ويُنوعُه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} ..

هلمَّ يا عباد الله لنتوب: فقد بشرنا التَّوابُ الرحيمُ بالقبول، تأمَّل: {إِنَّمَا التَّوبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيهِم وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} .. ويقول سبحانه وبحمده: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .. بل إنه جلَّ وعلا بواسع رحمتهِ، وعظيمِ كرمهِ، يبدلُ السيئاتِ إلى حسنات .. تأمَّلوا قول ربكم جلَّ في علاه: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} ..

أيّها المسلمون الكرام: إنّما ثمرةُ الاستماعِ الانتفاع، ودليلُ الانتفاعِ الاتّباع، فكونوا من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} ... فَمَا أَحرَانَا أحبتي في الله، ما أولانا يا عباد الله: أَن نَتَّقِيَ اللهَ خالقنا ومولانا, صادقين مخلصين، وَأن نَعُودَ إليه تبارك وتعالى نادمين تائبين .. خصوصًا وقد اضلنا زمان التوبة والمغفرة والتقوى .. بلغنا الله واياكم شهر الخير والهدى، ورزقنا فيه العون والتوفيق لكل ما يحبُّ ربنا ويرضى ..

ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply