بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وصلنا إلى الاعتراض السادس والأخير من المعترضين على مشروعية العملات الرقمية، يقولون أن هذه العملات ليس لها وجود فيزيائي، ليست ملموسة، فكيف نتعامل معها، هذا فيه نوع من الجهالة والغرر.
هنا ننظر إلى حقيقة هذه الدعوى، هل إذا كانت العملات ليست ملموسة باليد وليس لها وجود فيزيائي هذا يعني عدم مشروعية التعامل بها، إذا كان الأمر كذلك فنحن منذ سنوات طويلة وخاصة مع أزمة كورونا لا نتعامل بالأموال، وإنما جل استخدامنا لبطاقات الفيزا كارد والماستر كارد والبطاقات المتعددة، نبيع من خلالها ونشتري من خلالها ونستوفي من خلالها، أو من خلال الشيكات وهكذا.
هل الأموال هنا التي نتناقلها عن طريق الفيزا كارد أصبح لها وجود فيزيائي؟ لا فهي مجرد معاملات إلكترونية يتم نقل الرقم من الخانة الفلانية في المصرف إلى الخانة الفلانية بمبلغ كذا وتاريخ كذا، كلها مجرد معاملات إلكترونية دون أن نلمس المال، لماذا لم يعترض أحد على ذلك ويقول أن هذه النقود أصبح لا وجود فيزيائي لها وليس لها جسم مادي ملموس، كما أجزنا التعامل هناك بمثل هذه الطريقة وهذه الوسيلة فهذا يسري أيضًا على العملات الرقمية، وحقيقةً هذا الاعتراض لم أكن أرغب في الرد عليه، لكن إتمامًا للفائدة وإلا فهو لا يرقى أن يكون اعتراضًا حتى، وبالتالي فهو ليس مؤثر في الحكم على العملة والله تعالى أعلى وأعلم.
وبهذا تكون الاعتراضات التي أوردها المعارضون للعملات الرقمية قد انتهت وسنذكر في المقالات القادمة إن شاء الله الحكم الشرعي للعملات الرقمية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد