حكم المتاجرة الفورية بالعملات -المضاربة

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

هذا المقال سيكون للحديث عن حكم المضاربة للعملات، وحقيقةً فالصواب أن يقال المتاجرة بالعملات، لأن كلمة المضاربة في الفقه الإسلامي تطلق ويراد بها تلك الشركة التي يكون فيها الجهد من شخص ورأس المال من شخص آخر؛ فتسمى المضاربة، ولكن شاع الاستعمال بين الناس على التجارة الفورية في العملات سواء كانت رقمية أم غير رقمية بيعًا وشراءًا أن تسمى مضاربة.

المتجارة بالعملات أو المضاربة لا يوجد في الشرع ما يمنعه بل أن العلماء متفقين على جواز العمل في الصرف -أعمال الصرافة- وقد نظم الشرع الإسلامي هذه المهنة وفقًا لأحكام محددة مثل اشتراط التقابض عند التعامل بالعملات سواء كانت بالجنس الواحد -النوع الواحد- أو من أنواع مختلفة.

وكذلك من أحكامها إذا كانت من جنس واحد أن تكون مثلًا بمثل، بمعنى إذا أعطيتك 100 دولار أمريكي لتصرفها ب50 دولار و20 دولار و20 دولار و10 دولار، فلا ينفع أن تعطيه أكثر من ذلك أو أقل مقابل هذا الصرف، فإذا كانت من جنس واحد وجب التماثل ووجب التقابض، وإذا كانت من أجناس مختلفة مثلًا كالدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري، هذا جاز أن يزيد بعض الشيء لحكم اختلاف الأنواع، ولكن يجب التقابض في نفس مجلس العقد.

ونفس الأحكام تنتقل للعملات الرقمية أننا اعتبرنا أن هذه الرموز هي عملات وتأخذ أحكام العملات، بمعنى أن التعامل بالعملات الرقمية بيعًا وشراءًا يجب أن يكون يدًا بيد، بمعنى أن يجري التقابض في مجلس العقد، طبعًا التبادل في العملات الرقمية لا يكون إلا بأجناس مختلفة، فقد أعطيك USDT وآخذ منك البيتكوين، هنا لا بأس إن زاد بعضها على بعض لأن الأجناس مختلفة هنا وهذه أحكامها.

ولكن هناك فرق بين العملات الرقمية والعملات الورقية يجب التنبه له، العملات الرقمية بعضها مباح وبعضها محرم، وبالتالي العملة التي مشروعها محرم لا يحل التعامل بها، سواء كان استثمار على المدى البعيد أو مضاربة سريعة. أما العملات المباحة فهي فقط التي يباح المتاجرة بها والمضاربة بها.

إذن المضاربة في العملات الرقمية لا تعدو أن تكون معاملة صرف بين عملات مختلفة ولا بأس بها إن شاء الله وفي المنصات يطلق على هذا النوع من التدول بالتداول الفوري أو السبوت، هذا الأمر جائز ولا بأس به إن شاء الله إذا كانت العملات التي ستتداول بها مباحة، والله تعالى أعلى وأعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين