بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
(صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاةٍ في مسجدي هذا بمائة صلاة)
•الحديث دليل على فضل الصلاة في مسجدي مكة والمدينة، وأن الصلاة في مسجد مكة أفضل من مائة ألف صلاة، والصلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة.
•والمضاعفة في المدينة مختصة بالمسجد النبوي لا لكل المدينة لقوله (في مسجدي هذا) ويدخل في ذلك ما زيد فيه.
•أما بالنسبة للمسجد الحرام، فقد اختلف العلماء: هل المضاعفة مختصة بالمسجد الذي يصلى فيه؟ أو أنها عامة لبيوت مكة وسائر بقاع الحرام؟ قولان:
الأول: أن المضاعفة لكل ما هو داخل حدود الحرم، وهذا أحد قولي عطاء وممن قال بذلك ابن حزم وقدم ابن حجر هذا القول وصححه النووي واختاره ابن القيم والشيخ ابن باز.
ودليل هذا القول أن لفظ المسجد الحرام ورد في القرآن خمس عشرة مرة، وله عدة اطلاقات، وقد جاء في بعضها مرادا به الحرم كله.
القول الثاني: أن الفضل خاص بالمسجد الذي يصلى فيه دون البيوت وغيرها من أجزاء الحرم، وهو القول الثاني لعطاء وقد قرره المحب للطبري واختاره ابن عثيمين.
ولهم دليلان: الأول: حديث الباب، ووجه الدلالة أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الفضل بالنسبة لمسجد المدينة للمسجد نفسه لا لكل المدينة، فينبغي أن يكون الأمر بمكة كذلك.
الثاني: حديث (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة).
والذي يظهر -والله أعلم- هو القول الأول، لقوة دليله، فإن الظاهر أن المسجد الحرام إذا أُطلق أريد به العموم، كما ذكر ابن القيم.
( منحة العلام ٣٦٣/٥ )
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد