بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَعَظِّمُوهُ في هذا اليوم العظيم وكبروه؛ واذكروه على ما هداكم واشكروه، واعلموا أنكم لا زلتم في أَعْظَمُ أَيَّامِ الدُّنْيَا، فتَزَوَّدُوا فِيهَا مِنَ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
معاشر المؤمنين الكرام: على كثرة فَضَائِل هَذِهِ الْأَيَّامِ المباركة، وأن العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من العمل في غيرها، إلا أن لبعضها خصائصَ ومميزاتٍ لَيْسَتْ لِغَيْرِهَا من سائر العشرِ المباركات، كَيَوْمِ النَّحْرِ ويَوْمِ عَرَفَات .. ولذا سيكونُ لنا اليوم بإذن الله تعالى، وقفةٌ خاصةٌ مع هذا اليوم العظيم، لعلنا أن نعرف شيئاً من عظيم قَدْرَه وفضله، فنشمرَ ونجتهدَ في طاعة الله, والموفقُ من وفقه الله وهداه.
أيها الأحبة الكرام: إِذَا ذُكِرَ يوم عرفات، هاجت المشاعر وانطلقت الذكريات، وامتزجت العبراتُ بالعبارات، واختلطت الدموعُ بالدعوات، فرقت القلوبُ وطابت المناجاة، وخشعت الانفسُ وعظُمت الاُمنيات ..
عرفات يا رعاك الله، وما أدراك ما عرفات .. يَوْمٌ عزيزٌ مِنْ أَيَّامِ الله الغرِّ المعظمات، يَوْمٌ كريمٌ مِنَ الْأَيَّامِ الشريفات المباركات، يَوْمٌ مجيدٌ مِنَ الْأَيَّامِ المعلومات، قال الله عنها فِي محكم الآيات: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28].
يوم عرفة أيها الموفقون: خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس، يَوْمُ كَمَالِ الدِّينِ، وَتَمَامِ النِّعْمَةِ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ t أَنَّ رَجُلًا مِنَ اليَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا، قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، قَالَ عُمَرُ: «قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ»، والحديث متفق عليه. يومُ عرفة: رُكْنُ الْحَجِّ الْأَعْظَمِ، ففي حديث صحيح: «الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ».
يومُ عرفة يا عباد الله: يَوْمُ المُبَاهَاةِ، ففي الحديث الصحيح، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا».
يومُ عرفةَ أيها الكرام: هُوَ يَوْمُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ؛ ففي صحيح مُسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ"، قال شُرَّاح الحديث: وَالظَّاهِرُ من النَّص أَنَّ الْعِتْقَ لَيْسَ خَاصًّا بِأَهْلِ عَرَفَةَ وحدهم، وَإِنَّمَا هُوَ عَامٌّ لَهُمْ وَلِغَيْرِهِمْ، بدليل أنَّ الْيَوْمُ الَّذِي يَلِيهِ عِيدٌ للجَمِيعِ، وَإِنْ كَانَ يُرْجَى لهم أَكْثَرَ مما يُرجى لغَيْرِهِمْ لأن الله يُباهي بهم .. وكرم الله أعظمُ وفضله أوسع.
وَيومُ عرفة يا عباد الله: هُوَ يَوْمُ إِذلال الشَّيْطَانِ وَدَحْرِهِ وصغاره؛ ففِي الحَدِيثِ الصحيح قال ﷺ: «مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ .. وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ" .. اللهم فزده صغاراً، وغيظاً وحقاراً، والعنهُ لعناً كُباراً.
وَيومُ عرفة أيها المباركون: هُوَ يَوْمُ الذكرِ والدُّعَاءِ، يومُ المناجاةِ والرجاء، يَوْمُ التوحيدِ والالتجاء؛ ففي الحديث الصحيح: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» .. وَظاهِرُ النصِّ أَنَّ الفَضْلَ الوارد لَيْسَ خَاصًّا بأهل عَرَفَةَ، بَلْ هو عامٌّ لهم ولغيرهم .. فيَنْبَغِي للجميع أَنْ يُكْثِرَ مِنْ الدعاء، ومن قول لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ. فَلَعَلَّ نَفَحَاتِ اللهِ تَعَالَى ورحماته تُصِيبُه فِي هذا اليَوْمِ العظيم المبارك، فَفَضْلُ اللهِ تَعَالَى عظيم، وكرمه كبير.
وحيث أن مدار الأعمال على النية, فإن كل من اشتاقَ للحجِّ ولم يستطع أن يحجَّ، فهو بإذن الله وفضله شريكٌ للحجاج في الأجر والثواب, دليله ما جاء في صحيح مسلم أن النَّبِيِّ ﷺ كان في غزوة فقَالَ: "إنَّ بالمَدِينَةِ لَرِجَالًا ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إلاَ شَرِكُوكُمْ فِي الأجْرِ"، في رواية: "حبسهم العذر".
فيا من لم يُدرِك الحج, وقلبُه يهفو شوقاً إليه: أبشر فإن لك ما نويت, ففي الحديث الصحيح: "من همّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله لهُ حسنةً كاملة" .. ومن فاته الوقوف بعرفات، فلن يفوته بإذن الله, أجرُ الصَوْمَ، ففي صحيح مُسْلِم، قَالَ ﷺ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».
أحبتي الكرام تأملوا معي جيداً: فإذا كان اليومُ هو يوم عرفة, خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس، وهو أعظمُ الأيامِ مغفرةً وعتقاً من النار، ودعاءهُ هو خيرُ الدعاء وأرجاه بالقبول .. وإذا كان للصائم دعوةٌ لا ترد، وإذا كان الله عزَّ وجلَّ ينزل إلى سماءه الدنيا نزولا يليق بجلاله وكماله، وكان كل ذلك في يوم الجمعة، فقد اجتمعت بذلك اعظم الأسباب والأحوال لقبول الدعاء، فحريٌّ بالمسلم أن يتفرغَ من كلِّ مشاغله، وأن يُظْهِرَ لله فَقْرَه ومسكنته .. وأن ينطرحَ بين يدي ربه خاشعاً منكسراً .. وأن يتعرضَ لمغفرة اللهِ وعِتقِه ورحماته .. وأن يُقَدِّمُ بَيْنَ يدي مناجاتِه، تَوْبةً صادقة، وإخلاصاً لله وإخباتاً، وثناءاً جميلاً على ربه، ويَتَحَبَّبَ إلى مولاهُ بخالصِ الدعاءِ، وصادقِ الرجاء .. يرفعُ إلى ربه الكريم أكفَّ الضراعة, ويبثهُ شكواه, ويُنزِلُ به حوائجه ومطالِبه, فما للعبد عن ربه غنى، وما له من دونه من وال .. فيسألُهُ صلاحاً لنفسه وأهلهِ وولده، وصلاحاً لدينه ودنياه وشأنهِ كله، وصلاحاً لأحوال المسلمين في كل مكان, ويسألُه نصراً وعزاً للإسلام والمسلمين، ويسألهُ فرجاً عاجلاً للمضطهدين والمظلومين، ويسألهُ رحمةً واسعةً لموتَاه وموتى المسلمينَ، ويسألهُ شفاء تاماً للمَرضَى والمَكروبينَ، وأن يردَّ عن أهل السُنَّةِ كيدَ المتربصين، وعبث المفسدين .. ويسألهُ من خيري الدينا والآخرة، ويسألهُ خيرَ الدعاءِ وخيرَ الإجابةِ، فكم من الدعوات في هذا اليومِ ستقبل، وكم من الرحمات ستتنزَّل، وكم من الذنوب ستُغفر وتُبدَّل, فربنا عظيمٌ كريمٌ جوادٌ مُتفضِّل, خزائنهُ ملئا، ويداهُ بالخير سحَّا، ولا يتعاظمهُ ما أعطى، سبحانهُ وتعالى ينفقُ كيف يشاء .. ويغفرُ الذنوبَ جميعاً وإن بلغت عنانَ السماء، فأحسنوا فيه الظنّ والرجاء، فهو عند ظنِّ عبدهِ به، فليظن به ما شاء .. اللهم برحمتك وفضلك نسألك أَنْ تُعين إخواننا الحجاج وتُيسر أمورهم، وأن تَتقْبَلَ مِنَّا وَمِنَهم، وأن تردهم سالمين غانمين كيومِ ولدتهم أمهاتهم .. أقول ما تسمعون واستغفر الله ...
الحمد وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده اللذين اصطفى.
-اتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
معاشر المؤمنين الكرام: من فضلِ الله تعالى وعظيمِ رحمته بعبادِه أن جعلَ دُعاءَهُ عِبادةً من أفضلِ وأجلِّ العبادات، ففي الحديث الصحيح: «الدعاء هو العبادة» .. وفي التنزيل الحكيم، يقول الحقُّ جل وعلا: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان: 77].. واللهَ جلَّ وعلا يُحِبُّ مِن عِبادِه أن يَسأَلوه ويدعوه، وأن يَطلُبوا مِنه كلَّ حوائجِهم، ففي الحديث الحسن، قال ﷺ: "ليس شيءٌ أكرمُ على الله من الدعاء" .. بل إنه جلَّ وعلا من كرمه هو الذي أمرَ عبادَه بالدعاء، وهو الذي وعدَهم بالإجابة، فقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].. بل وأخبرهم سبحانه وبحمده أنه قريبٌ يسمعُ ندائهم, كريمٌ يجيبُ دعائهم، فقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، بل وأعجب من ذلك فالله جلَّ وعلا يغضبُ على من لا يسألُه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "من لم يسأل الله يغضب عليه"، والحديث حسنه الإمام الألباني .. وأكدَ عليه الصلاة والسلام أنَّ ثمرةَ الدعاءِ مضمونةٌ عند الله، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ"، والحديث صححه الألباني.
ثم اعلموا يا عباد الله أن للدعاء آدباً ينبغي للمسلم أن يلتزم بها ليكونَ دُعائهُ أقربَ للاستجابة .. فمن آدابِ الدعاءِ أن يكونَ الداعي على طهارةٍ، وأن يستقبلَ القبلةَ، وأن يرفعَ يديهِ حالَ الدعاء .. وأن يتحرى أوقاتَ الاستجابةِ، وأن يبدأَ دُعائهُ بالثناء على الله بما هو أهله .. وأن يدعو بجوامع الدعاء .. وأن لا يتعدى في دُعائه فيطلبَ مالا حقّ له فيه، فقد ورد في الحديث: "سيكون قومٌ يعتدون في الدعاء" ... ومن آدابِ الدعاءِ: حُسنُ الظنِّ باللهِ تعالى، وحُضورُ القلبِ، والخشوعُ والانكسار، لقول النبي ﷺ: "ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ"، والحديث حسنه الألباني .. ومن آدابِ الدعاءِ الإلحاح والتكرار .. فقد كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثًا، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثًا ... ومن آدابِ الدعاءِ, التوسلُ إلى الله جلَّ وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، لقوله جلَّ وعلا: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.. ومن الآداب, أن يتحرى الكسبَ الحلال، ويتجنب الحرام، فقد ذُكِرَ في الحديث الصحيح: الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟ ... ومن آدابِ الدعاءِ المداومة وعدم الاستعجالَ، فمن أكثرَ قرعَ البابِ يُوشِكُ أن يُفتحَ له ... ومن الآداب, أن يختمَ دعائهُ بالصلاة على النبي ﷺ، فقد قال أمير المؤمنين عمرُ بنَ الخطابِ رضي الله عنه: "الدُّعَاءُ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ يَصْعَدُ مِنْهُ شَىْءٌ حَتَّى تُصلى عَلَى نَبِيِّكَ ﷺ" .. فإذا اجتهد المسلم والتزم بهذه الآداب فإن دعاءه لا يكادُ يُردُّ أبداً بإذن الله.
فَاغْتَنِمُوا يا عباد الله مَوَاسِمَ الخَيْرَات، وَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الدعاء والرجاء والمناجاة، {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.
ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد