سيرة النبي ﷺ وطلاب العلم


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

وأنا أتأمل في حال كثير ممن أعرف من طلبة العلم - وما أبرئ نفسي- أرى تقصيرًا ظاهرًا في حفظ سيرة نبينا محمد ومعرفة أيامه ومغازيه وأزواجه وأولاده وخدامه فضلًا  عن أصحابه رضوان الله عليهم .

وأين يظهر ذلك ويكشف ؟

 في المجالس الخاصة والعامة، فكم تمر بنا مواقف نبوية لا نعرف تفاصيلها، ولكم تعرض لنا سؤالات في السيرة من الناس فنقصر في الجواب عنها، وهذا ولا شك خلل كبير في حق طلاب العلم لابد من معالجته.

وقد يظن الظان منهم أن علم سيرة النبي من العلوم التحسينية الكمالية لا أكثر، فيقدم عليه علوم الغاية والآلة ويترك له الفضلة من الوقت والجهد، ويقصر في واجبه تجاه هذا العلم الشريف من التعلم والتعليم

فهل خفي على أولئك ما لمعرفة السيرة النبوية والأيام المصطفوية من أثر ظاهر في تفسير كتاب الله وبيان سنة رسوله ، وفهمهما أتم فهم وأجلاه ؟!

هل غاب عنهم أهمية دراسة هذا العلم المبارك للدفاع عن الدين، لا سيما في مثل هذا الزمن .. زمن الحملات الممنهجة لتشويه التاريخ الإسلامي وتحريف السيرة والطعن في الصحابة ؟

فأما الحل والعلاج فأرى أن يعترف المقصر بتقصيره أولًا ، ثم يقصد إلى كتب السنة الجوامع التي عقدت أبوابا في سيرة النبيومغازيه وأيامه وخصائصه، ثم كتب السيرة النبوية المفردة، وكتب الشمائل والخصائص والهدي وما أشبهها، فيجردها جردًا كاملا ، ويلخص ما سنح له تلخيصها، ويتحفظ متنا من المتون المختصرة أو المطولة ما أمكنه ذلك .

ثم يبادر بنشر ما أمكن من ذلك بين أهله وأولاده، ويذاكر به أصحابه، ويلقيه إلى تلاميذه وهكذا حتى يشيع هذا العلم بين الناس فيكثر الاقتداء بالنبي والاهتداء بهديه وسننه .

ولَكَم تمنيت أن تعد حقيبة تدريبية في السيرة النبوية تضمن مقررات في سيرة النبي ومغازيه وشمائله وخصائصه وهديه ونحو ذلك، مع متن متوسط جامع مناسب للحفظ، فتعقد فيها دورات يقوم عليها بعض طلبة العلم المعتنين .

 كم وكم من العلم والفضل سيحصل بانتشار ذلك الخير بين الخاصة والعامة، من طلاب العلم وغيرهم؟!

 

أسأل الله أن يوفقنا جميعًا لاتباع نبينا محمد ، ونصرة ملته، وإذاعة سيرته، ونشر سنته، وأن يجعلنا من أحبابه وحزبه ويجمعنا به مع أصحابه في فردوسه الأعلى ،

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply