مشاريع العملات وتأثيرها على حكم العملة


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:  

 

هذا المقال مخصص للحديث عن مشاريع العملات ومدى تأثير مشروع العملة على مشروعية التعامل بهذه العملة والتداول بها.

العملات الرقمية ليست كالعملات الورقية، العملات الرقمية كونها تصدر عن طريق شركات في أغلبها تكون لهذه الشركات مشاريع تقدم خدمات محددة، وهذه المشاريع عندما يتم بيع خدماتها يتم هذه العملات أو التوكينات التي أصدرتها هذه الشركة.

في البداية يفعلون ذلك من أجل جمع التمويل كما تحدثنا في مقال الاكتتاب، من أجل جمع التمويل لانطلاق المشاريع، لكنهم يوضحون لك مسبقًا أنك بشراء هذا التوكين لست شريكًا في هذا المشروع، وإنما أنت مجرد حامل للتوكين، حامل لهذه العملة والتي تخولك لشراء خدمات المشروع بعد انطلاقه وبعد ظهور خدماته على الأرض.

إذن أنت كأنك حجزت جزء من هذه الخدمات، بعد ذلك فالذي يشتري هذا التوكين ثم يبيعه ثم يأتي آخر فيشتري، كل هؤلاء ليسوا شركاء في هذا المشروع، إنما هم فقط حملة للعملة.

لعل السائل يسأل ويقول طالما أنا لست شريكًا في هذا المشروع لماذا يأثر الأمر على حل التعامل بهذه العملة أو تلك سواء كان المشروع مباح أو محرم طالما أنا لست شريكًا فيه فلن ينعكس ذلك على العملة؟

بدايةً فهذا التوكين الذي بين يديك يمثل جزء من خدمات المشروع التي تستطيع أن تشتريها بواسطة هذا التوكين، بشراءك لهذا التوكين كأنك حزت شيئًا من هذه الخدمات إليك، ولك أن تتخيل إذا كان المشروع نشاطه وخدماته محرمة، فكأنك حزت شيئًا من هذه الخدمات المحرمة إليك واقتنيتها، ثم إنك بعد ذلك لك أن تتخيل إذا بعت هذا التوكين الذي يقف وراءه مشروع محرم ويمثل خدمات محرمة لهذا المشروع، فكأنك بعت توكين أو جزءًا من الخدمات المحرمة لشخص آخر وهذا الأمر قطعًا ويقينًا أمر غير مباح وغير مشروع في الشريعة الإسلامية.

إذن مشروع العملة يقف سبب رئيسي في الحكم على جواز التعامل والتداول بالعملة من عدمه، مثلًا لدينا عملات لها مشاريع تقنية بحتة، عندما تشتري توكيناتها فكأنك اشتريت الخدمات التقنية التي قدمها هذا المشروع، ولكن بالمقابل تخيل لو أن هذا التوكين الذي تحمله يمثل خدمات لصالة قمار، فكأنك اشتريت هذه الخدمات وحزتها إليك، وإذا بعتها أو تداولت هذا التوكين.. تقول سأتداول فقط، فأنت تبيع هذه الخدمات لشخص آخر.

هذه الفكرة التي تقف وراء مسألة تأثير المشاريع -مشاريع التوكينات- على جواز التعامل والتداول في هذه العملات، أرجو أن أكون وفقت لبيان هذا الأمر والله تعالى أعلى وأعلم.

  وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply