زيارة لمدينة مرعش


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:  

 

في زيارة لمدينة مرعش؛ للاجتماع بثلةٍ كريمة من أهل العلم وطلبته … (قهرمان مرعش (

فتح المسلمون مدينةَ مرعش دونَ قتال، وصالح أهلُها فحماهم الفاتحون، ثم دخلوا في دين الله أفواجًا، كان ذلك في خلافة سيدنا عمرَ بنِ الخطاب، تحتَ قيادةِ سيدنا خالدِ بنِ الوليد عامَ: (17هـ- 638م)، ويرى بعضُ المؤرخين أنَّ فتحَ مدينةِ مرعش كان آخرَ فتوحاتِ سيدنا خالد بن الوليد قبلَ تسليمه رايةَ الجهادِ لسيدنا أبي عبيدةَ بنِ الجراح

ويذكر الباحثون أنَّ مدينةَ مرعش يعود تاريخُها إلى بداية العصور البشرية قبلَ الميلاد، ووجودُ كثيرٍ من الكهوف القديمةِ والمعابد شاهدٌ على ذلك، إصافةً إلى كثيرٍ من القلاع والحصون والأوابدِ الأثرية الباقيةِ إلى زماننا، التي تزيد المدينةَ جمالًا وعبقًا تاريخيًّا …

ومدينة مرعش مدينةٌ علمية بامتياز، فقد خرج منها كثيرٌ من العلماء، منهم:

- حذيفةُ بنُ قتادةَ المرعشيُّ (ت207هـ) تلميذُ الحسنِ البصري، له حكمٌ ومواعظُ كثيرة، ومن مشهور كلامه: (إنْ أطعتَ الله في السرِّ أصلح قلبَك، شئتَ أو أبيتَ)، وله ترجمةٌ طويلة في حلية الأولياء (268/8)

- محمد بن أبي بكر المرعشي (1145هـ)، المعروف بـ: (ساجقلي زاده)، الفقيه المشهور وصاحب المصنفات الكثيرة

وفيها الآن عددٌ كبيرٌ مِن المدراس والمراكز العلمية والشرعية، ناهيك عن الشيوخ والعلماء والمربِّين، بارك الله بهم أجمعين

ولا بدَّ لزائر مدينة مرعش أنْ يتذوَّقَ فيها ما اشتهرتْ به، وهو صناعةُ الحلوى المثلجة (البوظة)، أو ما يُسمى بـ: (الضُّنْضُرْما)، أو (الآيس كريم)، التي يُعدُّونها مِن حليب الماعز.

وفي سنة: (1919م) احتل الفرنسيون هذه المدينة، ثم ما لبثوا أنْ خرجوا منها عقبَ كفاحِ أهلها؛ وذلك بعدَ أولِ رصاصةٍ أطلقها بائعُ حليبٍ متجوِّلٍ في وجه الفرنسيين، الذين حاولوا التحرُّشَ بامرأةٍ مسلمةٍ !

وكان ذلك سببَ تسميتِها بـ: كهرمان مرعش، أي: مرعش البطلة

 

حفظ الله هذه المدينةَ الطيبةَ وأهلَها، وجميعَ بلاد المسلمين …

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply