هل اللحية من الدين؟


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

في شبابي أحببت عددًا من المغنين ولاعبي الكرة  حبًا جمًا، ولاحظت أن تصرفاتي أصبحت مثل تصرفاتهم، ولباسي نفس لباسهم، حتى أنني قصصت شعري ليصبح مثل قصة شعرهم، وهذا لم يكن إلا لأني أحبهم وأحب التشبه بهم؛ وهذا هو دأب المحبين لا تلبث أن تجد نفسك تقلد بدونما شعور من تحب.

هل اللحية فرض هذا سؤال خطأ، لأن المحب لا يسأل هذا السؤال، هل حدث وسألت أحد مشجعي فريق كرة القدم، هل قصصت شعرك مثل قصة اللاعب الفلاني، هل هذه القصة فرض وشرط لتشجيع هذا الفريق؟؟ سيتعجب المجيب!

قد ثبت عن نبينا أنه كان له لحية كثة كبيرة، وهذا ما اتفق عليه كل المذاهب، واتفقوا أن كل الصحابة كذلك، ولا يعنيني هل هي عادات القرون التي خلت أم هي دين منزل، هنا نتكلم عن الحب، ولو كنت صادقًا في المحبة لاتبعت من تحب، أما من الناحية الشرعية فأنا أنقل لك ما لا خلاف عليه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، أَحْفُوا الشَّوَارِبَ..)، وفي رواية: (أحْفُوا الشَّوَارِبَ وأَعْفُوا اللِّحَى)، وأحاديث أخرى كثيرةٌ بهذا المعنى، ومعنى إعفاء اللحية تركها على حالها، وتوفيرها: إبقاءها وافرة من دون أن تحلق أو تنتف أو يقص منها شيء. وفي الحديث: (وكانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرَ شَعرِ اللِّحيةِ) رواه مسلم.

وفي آخر الأمر دع الحب هو من يفرض شروطه عليك، وكما قال الشافعي:

تعصي الإله وأنت تظهر حبه                  هذا محال في القياس بديـعُ

لو كان حبك صادقًا لأطعتـه                   إن المحب لمن يحب مطيـعُ

أعانني الله وأعانكم على حسن الاتباع وشرف المحبة وعلياء الهمم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply