الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية في المسيحية


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

مما غاظني من ديني أثناء نصرانيتي، وشد انتباهي إلى الإسلام، أننا احتكمنا إلى الشريعة الإسلامية ونحن مسيحيون في أمر الميراث، نظرًا لعدم وجود شريعة للميراث عند المسيحيين!

 وكذلك لما تزوجت أختي الكبرى ونحن أرثوذكس، من رجل بروتستانتي من دون أن نعرف. وعلمنا بعد الزواج، وجاء أحد الكهنة يلوم أبي على هذا الزواج، ولما سألنا عن شرعية هذا الزواج قالوا لنا إنه حرام ويجب تطليق أختي من زوجها بالشريعة الإسلامية، لأن المسيحية لا يوجد في شريعتها طلاق لاختلاف الملة و الطائفة، والزواج من خارج الطائفة مُحَرّم بحسب أوامر البطاركة الذين يُكَفّر كل واحد منهم الطائفة الأخرى! فلا يوجد حل لهذا التضارب إلا باللجوء للشريعة الإسلامية .

ومما زاد وغطى كما يقولون أن الممثلة المسيحية الأرثوذكسية (هالة صدقي) طلقت زوجها الأرثوذكسي بقانون الخُلع الإسلامي، لأنه لا يوجد عند الأرثوذكس طلاق بسبب النفور الشديد بين الزوجين، فخرج البطريرك شنودة في التليفزيون موافقًا على طلاقها، وسمحوا لها بالزواج من رجل آخر وقال: لا مانع من اللجوء إلى الشريعة الإسلامية فيما نقص من الشريعة المسيحية (التي وضعها البطريرك كيرلس السادس والمجلس المَلّي منذُ خمسين سنة)، وقال حتى يتسنى لنا وضع قوانين جديدة تواكب العصر.

وفي سنة 1988 -حين توفي والدي-، سألت في الكنيسة لماذا لا توجد لنا شرائع مسيحية، أو نتحاكم إلى شريعة اليهود، فقالوا لي: لا توجد شرائع مسيحية أو يهودية للميراث. فأصابني الذهول، إذ كنت أظن أنه توجد شرائع ولو تكون من وضع الآباء من تلاميذ المسيح أو البطاركة والرهبان. وقالوا لي أن البطريرك سيضع لنا شريعة بالروح القدس .

بينما نجد في الإسلام شريعة كاملة لكل شيء، في القراّن والسنة النبوية، كل ما يخطر على بال بشر، وقوانين وأحكام لكل المعاملات، والتجارة، وأحكام العبادات كلها، والقصص الصحيح من دون ذم الأنبياء ومن دون قصص الزنا والكلام الجنسي الفاضح، والتعليم الصحيح والأمثال، وكل شيء عن القدر وعن الجنة والنار، وأحداث قيام الساعة، وأحداث يوم القيامة وأحوال الناس في الجنة وفي النار، وعن الغيبيات مثل الشيطان والجن وأصلهما وأحوالهما والصراط والبرزخ والقبر... إلخ.

والإسلام فيه عبادة محددة بالكتاب والسنة، لا تختلف من بلد لبلد، عبادات يومية علنية جماعية وفردية، من صومٍ وصلاةٍ وصدقةٍ وزكاةٍ وعمرةٍ وحج. ليس لإنسان أيًا كان أي دخل فيها، ولا النبي محمد نفسه، عليه أفضل الصلاة والسلام.

وللمسلمين أعياد موحدة مذكورة في الكتاب والسنة: عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة. لم يضعها بشر ولا تكون لبشر.

وللمسلمين كلهم حول العالم حج واحد في مكان واحد وبعبادات وبشعائر واحدة .وكل هذا لا يوجد له مثيل في المسيحية على الإطلاق .

 لهذه الأسباب وغيرها وجدت أن الاسلام دين متكامل وله شريعة متكاملة، ولا يحتاج لشريعة من غير الإسلام، وكل ما فيه محكوم بكتابه وسنة نبيه، وكله يتجه إلى الله وحده، فقلت لنفسي: انج بنفسك، وأسلمت وجهي لله وحده لا شريك له، فأسلموا تَسلموا في الدنيا و الآخرة. هداكم الله.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply